لعلي ابدء هذا المقال في طرح التساؤل التالي : هل اخفق بعض الساسه العرب في قراءة المزاج العام وراي الشارع بشي من الواقعية ؟ بداءات الاحتجاجات هذا العام ٢٠١٩ من السودان والجزائر واطاحت بزعيمين مخضرمين
الرئيس السوداني عمر البشير.
والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
ثم امتدت للعراق ولبنان دون ان نجد سرعة استجابة من السلطات الا بعد ان ترتفع المطالب ، بشكل يصعب احتواها حتى تحقيقها ، علما بانها امتداد لما حصل عام 2011 فإين الدرس المستفاد مما حصل آنذاك لمعالجة اوضاع الأزمات والمخاطر في 2019 ، أين الإصلاحات التي تم الوعد بها فالشعوب تعيش تحت وطئة الفساد المنتج للجوع والبطالة والفقر والمرض والجهل .
القوى السياسية المسيطرة في بعض الدول العربية منذ عقود القت بثقلها على الطبقات الشعبية التي توسعت دائرتها باطراد نتيجة تدمير الطبقة الوسطى وانحدارها ، فالطبقة الوسطى هي يمثل زمام الأمور في الحفاظ على استقرار الأوطان ولكنها في بعض الدول العربية تلاشت تمامًا أو تناقصت لصالح الطبقة الفقيرة .
إذا حاول اي مراقب أو محلل للوضع العربي يلاحظ التالي:-
أولًا / العوامل التي أدت الى المظاهرات والخروج على الحكومات يورد منها الكاتب مايلي :-
١- خرجت الشعوب بعد ان تفشى الفساد في الطبقة الحاكمة وأصبح همها المكاسب الخاصة التي يحصلون عليها حتى وأنساهم ذلك احتياجات الناس اليومية .
٢- الموجودين والذين تواجدوا في ميادين وشوارع الدول العربية ابتداء من السودان او الجزائر او لبنان او العراق وقبلها سوريا ولبييا واليمن وغيرها تعاني من البطالة والفقر ونقص الخدمات وتبحث عن لقمة وتعزوا ذلك لفساد الحكومات التي لا تعي أدوات القرن ٢١.
٣- الشعوب العربية شعوب شابة ولكنها تعاني من البطالة وتحتاج الى متطلبات الحياتية اليومية التي لابد من تحقيقها ، ولا تستطيع ذلك من على دكات المقاهي وأرصفة الشوارع لا وظائف ولا دخل فهم بهذا الحال يعدون قنبلة موقوته يمكن استخدامها في أي لحظة.
٤- المحرك الاقتصادي يعد المحرك الفعال عن غيرة فالمظاهرات تبداء عند المساس بهذا المحرك ولكنها ترتفع المطالب حتى تصل بسرعة الى المحرك السياسي (إسقاط النظام ) .
٥- غياب الدراسات الواقعية لحالة الشعوب العربية التي تستطيع اكتشاف المشكلات والمخاطر التي تعاني منها الشعوب وإيجاد الحلول والقرارات المناسب لها قبل خروجها واستغلالها إعلاميا ، ومن ثم تتحول الى أزمة تدار الدولة بها .
٦- العامل المشترك خلال عودة المظاهرات في شمال الوطن العربي الفساد المالي وتدهور الاقتصاد ويعد هذا العامل اكثر تاثير في حياة الناس قاطبة .
ثانيا / أدوات المتظاهرين في الميادين والشوارع يمكن ان اذكر منها الآتي :-
١- الخروج العفوي للشعوب دون تخطيط أو هيكلية أو قيادة مؤثره تستطيع توجيههم والتحدث نيابة عنهم أمام السلطة لمناقشة مطالبهم
٢- ظهور فاعلية وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي في زيادة أعداد المتظاهرين ونوعية مطالبهم وكذا نقل الحدث من الميدان مباشرة دون رقيب ، مما جعل السلطات إلجاء بعض الدول الى قطع الانترنت والتقليل من سرعته مما تسبب في عدم فتح المقاطع.
٣- استخدام الفن في الميادين حيث ظهر استخدام الأغاني الهادفة والمؤثرة ، سواء بالتحريض او رفع الروح المعنوية للمتظاهرين ، وظهر نجاعة وتأثير هذا الأسلوب الجديد والمبتكر في جذب الناس وزيادات المتظاهرين وتحريضهم على الواقع .
٤- تواجد المرأة في المظاهرات سواء في المواقع الأمامية مثل ما تم مشاهدة في ميادين الخرطوم وهي تقوم بأعمال بطولية وجباره ، أو في الأعمال اللوجستية من عمل ما يحتاجه المتظاهرين ، وهذا ما يشاهده العالم حاليًا لدور المرأة في مظاهرات لبنان.
٥- وعي المتظاهرين الكبير لا هداف الخطابات السياسية المخدرة من اركان السلطة، والتي يدركون ان الغرض منها الاحتواء والوعود والإصلاح لا امتصاص الغضب وليس التغيير هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى الابتعاد خلال المظاهرات عن التصنيفات الحزبية والسياسية والالتفاف جميعًا تحت علم الوطن .
٦- قدرة الشعوب على تحديد التدخلات الخارجية ومدى تأثيراتها ومن سبب نجاح التغيير في السودان الوعي الكبير بذلك والحد منه أما في العراق ولبنان فالهدف تخليص القرار الوطني في تلك البلدان من التأثير الإيراني واتباعه.
في الختام ، الشعوب العربية أصبحت اكثر احترافيه في المطالبة بحقوقها ولديها أدواتها في المحاسبة واكتشاف الفساد ومن حقها ان تطالب وتحاسب الحكومة ما دامها مسؤلية عن توفير الحياة الكريمة من تعليم وصحة وعمل وامن فإذا أصبحت غير قادرة فالشعب سوف يكون اول المطالبين بتغيير الحكومات مهما كانت قوتها وانتماءاتها السياسية فهي لم توجد الا لخدمة الشعب وليس امتصاصهم ، والسلام .
بقلم د. فيصل بن معيض السميري ( الطموح)