كيف نتواصل مع الطفل التوحدي ؟
للتواصل مع الطفل التوحدي نحن بحاجة إلى وسائل متعددة لنتأكد من وصول المفاهيم التي نريدها اليه بشكل واضح ،
تقنيات التواصل متنوعة و اكثر ما نستعمله في جلسات التخاطب و يمكننا الحديث عنها هي :
1_ التواصل البصري : هي طريقة للتواصل مع الطفل بحيث يكون اللقاء بينك و بينه دائما وجها لوجه للتركيز على التواصل بالعين ، تكرار و تقليد حركاته النمطية حتى لو كانت بلا معنى للفت انتباهه اليك و قد يستغرق هذا وقتا طويلا للوصول إلى التركيز و التواصل البصري مع الطفل ، كما أن الكتابة هي من أهم الاشكال المتقدمة في التواصل البصري كالصور، الخطوط و الرموز من أرقام و حروف و غيرها تستعمل كنوع من أنواع التواصل البصري .
2_ التواصل اللمسي : ان اول تجارب للتواصل هي المرخلة التي تلي الولادة و التي تسمى بالمرحلة اللمسية و تتمثل في لمس الرضيع كخلع ثيابه و استحمامه.. و التي تجعل الطفل يشعر و يحس بتواصل الآخرين معه من اهله . لذلك على أم الطفل التوحدي ان تعتمد على هذه التقنية للتواصل مع طفلها حتى يشعر و يحس بها و هي تحتضنه و تقبله
. اما العاملين معه يكفي لمس اليدين و مسح اليد على شعره ليشعر بالأمان و المحبة ويستطيع تقبل التواصل معه .
3_ التواصل الاهتزازي :
القدرة على الاحساس بعملي الهز هي من أوائل علامات النضج المبكر عند الإنسان. لذلك يحتاج الطفل التوحدي عندما يفقد القدرة على التواصل البصري لعملية الهز حتى يستطيع أن يشعر برغبة الآخر في التواصل معه . لذلك يمكن تكرار عملية الهز بشكل لطيف ، حتى يستطيع الطفل التوحدي النظر اليك و تركيز بصره عليك و هكذا تكون قد نجحت في جعله يتواصل بصريا معك .
ا4_ التواصل عن طريق الشم : أن قدرتنا على التمييز عن طريق حاسة الشم تؤثر على جزء من علاقتنا بالأشياء و بالأشخاص و وشحنها بقوة بالاحاسيس و الانفعالات .
و هذا ما يجعل الطفل التوحدي يعرف و يميز الشخص الذي يحبه من رائحته و يتواصل معه .
لذلك على كل من يعمل مع هذه الفئة مساعدتهم على شم رائحة عطره الخاصة و التي لا تتغير التأقلم و التفاعل معهم .
5_ التواصل عن طريق التذوق : استعمال ذكاء الحواس و تنمية القدرة على التمييز في الطعم و التذوق يخدم عموما التأثير المعرفي الخاص بالأشياء التي تؤكل و التي لها طعم خاص لذلك نجد الطفل التوحدي يلجأ إلى مص إصبعه أو اصبع امه كنوع من التواصل أو التعبير عن حاجة ما .
# عيون .. تسمع : لا يحتاج الطفل التوحدي في بداية التواصل مع الآخرين من محيطه العائلي أو المركز الذي يتابع فيه تنمية مهاراته المتعددة الا إلى عيون تسمع خاصة و انه منغلق على ذاته في عالمه الخاص يرفض وجود الآخرين فيه .لذلك نعتمد كثيرا على تنمية مهارة التركيز البصري عنده .
فإذا استطعنا أن نجعل الطفل التوحدي يركز بصره علينا لفترات زمنية متدرجة ، يمكننا حينها أن نعترف بتحقيق اول خطوة نجاح في التواصل معه .
ان غياب اللغة اللفظية الشفهية عند الطفل التوحدي هي نتيجة انطوائه و انعزاله عن عالمه الخارجي و ايضا الى حالة التوتر التي يصاب بها عندما يسمع بعض الذبذبات الصوتية في محيطه ، لذلك فهو لا يركز معنا في مضمون حديثنا معه، بل يتأثر بهذه الأصوات التي تلفت انتباهه و تجعل توتره يزداد لدرجة البكاء و الصراخ أو وضع يديه على أذنيه كمحاولة منه على تجنب سماع هذه الذبذبات الصوتية شديدة الازعاج لديه . لذلك نشعر انه لا يسمعنا أو أنه لا يريد الاستماع إلينا.
