سيروا بنا حماة الصليب إلى الخلف أو إلى الأمام ، فما نحن إلا قطيع من الأغنام ، نعتنا الراعي بالرعية واهتوينا الكلمة واستسغناها مع أن معناها يضعنا في خانة الحيوانات.
مع احترامي لذوق القارئ العربي الا ان وضع رؤوسنا في التراب كالنعام لن يخفي الحقيقة المرة التي نعيشها ، فكم تبجحنا في تمجيد أنفسنا ونسجنا حول ماضينا من قصص الأمجاد والانتصارات، وكم وصفنا أنفسنا بالشجاعة والإقدام وكم كتب التاريخ عنا وكم كنا نفخر بتاريخنا كما قرأناه فكل ما فيه يجعلنا في المقدمة لنكتشف في نهاية الأمر أننا أمام أمرين كلاهما مر، فأما أن يكون تاريخنا مزيف ومغلوط غلف بالخرافات لنداري بذلك سوءتنا وظلمة كنا نخفيها في تاريخنا ، وأما أن نكون نكصنا عن عهد آبائنا وأجدادنا لنتخذ من الجبن طريقا للسلامة مع علمنا أن ذلك سيقودنا للندامة ، فليس صحيحا من خاف سلم بل الصحيح الهجوم أفضل وسيلة للدفاع عن النفس.
كل المؤشرات من حولنا تقول بأننا جبناء لدرجة جعلتنا نشعر بالخجل من نسائنا لعدم قدرتنا على الدفاع عنهن وعن حقوقنا التي تُسلب وتنتهك كل يوم وفي كل مكان في العالم ، الشيء الذي جعلهم يتجرؤون علينا إلى هذه الدرجة حتى في الدول الفقيرة الضعيفة تنتهك حرمة المسلم ويسفك دمه على مرأى من العالم اجمع ولا أحد يحرك ساكنا ، لأنهم أدركوا أننا أجبن من أن نفعل شيئا، فقد تمكن منا الخوف إلى درجة اخرس ألسنتنا حتى أننا لم نعد نستخدم سلاحنا الأضعف المعروف للعالم أجمع فقد اشتهرنا بالشجب والاحتفاظ بحق الرد منذ أكثر من ستين سنة ولم نرد ولن نرد ، فنحن أعجز من أن نرد لأن الرد يحتاج رجالا وقد أصبحنا هلائم ورمزا للهزائم.
ان ما يحدث في مدينة اركان في بورما من ظلم وقتل وسحق وحرق للمسلمين وهم احياء وبالمئات ما هو الا دليل واضح على الضعف والوهن الذي نخر عظامنا والدرجة الوضيعة التي وصلنا لها بعد ان كنا نقود طوابير الانتصارات حول العالم ، ان صدق تاريخنا!.
فأين نحن من قول النبي عليه الصلاة والسلام ( ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته )
لقد أصبح الأب يخجل من الرد على استفسارات أبنائه عما يجري حولهم في هذا العالم ولماذا كل هذا الظلم للمسلمين على المعمورة ، ويتذرع بالأعذار وقد يكذب عليهم أحيانا لأن الإجابة الصحيحة أن يقول لهم لأننا جبناء، هذه حقيقة يجب أن نعيها فان لم نكن كذلك فجدوا لنا وصفا آخر.
البسي يـا بنت غترتي وعقالي *** ولبسيني غدفتك وأضفي الشيلة
انقرض في عهدنا قرم العيالي *** والولد مشغول بقذلته يـا حليـله
بعـد الأمجـاد وفعـول الرجالي *** ضاعت الأمجاد وفعول جليـلة
فارس بلا جواد
التعليقات 14
14 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
قاصد خير
05/19/2013 في 1:00 ص[3] رابط التعليق
صدقت يبدو ان ماضينا مزيف او ضيعنا أمجاد أجدادنا
ولكن ان تكلمت سجنت لدرجه ان التويتر والفيس اصبح مراقبا
ماالعمل ؟ ولكن يبقي الدعاء هو الحل الوحيد لنا
اللهم انصر اخواننا المستضعفين السنه في كل مكان
بدر عمر المطيري
05/19/2013 في 8:36 ص[3] رابط التعليق
ياصديقي العزيز .. إذا كان الرأس مقطوعا فكيف يتحرك الجسد .. ؟! .. هم القادة الجبناء أورثونا الجبن والذل والخوف ولو تحركوا وقالوا ” لا ” للاستكبار الغربي .. لو قالو ذلك لأعادوا الثقة لأنفسنا فتحررنا وحررنا إخواننا المستضعفين في أصقاع المعمورة .. نحن بحاجة لرجال كأولئك الأسود .. ربما علينا أن ننتظر فانتظار الفرج علامة على صدق الإيمان .. سلمت أناملك أيها الكاتب
مشاري اليامي
05/19/2013 في 12:55 م[3] رابط التعليق
من المتابعين اللي أقرأ وأحب الجديد والنقد
ومن الكتاب بهذا الموقع سعودالعتبي
الذي في نظري أخفق هذه المره وهو يحاول جلد الذات
بسبب الآخرين
عش مرفوع الرأس ولا تنظر للأدنى ولو كان زعيما
وحقيقه أني ألاحظ البعض يبحث عن الشهره بضرب ذاته
وأنه مخذول ومظلوم ووووو
كفى بنا إلا أن نكتب ما يصلح وما يرفع
keek man
05/19/2013 في 9:18 م[3] رابط التعليق
صراحتك قاسية اخي سعود وقسوتها مريحة لأنها صادقة , نعم المطلوب ان نكتب بصراحة ودون ان نجامل انفسنا او الاخرين , يجب أن أحترم من يصفعني ليعلمني درساً يفيدني في المستقبل واتجنب من يربت على كتفي بتشجيع زائف ليلقي بي الى التهلكة .
