كل منا يروم النجاح ويمني نفسه أن يكون من أهله لكن النجاح لايتحقق بالاماني فله طريق من سلكه فسيصل وينال مبتغاه .
ومن الاهمية بمكان أن نركز على أمر يعتبر في نظرالكثيرين أهم طريق للنجاح وهو الارادة والاصرار وقد ذكر ذلك جل الناجحين في معرض حديثهم عن أسباب نجاحهم ومنهم الدكتور أحمد زويل العالم الشهير الذي حاز على جائزة (نوبل) في الفيزياء لاختراعه (النانو) التي طبقت في بعض الجامعات .
وكذلك جراح القلب العالمي محمد الفقيه(صاحب فكرة إنشاء المستشفى العسكري للقلب في الرياض) . فقد ذكرا أن المسألة برمتها ليست كلها ذكاء بل السر يكمن في الارادة والاصرار على تحدي الصعاب والهمة العالية وعدم اليأس عند الفشل بل المحاولة مرة أخرى بعزيمة وحماس .
كيف سيكون حالنا لوأن(اديسون) صاحب الالف إختراع لم يصبر ويضرب أروع الامثلة في الصبر حتى وصلت محاولاته الفاشلة إلى ما يقارب المائه ثم في نهاية المطاف تكللت جهوده بالنجاح وتمكن من إختراع ( المصباح الكهربائي ) .
ماذا سنفعل لو أن مخترع المكيف ( كارير ) لم يتعب ويفكر بالليل والنهار حتى توصل لهذا الشئ العجيب الذي أصبح جزء لايتجزأ من حياتنا ولانطيق الاستغناء عنه بأي حال من الاحوال ! .
تأملوا معي لو أن العلماء لم يصبروا على معاناة طلب العلم حفظا وتدوينا وقراءة ومناقشة وشرحا حتى كان بعضهم ربما قرأ الكتاب أكثر من ( مائتي مرة ) وبعضهم يقضي الساعات الطوال ( ما يعادل ثلثي يومه ) في تحرير مسألة واحدة ماذا ستكون النتيجة ؟ .
ومما يعين على بلوغ النجاح مصاحبة أهل الهمم والتميز الذين يعينون على ذلك وتجنب أهل الكسل والتقاعس الذين يبحثون عن المبررات للاستمرار في الفشل ويثبطون أهل الارادة ويركزون على الاخطاء والزلات وهم ما فعلوا ذلك إلا لشعورهم بالنقص .
صفوة القول نجد أن الفرق بين الانسان الناجح والفاشل مرده للطموح والحماس والارادة ولذلك تجد بعض الاذكياء فاشلون في حياتهم لانهم باختصار بلا إرادة وقد قال أحد الحكماء( لايوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه مواطن القوة) .
وهذا الكلام متين ودقيق جدا يحتاج للتأمل
قبل فترة جمعني وبعض الشباب مجلس دار فيه نقاش حول النجاح والهمة العالية وابرز الاسباب التي تؤدي للنجاح والتميز وان القراءة باستمرار والكتابة ( سواء تدوين الفوائد ) أو ( تلخيص الكتب ) وكذلك الحفظ هي أسباب رئيسية لايمكن بأي حال من الاحوال تجاهلها أو التغافل عنها . فقال أحدهم( الكتابة تتعبني) ! فتذكرت الامام أحمد بن حنبل رحمه الله فقد كان يقضي جل وقته في الكتابة وقد جاوز الثمانين من عمره وقال قولته الشهيرة(من المحبرة إلى المقبره) . في حين قال الاخر( لاأقوى على الحفظ) يقول ذلك وهوشاب يافع ! اما الثالث فقد قال (لاأستطيع القراءة أكثر من نصف ساعة) !
فشعرت بالاسى وتذكرت البيت الشهير للشاعر الكبير المتنبي
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
وأختم بهذه المقولة العجيبة لاحد الحكماء
فكر بلا عمل. غباء
وعمل بلا فكر عناء
والجمع بينهما. بناء
اللهم إجعلنا من العالمين العاملين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
سطام النماصي
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
إسمك الكريم...
