كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن خلق الرأي العام، وتردد أصداؤه بين الناس، فهناك من يستمع ثم يتحدث وآخر يكتب ويعبر عن رأيه تجاه الموضوع الرئيسي الذي بات «رأي عام».
في الحقيقة الرأي العام لم يخلق، لأنه بالأساس موجود بأسلوب «كامن» ولكن هناك عوامل تساهم في ظهور نفوذه على السطح وانتشاره بين أوساط تسلك اتجاهات مختلفة من الوقت الماضي إلى الحاضر، وأهم تلك العوامل حاليا «وسائل التواصل».
من خلال دراستي الجامعية في تخصص العلاقات العامة والإعلام، مررت بمادة الرأي العام التي تعتبر من أمتع المواد بعد «المناهج الإعلامية» رغم كثافة محتواها، ولكن لأنها تمثل الرأي المرتبط بحياتنا وأحداثنا اليومية.
للرأي العام تعاريف عربية وأجنبية ولكن ليست محور حديثي، والذي يتناول اتجاهات الرأي بعد ظهوره، حيث أنه يُقَسم حسب عمق التأثر والتأثير، وأول ذلك الرأي العام القائد: ويتكون من صفوة القوم وخاصة المثقفين والمتعلمين ووظيفتهم بالمجتمع وظيفة القائد، وهذه الصفوة لا تتأثر بوسائل الاعلام والدعاية المختلفة كالصحافة وغيرها وانما تؤثر بتلك الوسائل بأفكارها، بمعنى يصعب إقناعهم بالرأي العام أو التأثر به.
ثم الرأي العام القارئ، ويتكون من أواسط الناس ثقافة أي المتعلمين سواءً تعليمهم عالي او متوسط ويتأثر بوسائل الاعلام والدعاية حسب مستوى نضجه، كما يؤثرون في هذه الوسائل بقدر محدود، وهذه التي تنطبق علينا.
أما الرأي العام المنقاد: فيتكون من فئة لا تنتمي للفئتين السابقة وهي رأي السواد الأعظم من الشعب من غير القادرين على مواصلة الاطلاع والبحث والتقصي ومتابعة الأحداث ويضم أيضا الأُميين، وهذا التصنيف ينقاد لما يوجه له من الطبقة المستنيرة وتؤثر فيه وسائل الاعلام والدعاية ويتقبل الشائعات.
«المنقاد» هو الذي يعد المنتشر بين أغلب شرائح المجتمع ويشكل النسبة الأعلى، وهذا الصنف له مساوئ كثيره لعل من أهمها إتباع الشائعات التي غالبا تنتشر في «قنوات التواصل الاجتماعي» لاسيما «الواتس اب» مثل عليك أن تبعث هذه الرسالة لسبعة أرقام من المضافين لديك أو سيتم إغلاق رقمك! أو عاجل أوامر ملكية أو الانقياد خلف حسابات وهمية وإعادة نشر محتواها! وهذه مثل «وكالة يقولون» أو حدثني أحد الثقات.
الرأي العام يؤثر في الشخص المنقاد، ولا يؤثر بالقائد.. فكن قائد بفكرك وحكّم عقلك قبل إبداء رأيك في الحدث أو الخوض فيه، وتعامل مع اتجاهات الرأي بعقل ومنطق وفكر!
ألقاكم..
أحمد غالي