خالد
05/20/2013 في 8:27 م[3] رابط التعليق
شكرا عزيزي
ابو تركي
05/21/2013 في 6:10 ص[3] رابط التعليق
ذكرت الداء لكنك اغفلت الدواء
نحن نعرف اننا امة مهانه ودمنا رخيص
لكن لماذا ؟
وكيف نستعيد امجادنا ؟
هذه اسئلة كان يفترض ان تجيب عليها بمقالك
فارس بلا جواد
05/21/2013 في 9:29 ص[3] رابط التعليق
أخي مشاري اليامي ، نقدك لم يزعجني بل انت من النقاد الذين افرح بمرورهم بمقالاتي والنقد عليها ، بخصوص قولك الجلد للذات فقد يكون ذلك من نوع التضحية في سبيل الآخرين ، ولا يستطيع عاقل ان يقول انه لا يبحث عن الشهرة فهذه غريزة في البشر لكني في هذا المقال لم يكن هدفي البحث عن الشهرة بل القاء الضوء على زاوية مظلمة من حياة الأمة العربية جلما تجاهلها الآخرون خوفا من النقد و شعورا بعدم جدوى التطرق اليها.
مع احترامي لرأيك جميعنا نحاول ان نعيش مرفوعي الرأس ، ولكن ذلك لا يعني ان نغفل الحقيقة و ننافق ونزور الواقع لنوهم الآخرين بأننا في أتم حال ونحن عكس ذلك فلم تعد الشعوب تلك الشعوب في الماضي جاهلة وقلية المعرفة ويمكن استغفالها والضحك عليها بل اصبع الجميع مدركا لما يدور حوله في ظل التطور الاعلامي الذي نعيشة الآن.
أشكرك من كل قلبي وارجو ان يكون صدرك واسعا متقبلا للنقد.
فارس بلا جواد
05/21/2013 في 9:38 ص[3] رابط التعليق
أخ ابو تركي
تسألني عن الحل و كأنني أحد حكام الدول العربية والحل بيدي ، أنا اطرح المشكلة أما حلها ففي يد من بيده الحل، ولو كان الحل بيدي فلدي الكثير من الحلول واستطيع تفنيدها لك بندا بندا فهي ليست بهذه الصعوبة انما صعوبتها تكمن في عدم وجود النية الصادقة للبحث عن الحل.
أشكر مرورك الكريم
ابو تركي
05/21/2013 في 7:08 م[3] رابط التعليق
لماذا كتبت هذا المقال؟
هل من اجل ان تخبرنا بان الامه ضعيفه ! هذا يعني اننا لم نكن نعلم طوال هذه السنين !
ستقول طبعا لا
اذا السؤال مرة اخرى لماذا كتبت المقال؟
ستقول من اجل بيان الاسباب التي أدت لضعفنا لتجنبها وبيان الحلول الناجعة الكفيلة بعزة الامه وهيبتها
أين هي الاسباب وأين هي الحلول ؟
ففارس بلا جواد
05/21/2013 في 9:25 م[3] رابط التعليق
اخي ابو تركي … انا وانت افراد عاديين ليس في ايدينا تجنب الاسباب ولا تنفيذ الحلول, الامر في ايدي الكبار. ولو ضمنت لي قدرتك على التغيير لذكرت لك الاسباب والخلول.
ابو تركي
05/22/2013 في 3:11 ص[3] رابط التعليق
يجب عليك ان تكتب مقالا آخر توضح فيه الاسباب الرئيسية والمسؤل عنها سواء الحكام او المحكومين وتشرحها بالتفصيل
ثم تذكر الحلول من وجهة نظرك وتشرحها بالتفصيل
هذا هو دورك ككاتب توضح اين الخلل ما هي اسبابه
وليس مطلوبا منك التغيير انا لم اطالبك بالتغيير
فكلامي في غاية الوضوح
حقيقة
05/21/2013 في 7:21 م[3] رابط التعليق
الكاتب والمذيع والصحفي و مقدم البرامج ……. (الإعلامي)
ليس بإستشاري ولا برفسور ولا متخصص كي نطالبه بالحلول
مهمته تنتهي بوضع اليد على الجرح فقط
فارس بلا جواد
05/26/2013 في 9:46 ص[3] رابط التعليق
أشكركم جميعا على مروركم الكريم
كرت احمر
06/09/2013 في 11:53 ص[3] رابط التعليق
ذكرتني بشريط تاريخ وقصص الأبا والاجداد قصيد وعلوم طيبه