لسنا بهذا الغباء كي لا نميز بين نهيق الحمير وتغريد العصافير وان غلفوا ذلك بزقزقة عصفور واكليل من الزهور ليخفوا ما بها من الحاد ورغبة في الافساد وطمس لماضي الأمجاد.
بين النباح والنهيق اصبح صدره يضيق فلم يعد يطيق ما نحن عليه من استقامة وشدة وصرامة فيما يتعلق بأمور ديننا ، ففي كل يوم يخرج علينا أحد الليبراليين بلهجة جديده على شكل تغريده في محاولة منهم لجس نبض المجتمع وميوله علّهم يجدون فينا من يتخذونه سلما لهدم الأمة.
الليبرالية تعني الحرية والمساواة وتدعو في المجمل الى دستورية الدولة والديمقراطية والانتخابات وحقوق الانسان وحرية الاعتقاد ، ويمكن أن تتحرك الليبرالية وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها ، وهذا شيء جميل وقد لا يتجاوز ما جاء به الاسلام.
وقد يكون لنا وقفة اعتراض على جملة ( حرية الاعتقاد ) لأننا مسلمين مكلفين من ربنا ولا يحق لنا ان نعتقد بغير ذلك.
والغريب في الأمر هو ما يدعوننا اليه ، فتارة يطالبون بالاختلاط وتارة بخلع الحجاب وتارة اخرى بالتشكيك في ديننا وسب انبيائنا ، فلم يرق لهم أننا مستترين وبربنا مؤمنين ولنبينا مصدقين ، كما أنهم ولم يأتوا بجديد مفيد لأنهم مفلسون فلا نراهم يبدعون فيما ينهض بالأمة بل جعلوا الحرية التي ينادون بها منحصرة في هذه الأمور التافهة دون سواها.
وكان آخرهم تركي الحمد الذي نهق كالحمار اجلكم الله معتقدا انه يغرد حيث قال ( جاء محمد بن عبد الله ليصلح عقيدة ابراهيم الخليل ، وجاء زمن نحتاج الى من يصلح عقيدة محمد بن عبد الله ) وهذا اعتراف صريح منه بأنه يعتقد ان عقيدة سيدنا ابراهم عليه السلام فاسدة الى ان اصلحها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ثم ان عقيدة محمد بن عبد الله فاسدة ايضا ويريد ان يصلحها تركي الحمد.
اذا كان تركي الحمد يعتقد انه هو وحده الذكي فهو أغبى الأغبياء، فاذا كانت عقيدة محمد بن عبد الله فاسدة كما يقول فكيف يتسنى لمحمد ان يصلح عقيدة ابراهيم وعقيدته فاسدة، كما فاته ايضا ان عقيدة ابراهيم قد شهد بصلاحها رب العالمين في القرآن الكريم ،حيث قال ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) فهل نكذب الله عز وجل ونصدق الشيطان تركي الحمد. لقد انطبق عليه قوله تعالى ( كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى ).
من هنا نكتشف ان عقيدته فاسده هو ومن وراءه من الليبراليين الذين يحاولون جل جهدهم سلخ هذه الأمة من عقيدتها لأنهم يعلمون أن لا قدرة لهم بنا ما ستمسكنا بعقيدتنا ، فالمسلم الحق لا يهاجم دينه وان اكتشف فيه بعض الخلل ، فهو بذلك يكون في الطرف الآخر من الشاطئ يا تركي الحمد ، فان غرك شيطانك فما زلنا بحول الله قادرين على نفي الشياطين من مجتمعنا فعقيدتنا التي ترعبك هي ما جعلنا قادرين على الوقوف في وجه أمثالك ولن نفرط بها ان شاء الله.