و بما أن القصور الأساسي للتوحدي هو في مجالات التواصل الشفهي ( الكلام ) و المهارات الاجتماعية .فأي برنامج علاجي مع الطفل التوحدي يعتمد على بعض مهارات التواصل الأساسية:
1_ التواصل البصري- الحركي : يقوم على التواصل من خلال التواصل بالعين حيث تتدرج عملية التواصل .من تركيز الطفل التوحدي ببصره علينا ، ثم تفاعله مع تعابير الوجه لتنتقل الى مرحلة الاستماع إلى الكلام .
2_ المتابعة البصرية : اذا استطاع الطفل التوحدي متابعة الأشياء المتحركة ببصره فهذا يدل على أنه في مرحلة الانتباه و التركيز .
3_ التركيز البصري : وضع صورة أو لعبة معينة أمامه ثم تغيير مكانها لنستطيع تحديد مدى تركيزه و انتباهه أو العكس .
4_ التقليد الحركي : قدرة الطفل التوحدي على تقليد حركات معينة يقوم بها الشخص الذي امامه .
5_ التقليد الصوتي : قدرته على تقليد اي صوت يصدر من الشخص الذي امامه .
6_ الانتباه : أن يقوم بتركيب لعبة بازل أو تركيب اي لعبة تحتاج الكثير من مهارات التركيز البصري و المهارات الحركية .وفق النموذج المطلوب منه .
7 _ تبادل الأدوار: أن يتقيد بنظام انتظار دوره عند اللعب مع الآخر و لا ياخذ دور غيره في اللعب .او في الكلام .
8_ مهارة تنفيذ الطلب : أن يستجيب لأي طلب و ينفذه مثلما طلب منه بعد سماعه .
9_ أتباع التوجيهات و الإرشادات: تنفيذ طلبين متتاليين دون رفض أو عدم استجابة للتوجيه .
10 _ مفاهيم معرفية : التعرف على الأشياء و الأشخاص و الحيوانات التي يراها و يستطيع تسميتها بشكل صحيح .
11_ طرح الأسئلة: أن يستطيع طرح أسئلة بسيطة تدل على مهاراته الإدراكية للمواقف و الأشياء من حوله .
12_ الاستماع إلى القصص : تدريبه على مهارة الاستماع بقراءة قصص قصيرة تحتوي على أشياء يحبها و يرغبها و يتفاعل معها
13_ متابعة القصص المصورة و بطاقات صور : هذا النوع من التدريب يجعله ينمي تركيزه البصري و تركيزه السمعي و تقوي ذاكرته السمعية و البصرية و تنمي مخزونه اللغوي .و تساعده على تسمية الأشياء و مهارة المطابقة بين الأشياء.
14_ المحادثة : تدريبه على المحادثة اليومية التي تعتمد على السؤال و الجواب و خلق حوار خاصة عن أحداث حياته اليومية .في البيت أو في المدرسة .
15_ اللعب بالأقران : تدريبه على اللعب الاجتماعي و تقبل مشاركة الآخرين اللعب معه و التقيد بنظام المجموعة و التعرف على قواعد اللعب الجماعي .
16_ اللعب بالألعاب: تدريبه على التعرف على الالعاب تسميتها و تعريفها و التحدث عنها .
17_ السيطرة العاطفية : تدريبه على التعرف على انفعالات الغير و التفاعل معها .
18_ مهارة السلوك الاجتماعي : تدريبه على السلوك الاجتماعي الصحيح كإلقاء التحية على الاخر ، طرق الباب قبل الدخول .. الخ .
هذه المهارات على أم الطفل التوحدي اعتمادها بالبيت للعمل بها مع طفلها لتطوير و تنمية مهاراته الإدراكية ، اللغوية، السلوكية ، الحركية و الاجتماعية. بالإضافة إلى متابعة جلسات العلاج مع الأخصائيين. و محاولة إدماجه في المجتمع . لانه شيء ضروري جدا لتحسين مهارات التواصل الاجتماعي لديه .
د. نور العوفي
أخصائية التوحد و العلاج المعرفي السلوكي
استشارية الاسرة و الطفل