06/22/2013 في 4:00 م[3] رابط التعليق
الله يوفقك
خااااالد
06/22/2013 في 6:35 م[3] رابط التعليق
كلام جميل .. زاد فيني الحماس والاراده والاصرار !!!!
عبدالرحمن الشمري
06/23/2013 في 7:06 م[3] رابط التعليق
كلام من ذهـــب …… الله بعطيك العافيه ياأبو تركي ويجزاك كل خيرر …. استمررر
طالب سعودي
06/29/2013 في 8:52 ص[3] رابط التعليق
نحن مبدعين في التنظير ومعجزين في التعبير لطرح افكارنا , تجد الواحد منا عندما يسطر حروفه إنساناً بارعاً متفوقاً , يخيل اليك ان من سطر هذه الكلمات عالماً فذاً او فيلسوفاً ذو عقل خارق مستنير, ثم لا تلبث ان يصدمك الواقع في هذا الشخص او ذاك فتجد أفعاله في حياته العملي والعلمية تخالف ما خطة بقلمة ! , نحن أُمة كتابة فقط لا امة افعال ! , ما اجملنا على الورق فقط اما سوى ذلك فلا شيء , تجدنا على الورق انبل الناس واكرم الناس واعلى الناس خلقاً وهمةً وأذكى الناس عقولاً واكثرهم علماً وحلماً وتواضعاً واسرعهم للخير واقربهم الى الصلاح وانفعهم للناس واحبُهم أليهم لكن كل ذلك على الورق فقط , اما الواقع فعكس ذلك كلة !!! الحياة ليست فقط ذلك الحيز الضيق الواقع بين المحبرة والمقبرة ! الحياة اكبر من ذلك وافسح وأعظم , الحياة عمل وتجربة وتطبيق وإصلاح للواقع وليس الاكتفاء بوضع النظريات حول طرق ووسائل التعلم , تعليمنا الشرعي والعلمي تقليدي وفاشل بكل المقاييس و مجالاتنا البحثية معدومة بشكل كامل , شهية الطالب لمواصلة الدراسة مسدودة ومدمرة , واقع التعليم لدينا مرير ومنفصل عن مواكبة التعليم العالمي ويأتي من يأتي بعد ذلك ليقول لك ” ليس لك عذر يجب ان تكون خارقاً متفوقاً مبدعاً !!! ” يقول لك اجعل من نفسك شيئاً مميزاً دون ان يقدم لك أي شيء , لكم كرهت هذا الاسلوب في التشجيع , هذا الاسلوب الذي يشابه اسلوب المشجعين على المدرجات فهم يهتفون للاعب وسط الحلبة دون ان يقدموا له أي شيء سوى الهتاف والتصفيق !! يريدون ان يستمتعوا بنشوة الانتصار دون ان يبذلوا أي جهد لمساعدة الاعب او حتى ان يشاركوه في معاناته وتعبة , ختاماً , لن نكون متميزين ما دمنا لا نهتم بالتعليم وبوسائل التعليم ولن نكون امة ذات شأن مالم نهتم بالإنسان ونعلي من شأنه , اما صراخ المدرجات فسوف يذهب هدرا دون احراز أي انتصار . طالب سعودي
سطام النماصي
06/29/2013 في 3:54 م[3] رابط التعليق
أخي طالب سعودي
موضوعنا مختلف تماما عما ترمي إليه
فأنت تتحدث عن واقع التعليم . نعم هو واقع سئ جدا ولايمكن أن يساعد على نهوض الامه ولحاقها في ركب التقدم .
( قلنا هذا الكلام مراراوتكرارا)
أما المقال فهو يتحدث عن مجهودك الشخصي وما هو مطلوب منك كفرد .
