البلاء قد يتحول يوماً منحة من الله وقد يندمل ويطيب جرحه لكن جرح المشاعر أكثر الجروح تأخراً في الإندمال والشفاء, وتتفاوت جروح المشاعرمابين جرح سطحي وآخرغائر, ولعل أكثر ما يؤلم النفس هو بالطبع جرح المشاعر حينما يكون غائراً وحينما يكون ذلك الجرح يمس كرامة المجروح واتهامه في قيمه وأخلاقه ,وهنا تكمن جسامة الأمروخطورة الجرح بل إن من يتجرأ على النيل من قيم و أعراض الناس سواء تلميحاً أو تصريحاً غيبة كان أو بحضورالمجروح, إنما يرتكب جرماً قد يصل به إلى حد القذف .
انا هنا لست بصدد الحديث عن الإجراءات القانونية والجزائية والشرعية التي تطبق في الدنيا على من يثبت بحقه التعدي بلسانه على الغير,لكنني سأُلمح إلى خطورة ذلك الأمر في الآخرة ووعيد الله الشديد لمن يتعرض للغير بالقذف والإساءة فأقول اتقو الله ولاتنسوا وعيد الله لمن يقذف المحصنات المؤمنات الغافلات .
وعلى الرغم من أنه لا يعذر أحد بالجهل في وقتنا الحالي حيال خطورة (سقطات اللسان ) سواء قانونياً أو شرعياً إلا أن هناك من لا يزال لا يأبه بالأمر,لذا فلعلي أقول لمن يغتر بنفسه إذا لم تحاسب في الدنيا فلا تأمن عقاب الله ولا تأمن دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.ولاتنسى أن الله قد حرًم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما.
(ولتلك ) العفيفية الطاهرة الغالية النقية التقية التي أُبتليت في قيمها وخلقها وعرضها بالقدح والإساءة , أقول : لا تحزني ولا تبتئسي فقبلك واحدة من خيار وأعف نساء الأرض أُبتليت في عرضها وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( في حادثة الإفك ) فبرئها الله من فوق سبع سنوات وأنزل في براءتها قرآن يتلى إلى قيام الساعة .
ولذلك العفيف أقول كيف لك أن تبتئس وسيدنا يوسف عليه السلام أبتلي إبتلاءً عظيما,حيث أُتهم وسجن حتى ظهرت براءته فأعزه الله وجعله على خزائن الأرض .
(وأخيراً اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بنها وبين الله حجاب) ولاتنسوا بأن سقطات اللسان توصل للمهالك وتؤدي الى كوارث وقد تدًمر بيوت وتشتت أسر, وتسيء لمجتمع بأكمله ,ففي الحديث أو ماورد في أخرحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت : يارسول الله . "وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال : على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم"
بقلم / حمده العتيبي
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
01/03/2018 في 2:08 م[3] رابط التعليق
صح لسانك ابدعتي ماشاءالله
زائر
01/03/2018 في 2:08 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
01/04/2018 في 3:19 م[3] رابط التعليق
اتت على الجرح ،.. فهذه فئة طفيلة مريضة تقتات على اللحم البشري في سبيل مصالحهم مهما كانت الوسائل.
زائر
01/09/2018 في 7:17 م[3] رابط التعليق
مقال ممتاز شكرا الاستاذه حمد العتيبي وشكرا ابعاد على هاذي المقالات الهادفه
زائر
05/27/2018 في 9:31 م[3] رابط التعليق