علينا أولاً أن نعرف ماهي أو ماذا تعني كلمة : إشاعة ؟؟
الإشاعة : هي كل خبر مجهول المصدر وليس معه دليل على صحته ، ولكنه قابل للتصديق .
وهي عدة انواع ، ويكفينا في هذا المقال ؛ النوع الذي يهدف الى إثارة الخوف والهلع بين أفراد المجتمع ، حيث تضع أفراد المجتمع في حالة من فوضى التوقعات والترقب ، وكثرة التحليلات الخاطئة .
وهذه الإشاعة تخلق حالة من البلبلة والحيرة وتدمير معنويات أفراد المجتمع ، والتشكيك بالحكومات ، وعدم قدرتهم على السيطرة على الوضع. وزعزعة العلاقة بين المجتمع والحكومة بهدف نزع الثقة والتعاون بينهم.
فتنتشر الإشاعة بسرعة النار في الهشيم من عدة عوامل أهمها : غموض الخبر وأهميته ؛ كما هو الحال في الوقت الراهن من انتشار فايروس كورونا ، ثم الحالة النفسية لأفراد المجتمع واستعداده لقبول هذه الإشاعة ، ولا ننسى الانتماء الوطني من اهم العوامل المؤثرة في نشر الإشاعة او القضاء عليها في منبتها ،
ولتجنب هذه الظاهرة لابد ان يكون دور المؤسسات الحكومية المعنية أكبر من خلال وضع الخطط اللازمة والكفيلة لمواجهة الإشاعات على الصعيدين الوقائي والعلاجي ، ثقافياً واعلاميا ، ومنها تعويد الناس على تحليل الخبر تحليل منطقي وموضوعي . وعدم القبول لهذه الإشاعات المقرضة للانتشار ، وبث روح العمل الجماعي ، والتدريب على الهدوء في استقبال الخبر او الإشاعة وإخضاعه للتدقيق ، ومعرفة المصدر وعدم ترديده في أوساط المجتمع ، واهم من ذلك كله هو الاعتزاز بالانتماء للوطن تحت اي ظرف
. ويبقى الدور الأكبر على الأجهزة المعنية (وهي كفؤ لذلك) للتصدي وتحصين المجتمع من الشائعات وذلك من خلال استخدام كافة اجهزتها لتضييق الخناق على مروجي الإشاعات.
لقد جاءت الشريعة بتشنيع وتجريم وتحريم الشائعات( يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ماسمع، وجعلت للحاكم حق النظر في إنزال العقوبة المناسبة على مثيري الاشاعات ومروجيها ، التي تضر بأمن الأمة .
واعتبر الإسلام الشائعة والإشاعة ظواهر سلبية ونهى عن اطلاقها او تلقيها ، بنصوص قطعية ووضح جملة من الضوابط الأخلاقية والقانونية التي تحد من تفشيها في المجتمع ، قال تعالى :( ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
هنا لا ننسى دور الإعلام في التصدي للإشاعات فهو يلعب دوراً مهماً ورئيساً من خلال تقديم المعلومة الصادقة ،وكشف الحقائق للمواطن حتى تكون لديه قناعة تحميه من هذه الإشاعات.
كذلك دور الأسرة في عملية الضبط الاجتماعي وتوجيه سلوك الابناء من خلال التربية والتوجيهات الإيجابية ،والابتعاد عن تداول الأخبار والأقاويل غير المؤكدة .
وفي النهاية نقول : ان مقاومة الإشاعة وتحصين المجتمع ضدها أمرٌ ليس بالسهل ،لكن اذا توفرت الإرادة وتكاتف أفراد المجتمع مع المؤسسات فسيتم القضاء على هذه الظاهرة وعواقبها ، وسينظف الوطن من مروجيها.
أثر الشائعات في المجتمع
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2020/03/21/491666.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 1
1 pings
زائر
03/21/2020 في 4:42 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وظاهره متفشيه بالمجتمع