لقد تعودنا أن نصدم من وقت لآخر في أشخاص كنا نعتقد أنهم رموزا يحتذى بهم في الفهم الحقيقي لمعنى الدين والعدالة الاجتماية ومحاولة تطوير المجتمع والنهوض به بما يتناولونه من مواضيع تحاكي العقل السوي وتطرب مسمعة لأن ما ينادون به يكاد يكون هو ما يبحث عنه المجتمع العربي.
هكذا إعتقدنا لكن، يبدو أننا نحن من جعلناهم رموزا حينما أسأنا فهمهم وأعطيناهم أكبر من حجمهم وقد يكون السبب حاجتنا الماسة لمثل هؤلاء الرموز التي تقول ما في نفوسنا بدلا عنا لأننا نقف أحيانا أمام حاجز الخوف أوعدم الفهم.
طارق السويدان باحث وكاتب، وداعية إسلامي، ومؤرخ، وإعلامي، ومدرب في الإدارة والقيادة، اشتهر ببرامجه التلفزيونية التي تتناول التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات والأداء والقيادة، وأحد المناصرين لجماعة الاخوان المسلمين، ثم أخذ يتطور ويتنقل الى أن أصبح مديرا لقناه الرسالة وبدأ يتدرج في محاولة تغيير المفهوم العام للدين عند المسلمين والتشكيك في بعض الأحكام الشرعية كحد المرتد مثلا، وأخذ يدعو الى التقارب والتعايش مع الطرف الآخر (الغير مسلمين) بالتنازل عن بعض المباديء الإسلامية من أجل أن نكون مقبولين لدى الطرف الآخر متناسيا قوله تعالى ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ﴾
ثم بعد أحداث مصر وموقف السعودية منها أخذ ينحو منحى آخر أثبت من خلاله انه اخوانيا الى النخاع وهذا شأنه لا نعترض على إختيارة، لكن أن يتحول الى محرض للثورة على بلدنا فهذا شيء نعترض عليه ولا نقبله وعليه أن يدرك ذلك.
في محاولة منه لتحريض الشعب السعودي على الثورة بعد أن منع من دخول المملكة لأسباب هو يعرفها غرد تغريدة كشفت ما في جعبته من تزلف للدين ومحاولة الظهور بمظهر المصلح الإجتماعي، حيث قال في تغريدته: (أيهما أفضل الأمن مع الذل - أم الحرية مع الثورة)، وكأنه يقول أنتم تعيشون في أمن لكن بذل، فأبحثوا عن الحرية بالثورة على ولي الأمر، هذه التغريدة كانت محل سخرية من الشعب السعودي لأنهم فهموها وهي طائرة.
هو بذلك يستغفلنا ويحاول استغلالنا لتحقيق شيء في نفسه وليس بحثا عن مصلحتنا، وإنني لأعجب فعلا ممن يزعم أنه متدين ويهمه أمر الأمة والدين ثم لا يردعه دينه عن التحريض على بلاد الحرمين الشريفين دون إكتراث لما سيحث للمقدسات بعد ذلك.
لكن الذي فاته هو وغيره أن الشعب السعودي ليس بهذه السذاجة، فبلادنا مهبط الرسالة ومنها تنطلق العدالة ونحن شعب وفيء ولائنا لله ولرسولة وحماية مقدساته قبل ان تكون للحاكم، فما بالك اذا كان هذا الحاكم يؤمن بما نؤمن به ويسانده ويقيم شرع الله في ارضه ويقيم العدل فينا.
إننا نعيش حرية لم تعيشوها لأن حريتنا في حدود طاعة الله ورسوله تحت قوانين ربانية معصومة من الزلل لا قوانين وضعية قابلة للخطأ والصواب.
فالى ما تدعونا يا طارق السويدان الى الويل والثبور، نحن لم نرى أن الذين سبقونا للثورات بحثا عن الحرية المزعومة استفادوا شيئا، بل خسروا وطنهم وأمنهم وشردوا وانتهكت أعراضهم وتعرضوا للقتل والسلب والنهب، وتفشت بينهم البغضاء والكراهية والحروب الطائفية التي مزقتهم شر ممزق.
ثم ما هي الحرية التي تدعونا اليها، الحرية التي تجعلنا نتخلى عن ديننا ومبادئنا من أجل أن يرضى علينا الغرب لا نريدها، الحرية التي تجعل الرويبضة يتحدث في أمر الأمة لا نريدها، الحرية التي تنزع عن نسائنا لباس العفة والكرامة لا نريدها، الحرية التي تجعلنا أحزابا متناحرة لا نريدها.
نحن أمة أعزها الله بالإسلام، فدعوا لنا اسلامنا ولكم حريتكم التي تستغلونها للتدخل في شئون الشعوب.
فارس بلا جواد
التعليقات 19
19 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غرم الله
10/12/2016 في 12:09 م[3] رابط التعليق
ياكثر الذين ينعق وياكثر المغرضين المتربصين لكن هذا البلد متماسك ومترابط وصعب ومستحيل الدخول بين أبناءه للتفريق بينهم
طارق السويدان له أكثر من محاوله للتقليل من شأن العلماء
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مستقرا .
