في البداية يقصد بهذا المصطلح الإعلامي ايجاد إعلام متخصص في مواجه الازمات وادارتها و تفنيد أسباب وجودها ومن الذي يقف خلفها ، إعلام يستثمر في العمل الإعلامي الاستباقي ، ولا ينتظر الهجمات الإعلامية حتى يبداء بردت الفعل والدفاع فقط ، إعلام يهابه من تفنن في صناعة الازمات ، إعلام يفضح اكاذيب .
الإعلام يعد أحد أسلحة العصر الحاضر في تغطيته لإدارة الأزمات نظراً لما يتوفر له من قدرات هائلة تمثل في انتقاله بسرعة كبيرة، واجتيازه للحدود، وتخطيه العوائق بما يملكه من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية، ولما له من قدرات هائلة على التأثير النفسي على الأفراد والسيطرة الفكرية والإقناع للراي العام .
مهمات الإعلام الازموي تتمثل في :
١- اعلام يتابع اخبار الأزمة والتعريف بنتائج مواجهتها، ومحاولات التصدي لها وتحجيمها، وسرعة نقل المعلومات الى الرأي العام بالواقع الأزموي.
٢- اعلام يستخدم إحداث المعرفة المخططة جيداً، والتأثير الإيجابي على تشكيل ثقافة الفرد والمجتمعوالمؤسسات والدول، وإحداث الوعي المطلوب، وتنمية إدراك الرأي العام بخطورة وأبعاد الأزمة .
٣- اعلام يعرف تقنيات مواجهة الازمات بكل ابعادها وتفنيد كل مخططات الادارة بالازمة .
لدينا في المملكة قنوات ومنصات إعلامية كثيرة جدا ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل قدمت ما يرقى لا اسم الوطن ويقنع الرأي العام وبخاصة في جانب الاعلام الازموي ؟
هذا السؤال مطروح للإجابة علية من قبل وسائل الاعلام .
الاعلام يعد القوة الناعمة الكبرى ذات التأثير على الرأي العام وبخاصة الاعلام الازموي الذي يتطلب ؛-
• الاعلام الذي يتكئ على المعلومات الصادقه ويهابه الآخرين الذين يعتمدون على التلفيق.
• الاعلام المتمكن من الأزمة القادر على تفنيد الأكاذيب .
• الاعلام المتمكن من فنيات الادارة بالازمة .
• الاعلام المتمكن من اكتشاف أسباب تصدي بعض وسائل للازمات وإثارتها وماهي الأهداف الخفية خلفها .
ولعلني اعطي مثال على ازمة اختفاء المواطن السعودي / جمال خاشقجي في تركيا وتبني الاعلام القطري والإخواني لهذه الأزمة وإشغال الرأي العام بهذه القضية ، هل الهدف تخفيف الضغط الدولي على النظام الإيراني لقرب فرض أقوى العقوبات الاقتصادية على هذا النظام نتجية :-
١- تبنية للارهاب منذ ١٩٧٩ ومن ثم صناعته للقاعدة وداعش.
٢- تمدده بفكره المليشاوي في لبنان ودمشق وبغداد وصنعاء ويخطط حاليا للدوحه .
٣- صناعية للأسلحة النووية والتي تهدد الامن الخليجي اولا والعربي والدولي .
وفي الختام .... ليست القوة الخشنه الصلبة دائما هي الوحيدة ، فاغلب الدول الأوروبية واليابان وامريكا حققت نجاحات متعددة وكبيرة من خلال توظيف القوة الناعمة وبخاصة الاعلام بشقية التقليدي والحديث .
نحن نحتاج الاستثمار الجيد في العمل الإعلامي الاستباقي، ولا ننتظر الهجمات الإعلامية لنبدأ بالدفاع عن أنفسنا، ولعل قضية خاشقجي تعد فرصة لتقييم ومراجعة اداء إعلامنا و معالجته للازمات والتصدي لها من حيث :-
•المعلومات
• المحتوى
• المحللين (البعد عن العاطفة).
• كتاب الرأي .
• التخصص في الاعلام الازموي
• المتحدثين البارعين (البعد عن المحاسبه الدقيقة).
• الاعلام الاستباقي الذي يهابه كل مرجف ومن يحاول ازاحة الازمات عن الآخرين ،او يتفنن في اسلوب الادارة بالازمة والذي اصبح هذا النوع تخصص الاعلام في وقتنا الحاضر , والسلام .
بقلم .د فيصل بن معيض السميري
التعليقات 1
1 pings
زائر
10/18/2018 في 1:03 ص[3] رابط التعليق
كفيت ووفيت يا دكتور فيصل السميري ووضحت الأمور بما يزيد الهمة عند إعلامينا والأخذ بهذه النصائح القيمة التي لمست المشاعر وأيدها حب الوطن حفظنا الله جميعا وولاة أمرنا وعلماءنا وبلادنا والشعب السعودي الوفي من كل شر وسوء وكيد الحاسدين والحاقدين