لقد خلق الله الإنسان ووهبه الحرية وفطره عليها وكرمه عن سائر المخلوقات الكونية بأن خلق الدنيا لأجله ومتعه بالدنيا بأكملها وأعطاه متعة الحياة الدنيا بقوانين كونية و ضوابط مقننة لتلك الحرية ليست كما يدعيه بعض العلمانيين أو المستشرقين والذين يطالبون بالوجه القبيح للحرية وهي الحرية المطلقة من انحلال خلقي وأخلاقي والدعوة للرزيلة فهذا ما يدعون إليه إنما الحرية هي التي وهبها الله للإنسان في جميع كتبه السماوية والتي تدعو إلى احترام الإنسان أيا كان جنسه فقد كرمه الله بالحرية العقلية والسمعية والبصرية فهذا مادعت له الكتب السماوية فقد جاء الإسلام ليكمل تلك الحرية بأن أعطى الإنسان حقوقه وواجباته مثل حق اعتناق الدين " قال تعالى ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) وحقوق الميراث وحقوق الزوجة والأولاد وصار الإنسان يعرف الحقوق التي له وعليه وقد ضُربت أروع الأمثال في الإسلام مثل عمر بن الخطاب عندما تولى أمر المسلمين وفُتحت في عهده البلدان من المشرق والمغرب فكان تحت حكمه من جميع الأديان بل وتَصدق على فقراء اليهود حين رأى يهوديا يسأل الناس، فسأله لماذا يسأل؟ فقال: أسأل الجزية والحاجة والسِنِّ. فأمر خازن بيت المال أن يفرض له ولأمثاله من بيت مال المسلمين ما يكفيه, وأخبرني أحد الأخوة المدرسين المصريين أنه عند ذهابه إلى السويد كانوا يتكلمون عن شخصية عمر بن الخطاب وبأنه أعدل رجل في جزيرة العرب وذلك حسب تاريخهم المقروء فهذه هي الحرية والعدل ومن تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)) فنفي الإكراه في الدين، الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، للدلالة على نفيه فيما غير ذلك وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه , وقد طالعت لي برنامج بإحدى المحطات الفضائية يتحدث عن عرب المهجر بدولة كندا والتي تستقطب من المهاجرين حالتين إما صاحب شهادة علمية أو صاحب ثروة وقد كان لقاء شيق مع أحد العلماء المهاجرين العرب والذي تحدث أن "سبب الهجرة هو البحث عن الحرية والتي تنقص بعض الدول العربية والإسلامية فلو كانت هذه الحرية موجودة ماهاجرت تلك العقول النيرة فالحرية ليست سهلة كما يظن البعض " , وفي رأيي الشخصي أن الحرية هي التي تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه وأمواله ودينه وليست الوجه القبيح الذي ينادي به العلمانيون ويتكلمون عنها بوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية فالحرية هي الحياة فعندما يعطى الإنسان الحرية يعطى السعادة بالحياة فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية فالحياة عقيدة وجهاد وهي التي يعيشها الإنسان فترة وجيزة أما الحياة الأبقى والأبدية فهي حياة الآخرة ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ ) إنما الحياة الدنيا هي التي يعيشها الإنسان وهي عبارة عن مسرح كل يؤدي دوره بها وكما يقول ويليام شكسبير (الدنيا مسرح كبير) وكل يؤدي دوره به.
بقلم .. فهد العجل
التعليقات 3
3 pings
ابو علي
04/26/2015 في 8:57 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع ياأستاذ فهد فهذا هو المعنى الراقي للحرية فهي حرية الفكر والابداع وليست الانحلال والفجور الذي ينادي به العلمانيون البعيدون كل البعد عن الدين الاسلامي الحنيف
تقبل مروري
أخوك ابوعلي
صالح الشمري
04/26/2015 في 9:39 ص[3] رابط التعليق
مع التحية والتقدير استاذ فهد العجل حقيقة موضوع في صلب الواقع وهذا الموضوف يفترض انه يسلط عليه الضوء لانه بنظري انه يهم اي مسلم وهذا يجب ان لا يناقش به العلمانين لأنها من الخطوط الحمراء لانها تعتبر تطاول على الدين من قبل هؤلاء الذين يريدون تقليد الغرب في انحلاله وليس في تقدمه الفكري
اخوك صالح الشمري
مشتاااااق
04/28/2015 في 3:31 م[3] رابط التعليق
الأخ فهد مقال جيد وربط القصه بالمقال إجمل
بس يبدو أنك متأثر باللهجة المصريه
للرزيله والصح الرذيله