تمرّ الليالي و الأيام و يولد الأنسان ( ورقة ) في غصن السنين لآ تلبث أن تقع و تذبل بقدر ماقدّر له الله أن يعيش في هذه الحياة الدنيا .. و تتعدّد مع مرور السنين خسائر البشر و تتعدّد أيضآ مكاسبهم .. فيفقد الإنسان الكثير من الأمور من حوله .. و ربما في ذاته و شخصه بشعوره حينآ و دون أن يشعر في أحيان كثيرة .. ولآ يخسر الإنسان حين يخسر شيئآ هو أقسى من خسارته لأخلاقه .. لذا جاء الدين الحنيف و التوصيات الإلهية بالقرآن و السنّه على أهمية حفظ الرجل لأخلاقه و التقيّد بالأخلاق الجميلة التي تجعل منه عبقآ لآ تملّ إستنشاقه الأفئدة من حوله .. قال تعالى عن نبيه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .. و قال النبي صلوات ربي عليه و سلامه ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار ) و قال ابن القيّم يرحمه الله ( الدين كله خُلق , فمن زاد عليك في الخُلق فقد زاد عليك في الدين ) .. و إننا في هذه الأيام و في هذه الأيام تحديدآ .. نحتاج لـ أخلاق المسلم الحميدة .. في تعاملاتنا و في مجتماعتنا و بين أهلنا و أصدقائنا و زملائنا .. و متى ماتمسّك الناس بأخلاقهم و مبادئهم الجميلة على ضوء مايمليه لنا ديننا الحنيف لا يزالون على باب من أهم أبواب حفظ هذه الأمة و زرع المحبة في اوساطها و حتى فيمن حولها من الأديان الأخرى والعقائد تأثيرآ و تأثرآ .. و متى مافرّط الناس بأخلاقهم و مبادئهم كانت هذه النقطة باب لآ يردّ من التفرّق و الكراهية و العدوان للإسلام و أهله .. و ماكانت سماحة النفوس و سموّ الأخلاق في شخص إلا رزقه الله بتوفيقه حبآ لآ ينتهي بين البشر ( جعلنا الله و إياكم منهم ) .. فلنحرص و ليحرص كل إنسان على ان لآ يفقد هذه الخصال الحميدة .. فهي أبلغ التعاريف و أهم الذكريات للإنسان طال عمره أو قصر .. و قد قال أمير الشعراء شوقي مما خلّدته عيون الأدب .. ( و إنما الأمم الأخلاق مابقيت // فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) ..
نواف فهاد الشمري
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مشاري اليامي
03/16/2013 في 1:35 م[3] رابط التعليق
كلام طيب من رجل فيه خير وطيب
نسال الله للجميع حسن الخلق
متابع أبعادي
03/16/2013 في 2:08 م[3] رابط التعليق
مرحبا بهذه الاطلاله الرائعة
حببت أسجل إعجابي بهذا الموضوع الرائع
اللهم اجعلنا من الذين يسمعون القول ويتبعون أحسنه
تحياتي
ابو حمد
03/17/2013 في 12:30 م[3] رابط التعليق
صدقت كلام طيب من رجل طيب
الاخلاق الطيبه
03/17/2013 في 5:07 م[3] رابط التعليق
كم انتي كبيره يابعاد
أحمد الراشد
03/17/2013 في 6:48 م[3] رابط التعليق
القبول والرفض لدى البشرية بالأخلاق ؛ فعﻵ وربي نحتاج في زماننا هذا المزيد من التمسك بالأخلاق وأن لاتنحصر تلك الأخلاق بداخل المسجد فحسب؛ ومتى أرتقى الإنسان بأخلاقه فإنه حتمآ سيرتقي ذكره عند أهل السماء قبل أهل الأرض، وهذا لاشك مماتنصر به الأمة ويعتلي شأنها .الحديث بالأخلاق ذو شجون عندما وضعت الحياة المدنية الناس في كبت وشح لها .اللهم حسن أخلاقنا وأهلينا وأحبابنا.بوركت يا أبا فهاد حيا هلا بين أخوانك لاعدمنا قلمك. ولو أني كنت أريد الإنتهاء من قراءة المقال لقراءة أبيات في مسك الختام :)
د. محمد الحسينى
03/24/2013 في 5:27 ص[3] رابط التعليق
سُئلت أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكرٍ الصديق – رضى الله عنهما – عن خلق النبى صلى الله عليه و سلم فقالت : كان خُلُقه القرآن ،
فمن أراد حسن الخُلُق فعليه بالقرآن ،
و و الله ما نراه فى أمتنا من سوء الأخلاق لم يكن إلا ببعدنا عن كتاب الله ” القنديل ” الذى ينير لنا ظلمات الدنيا فقد هجرنا “ذلك السراج المنير” ، هجرناه قراءة و حفظاً و علماً و عملاً و إنا لله و إنا إليه راجعون ..
اللهم ردنا إلى دينك مرداً جميلا .. اللهم آمين .
جزاك الله خيرا يا أخ / نواف على التذكرة .