أدهشني تحاورهم كل عام كيف تختم القرآن في شهر رمضان وكم مرة ختمته وتفاخرهم بذلك وجمعهم لعدد الحسنات وكأنهم ضمنوها.
لا أنكر أن قاريء القرآن يؤجر على قرائته وإن لم يفهمه، لكنه لو فهمه لعمت فائدته جميع جوانب حياته ولكان موجها له للخير في كل تصرفاته فالقرآن كلام الله وهو ليس نصا يقرأ فقط بل هو منهج حياه في الدنيا وفي الآخرة منجاة.
ولكن هذا لا يعني أن نحصر شمولية القرآن في عدد مرات ختمه بل في الإجتهاد في فهمه وتطبيق ما فهمنا منه في حياتنا اليومية.
ماذا نقول فيما نرى ونسمع من تصرفات لا تمت لتعاليم القرآن بصلة ومن ناس يفترض بهم أن يكونوا قدوة فهم يقرأون القرآن ومنهم من يتسابق ويتفاخر بأنه ختمه في رمضان مرتين او ثلاث، ماذا نقول ونحن نزدري ونغتاب بعضنا ونأكل مال اليتيم والمسكين ونحتقر الفقير ونمجد الغني وإن كان فاسقا، أين أخلاق القرآن الكريم وتعاليمه عن من ينام عن الصلوات نهار رمضان وهي ركن من أركان الإسلام ويرانا كفارا لأننا لم نصلي صلاة التراويح وهي سنة، أين تعاليم القرآن فيما نقوم به في حياتنا اليومية من غش وظلم وإستهتار بالحقوق، أم اننا مسلمون بالهوية فقط.
لست شيخا ولا عالم دين لكنني أمعن عقلي كما أمرني ربي فالعقل نعمة أختصنا الله بها دون غيرنا من المخلوقات وأمرنا بإستخدامه لا إحجامه، فمن المهم أن تختم القرآن في رمضان او غير رمضان و لكن الأهم من ذلك فهمه وتطبيقه.
هناك هم كبير يسكنني هو أن يصحو الضمير عند الجميع ويتحمل كل مسؤوليته من مواطن ومسؤول، فأنا أشعر بإحباط كبير حينما أسمع أو أرى الغير مبالاة من غالب الناس في تصرفاتهم الفردية دون أدنى خوف من الله أو شعور بالوطنية أو الصالح العام.
بإختصار أريد أن أقول لو فهمنا القرآن بحق لوجدنا في أنفسنا شيء من الله يأمرنا وينهانا ولإنقدنا لتلك الأوامر سمعا وطاعة بكل رضا.
بقلم : سعود العتيبي
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
05/08/2019 في 5:07 م[3] رابط التعليق
كلام في قمة الروعهً
زائر
05/08/2019 في 11:34 م[3] رابط التعليق
ابدا بنفسك
نواف الحربي ( ابو ازايد )
05/12/2019 في 1:12 م[3] رابط التعليق
التعليق
المواطن هو رجل الامن الاول
05/11/2019 في 9:00 م[3] رابط التعليق
تشكر اخي على هذا المقال ،الامام الشافعي كان يختم القران في شهر رمضان (٦٠) ستون ختمة والمقصود هو قراءته وتدبره والتأثر به والعمل بما فيه ، (ذكر احد الصالحين من شدة ورعه بأن لو أن للذنوب رائحة ما جلس احد بجانبي) وطبعاً هذا ينسحب على جميع البشر ولكن ستر الله فوق كل شئ . طبعاً الكل يبحث عن العالم المثالي الذي يتعامل الفرد به بما يرضي الله وبما يمليه عليه ضميره ومراعاة حريات الآخرين الذي يكفلها لهم القانون .
نواف الحربي (ابو زايد ).
05/12/2019 في 1:16 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله صيامكم وقيامكم .
والكاتب جزاه الله خير مقاله جميل ورائع ولا غبار عليه في هذا المقال الا بنقطه واحده في بداية مقاله وهي نهاية السطر (“وجمعهم لعدد الحسنات وكأنهم ضمنوها”. )
ان الاجر بقراءة القرآن الكريم
مضمون به الاجر
سواء قرأ من هذا القرآن الكريم
حرف او قرأ كلمه .
(والله اعلم ) .
زائر
05/16/2019 في 2:50 ص[3] رابط التعليق
صدقت و هي زلة لسان لكن الكاتب اصاب كبد الحقيقة في مقاله