ورد كيد الكادين في نحورهم
تسلم أبا طلال على هذه الاطلاله والمقال الرائع…
تركي بن مدعج
10/12/2016 في 6:02 م[3] رابط التعليق
فيفي الصميم
بارك الله فيك
زائر
10/12/2016 في 12:35 م[3] رابط التعليق
صح لسانك اجدت وافدت
زائر
10/12/2016 في 12:36 م[3] رابط التعليق
سلمت يمينك يابوطلال مقال في الصميم
حفظ الله امننا ووطنا وولاة امرنا من كل مكروه
اخوك عادل سالم الرحيل
عادل الخالدي
10/12/2016 في 12:37 م[3] رابط التعليق
سلمت يمينك يابوطلال مقال في الصميم
حفظ الله امننا ووطنا وولاة امرنا من كل مكروه
اخوك عادل سالم الرحيل
بيان مافي قلب طارق السويدان من سواد
10/12/2016 في 12:41 م[3] رابط التعليق
كلام من الواقع فهؤلا يمشون على هواهم لا على تعاليم الدين ولديهم مطامع ولو تتبعتم اخطائه لا رائيتموها كبيره لاتعد ولا تحصى من اختلاط و عند كلامه حد القصاص الذي شرع الله به لشباب مارايك فيه هل هو لائق او لا وجانب شباب والجانب الاخر بنات ورجل لايطبق ماسبقه من الانبياء والصحابه بل يطبق مافيه هواه وجعبته كما قال الكاتب
زائر
10/12/2016 في 1:02 م[3] رابط التعليق
التعليق
نواف الدوامي
10/12/2016 في 1:35 م[3] رابط التعليق
هداه الله ورده إليه ردًّا جميلًا
قبل ١٩ عامًا تنبه له علماء الإسلام وحذروا من مقالاته.
وها هو اليوم شعر أم لم يشعر، يضرب سنة الرسول ﷺ وسيرة صحابته رضي الله عنهم وجماعة المسلمين ووحدتهم ممتطيًا ثور الحرية المزعومة.
حفظ الله ديننا ووطنا ووحدتنا وكفانا شرور الجاهلين والكائدين
ابوطلال فهد الخمسان
10/12/2016 في 1:48 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وكثر لله من امثالك يابوطلال.نعم وطننا نحن حراسه بعد الله واهلنا وابنانا ماهم الا درع حصين يذود عنه بفضل الله تعالى وتمسكنا بديننا وترابطنا مع قيادتنا هو مفازنا وتقدمنا.
زائر مسفر ابو عبد العزيز
10/12/2016 في 1:49 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر مسفر ابو عبد العزيز
10/12/2016 في 2:02 م[3] رابط التعليق
نعم كما ذكرت يا بو طلال
الكثير أنخدع بشخصية طارق السويدان علماً ان
نواياه المبيته سابقاً بتوجهاته واضحه للبعض
لمن يفهم أسلوب هذه الفئه المنافقه الضاله
وأهدافها المشينه التي تدل على قلوب حاقده
ملحده ماذاتنتظر بمن لايمانع بالأ عتراض على الله
و الأسلام .
فقط أقول اللهم رد كيدهم في نحورهم
نواف بن ناصر الحربي
10/12/2016 في 2:29 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله دائما مميز بمقالاتك ايها الكاتب المبدع
المواطن هو رجل الامن الاول
10/12/2016 في 4:00 م[3] رابط التعليق
اخ ابو طلال ماهي غريبة وهذا شئ متوقع من هذه الأشكال امثاله وأمثال الهاشمي صاحب قناة المستقلة الذين يبحثون عن مصلحتهم الشخصية وباقي الناس ليس لهم أية أهمية بالنسبة لهم وإنما هم الحطب والوقود لمعركته الشخصية المزعومة .
ونحن كمواطنين لدينا الفطنة والمناعة ضد هذه الفيروسات لانها حركه قديمة والمثل يقول الصراخ على قدر الألم .
سعيد شريف القحطاني
10/12/2016 في 4:09 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك ، الحرية التي يريدها طارق ومن على شاكلته من أمثاله والغرب وأهل تلهوى هي ……..والكأس والفساد في الأرض .
جزاك الله خيرا وأسأل الله لك التوفيق والسداد دائما وأبدأ
بسام العنزي
10/12/2016 في 4:10 م[3] رابط التعليق
على طاري الإخوان سئل احدهم عن الإخوان فقال: الإخوان ثلاثة إخوان تلدهم امك، وإخوان لم تلدهم امك، وإخوان حيطلعوا عين امي وامك.. (:
اما السويدان فقد وصفه ابن عثيمين بحاطب ليل وحذر من اشرطته في حينها.
اما من وجهة نظري الخاصه فطارق عرفته ( حكواتي ) واعجبته الاضواء فأصبح مقدم برامج وبعدين صار مدرب وبعدها اتجه للدين وأفتى فيه وأخرها السياسه .
اعتقد ان السويدان اخواني يحاول ان يكون من النوع الثالث
شكراً استاذ سعود استمتعت بقرائتك
تركي بن مدعج
10/12/2016 في 6:03 م[3] رابط التعليق
التعليق
زار
10/12/2016 في 6:33 م[3] رابط التعليق
الهمه احفظ لنا بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن وحنا تحت ؤلات الامر الله يحفظ لنا سلمان الحزم
زائر
10/17/2016 في 10:31 م[3] رابط التعليق
كلام من مثقف يخط بماء الذهب وحرصك على متانه وقوة الوطن يتحقق في هذا المقال الراىع كثر الله من امثالك وابداعك الي فاق الرقى
خالد الزهراني
فارس بلا جواد
10/25/2016 في 8:02 ص[3] رابط التعليق
شكرا جزيلا لكل من مر وخط بقلمه عبيرا مما يحمله قلبه لنا من حب وموده.
شكرا لكل من انقتطع جزءا من وقته لقراءة مقالي والرد عليه.
شكرا لك من شاركنا برأيه ونقده البناء فنحن نستفيد من الردود والنقد فليس يولد المرء عالما ومشاركتكم تدفعنا الى المزيد من العطاء.