[caption id="attachment_13066" align="aligncenter" width="137"] فهد الهديب[/caption]
خرج من بيته مسرعاً وركب سيارته وقادها إلى حيث يتجه به ( الهوا ) انتهى العمران وبدأت الصحراء التي يرى فيها شئ من الإخضرار ! هناك أوقف سيارته وترجّل ومشى خطوات وفتح أزارير ثوبه ( دشداشته) العلويه وإستنشق الهواء الطبيعي نظر للفضاء بكل الإتجاهات شعر بالطمأنينه وكأنه يرى قيود الرسميات قيود التمثيل وذبح الذات تتحطم تتكسر واحده تلو الأخرى أمام ناظريه كأن لسان حاله يقول ( كفى نفاق وكفى دجل وكفى اللعب على سلم الإرتقاء ولو بوأد الكرامه ) , هذا الإنسان ليت (من جنسه كثير ) لقد مللنا تصرفات الكل يعلم لا سيما فاعلها إنها من التفاهات ( أنت من وماذا كنت وماذا عملت وماذا أنجزت ) لوطنك ولأبناء وطنك ولعشيرتك الأقربين ؟ مقوله قديمه بزمن الطيبين ( فلان بطرق الدشداشه) يعني ( ما بالعباه أحد ) أحدهم يأشر بأصبعه كأنه يقول ( هذا عليه جلال ) أو ( عليه عباه) عقليه أكل عليها الزمن وشرب لا تتماشى مع لغة العصر دوبلاجة اليوم وعلاقات الناس هي التي ترفع وتقدر , أحد الأحبه يقول عن شخص يحاول تلميع نفسه وتمجيد أفعال قد مضى عليها دهر يقول عنه ( إفعل وربعك يكفونك بالمدح ) , نحن في موضة العصر وعاده قد تم إستجلابها من شعوب قد تركتها لأنها فقدت بريقها ( لا تسمن ولا تغني من جوع) إنها أطباق الدروع والتي نراها في جل المناسبات أطباق تنقش عليها أسماء لربما كانت بمثابة نفاق مكتوب وإنجازات لتاريخ غير مكتوب , في عقر بيته صال وجال وحقق الإنجازات ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسيه ليس بإنجاز بل كما يقال ( كذب الكذبه وصدّقها ) , أحدهم يهوّن على صاحب طبق الدرع بقوله ( تكريمك أعلى وأرقى وهذا الطبق الدرعي معنوي ليس مقابل شئ ) يعني إعتراف صريح بعدم الأستحقاق ولو بطبق درعي ولكن أتى بلفظ خجول ـ وكأنه يمشي رويدا على أستحياء لأمر لا يحبه ـ يستحق المدح والمديح والمجد والتمجيد من خدم وطنه وأبناء وطنه من ضحّى بالغالي والنفيس لأجل وطنه وأهله من كتبت له الأقلام وترّخ له التاريخ أما من دفع ( دريهمات يريد بها مدح الذات ) فهذا يكفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا لقيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب) , ونال إعجابي بيت من الشعر العربي ( ليس الفتى من قال كان أبي ) كتبه بعض الكتاب أنه من ضمن قصيده تعود للخليفه الرابع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ( كرم الله وجهه ) وبحثت في ملفات الشيخ ( قوقل ـ وهو الذي يستحق التكريم والتمجيد ) وقد أتفق أغلب الناقلين على أنه لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضمن قصيده منها :
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً * يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ * بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا * لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
الذي يثير الغرابه أن الشعوب التي أديانها ومذاهبها لا تنكر عادات وتصرفات ينكرها ديننا الحنيف نجدها لا تتعامل بها ولا تمارسها ولا حتى تؤيدها ونحن ديننا ينبذها وقيمنا وشيمنا تنبذها ولا نزال نتشبث بها ونحاول إستساغتها مع أنها لا تستساغ والبعض منا ( يأخذ بنفسه مقلب ويصدق ) وفي نهاية المطاف نحاول تجميع الشتات لنرسم الثوب الدشداشه العبائه الدرع الطبق كلها تصب في مصب سله نتمنى التخلص منها لنرتقي بمجتمعنا ونتجه إلى ما ينفعنا وينفع وطننا وكما قال صاحبنا ( إنها أطباق الدروع ؟ ) له مني التحيه !!
فهـد بن حثلين الهديب
fahedhh@
التعليقات 2
2 pings
فارس بلا جواد
02/23/2014 في 9:02 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ، اراه من اجمل مقالاتك.
محمد الشمري
02/27/2014 في 4:51 م[3] رابط التعليق
في الصميم ,,, والله أنك أصبت عين الحقيقه ,, جزاك الله خير ,, ياكثر الأطباق هذه الأيام ,, سلمت أناملك ,,