إذا موضوعنا ذو شقين الاول خاص بالتعليم وهذا حله معقد وطويل جدا وهو مطروح بل وأشبع طرحا
أما الشق الاخر فهو خاص بنا نحن وهذا هو المهم لانه حتى لو صلح التعليم إذا لم تنصلح أنت فستبقى على حالك ! ! !
أما إذا صلحت أنت فستنجح حتى لو لم ينصلح التعليم والدليل نماذج كثيرة جدا ذكرت أحدهم في المقال
هل تريد منا ان نأكل ونشرب ونلهو وننام ثم نعلق شماعة فشلنا على التعليم ! ! ! ! !
اما التناقض بين الواقع والمأمول فلا ريب ان الجميع مقصرون فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولاتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) .
ليس عيبا أن تخطئ وتقصر لكن العيب هو التمادي في الخطأ
وكوننا نخالف بعض الاحيان مانكتب فهذا لايعني ابدا النكوص عما نحن بصدده ولايثنينا ذلك أو يثبطنا المهم ان نجتهد لاصلاح انفسنا جميعا وعدم التركيز على الاخطاء .
شكرا لك على حرصك وإثراء الموضوع
طالب سعودي
06/29/2013 في 10:10 م[3] رابط التعليق
أهلا بك اخي ( سطام النماصي ) على ردك وتعليقك على ما كتبت وفي ظني ان ما كتبت أنا لم يكن بعيداً عن طرحك كما ان طرحك مع كامل الاحترام لك ولما كتبت ولا نشكك في نواياك الخيرة فيما ذكرت , لكن وللأسف لم يكن ما كتبت أنت سوى ” روشته ” متواضعة اشبة ما تكون بحبوب ” بندول ” مهدئة للألم وليست معالجة له , لا يمكن ان تصنع بهذا الطرح وما شابهه مجتمع ناجحاً , اما ما ذكرت من العلماء فهؤلاء شواذ ونحن وانت ننشد القاعدة لا الشواذ , انا على ثقة انك لا تنشد نجاح فرد او فردين في المجتمع انما تنشد نجاح المجتمع بالكامل أي نجاح اجيال وليس نجاح افراد , وهذا لا يخدمه مقالك للأسف , نحن نريد ان ينجح مجتمع بكاملة او جيل بكاملة لان هذا هو الذي يجب ان يكون لنقل الوطن من دائرة العالم الثالث الى دائرة العالم المتقدم , وهذا لا يكون بنجاح فرد هنا او فرد هناك , انما يكون بنجاح المجتمع أجمالاً وهذا النجاح يستلزم ما ذكرته انا في مقالي من تطوير التعليم وادراك وتحقيق الوسائل التي سوف توصل المجتمع لما يسمى الدفعة القوية او الـ big push والتي سوف تحدث تغيير حقيقي , اما المقالات التشجيعية النابعة عن حماسة مؤقتة او مشاعر عبارة اجزم انها لن تكون الحل لمثل مشكلتنا بل العكس هي استفزاز لنا وتسفية لذكائنا , وشكرا لك
سطام النماصي
06/30/2013 في 2:32 ص[3] رابط التعليق
على كل حال
أوافقك في مسألة فشل التعليم. جملة وتفصيلا
وأخالفك في ما عداها ( جميع. جملة وتفصيلا
ماذكرت في ردك الاول )
ناجح
07/13/2013 في 7:45 ص[3] رابط التعليق
الناجح يفكر في حلول للمشكلة الناجح يفكر في تجاوز العقبات
الفاشل يفكر في المشكلة فيبقى أسيراً لها
فانيلآ
08/05/2013 في 11:44 م[3] رابط التعليق
اخي سطامَ ..
كلامك قرأناهٌ كثيرآ وشبعنا منهَ هو كلام جميل لكنهٌ يصلح لمرحله عمريه معينه مقبله على الحياة ليست مرحله نجحت ونجحت ونجحت ولم تجد فرصه واحده للإبداعَ ولاخراجَ المواهب
قرآت لك كثيرآ ولكن مقالك هذا بعث بداخلي الاستفزاز كثيرآ