ابعاد الخفجى-سياسة:ذكرت مجلة “دير شبيجل” الألمانية أنه على الرغم من تعهد النظام السورى بالتخلص من الأسلحة الكيمياوية إلا أن النظام لايزال يشن هجمات على القرى والمدن مستخدما قنابل غاز الكلور ليحكم سيطرته مرة أخرى على المناطق التى خسرها أمام الثوار.
وفى تقرير صحفى نشرته المجلة الألمانية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد أثناء تواجدها هناك لرصد المناطق التى أصابها الدمار جراء التفجيرات الأخيرة ومقابلة أسر الضحايا وشهود العيان، نقلت المجلة شهادة أبو عبدو، أحد المزارعين من قرية تلمنيس بجنوب محافظة إدلب السورية، حيث قال ” تحوم مروحيات النظام حول المدينة قبل إلقاء حمولتها من الغاز، وعادة لا يسمع دوى أى انفجار كبير وأحيانا مجرد أثر الارتطام بالأرض ومن بعدها يأتى الموت بكل هدوء، كما حدث فى مساء يوم 21 أبريل الماضي.
وقال المزارع ” لقد كانت القنبلة تحمل كمية صغيرة من المتفجرات واسطوانة غاز كبيرة، وقد رأيت سحابة الغاز قبل أن ألوذ بالفرار، حيث ارتفع بخار أصفر اللون رائحته مثل الكلور المركز، وحينما انفجرت احترقت مثل النار، ولم أعد قادرا على الكلام أو التنفس”.
وأشارت المجلة إلى انه تم اسعاف نحو 300 شخص فى القرية هذه الليلة كانوا يعانون من حروق فى أجهزة التنفس وصعوبة فى التنفس وهياج فى العينين، ولم يحدث الغاز أى إصابات سطحية.
وتمنى المزارع أن تهب الرياح بشكل قوى حتى لا يخاطر الجيش السورى بشن هجوم بغاز الكلور حتى لا يصيب جنوده المتمركزين فى أكبر قاعدة عسكرية فى وادى ضيف التى تبعد عن قرية تلمنيس القليل من الكيلومترات.
وأضافت المجلة ” على الرغم من أن دمشق سلمت 92.5 فى المئة من مخزون الأسلحة الكيمياوية، بما فى ذلك غاز السارين على النحو المتفق عليه، إلا أن النظام لا يزال ينشر الغاز السام على الشعب السورى، ونظرا لاستخدام الكلور فى المنتجات اليومية لم يتم إدراجه بقائمة الأسلحة التى وافق النظام على وضعها تحت الرقابة الدولية، ولكن هجمات النظام مع ذلك محظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية، وسوريا هى إحدى الدول الموقعة على هذه الاتفاقية”.
وتابعت ” أجرى الجيش النظامى مالا يقل عن 10 هجمات بغاز الكلور على حدود مناطق إدلب وحماة فى 10 ابريل، فخلال الشهرين الماضيين فقد النظام السيطرة على القرى ذات الأهمية الاستراتيجية فى المنطقة وأغلق الثوار أيضا الطريق السريع بين حماة وحلب، ولذا يبدو أن دمشق تسعى لكسب اليد العليا من خلال استخدام غاز الكلور”.
وذكر التلفزيون الرسمى السورى فى 12 أبريل الماضى أن جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة فجرت حاويات ممتلئة بغاز الكلور، ونجح فريق المجلة فى زيارة جميع المواقع التى حدثت بها الهجمات وتحدث إلى المصابين والشهود والأطباء فى موقع الحادث وحقق فى أثار الحفر الناجمة عن القذف وبقايا القذائف.
ونقلت المجلة عن أحد الأطباء قوله ” يمكن أن ينتهى كل هذا فى غمضة عين لأن الجيش يعرف تماما أين نحن، فعندما يُسمع ضجيج المحركات يترقب السوريون أين ستقع القنابل، لم يصبنا الجيش السورى 16 مرة، ونحن مستمرون فى عملنا، يبدو أن الرياح هى من أنقذتنا
وكذلك خوف الطيارين على أنفسهم حيث ذكر التقرير أنهم يحلقون على ارتفاع أربعة كيلومترات حتى لا يسقطهم الثوار مما يجعل اسقاط القنابل غير دقيق جدا”.
واستطردت المجلة تقول ” يصعب إثبات الهجمات بغاز الكلور، ولكن عينات الطب الشرعى التى اتخذها الأطباء السوريون وحللها خبراء الأسلحة بتكليف من صحيفة /تليجراف/ البريطانية أثبتت أن هنا تركيزا عاليا للكلور فى مواقع الانفجار، ولكن المشكلة تكمن فى أن الكلور قد يستخدم أيضا فى التبييض أو كمطهر، والأمر الآخر أن غاز الكلور لا يترك وراءه أثرا كميائيا يدلل عليه ،ومع ذلك، فإن كنت لا تزال فى حاجة الى طائرة هليكوبتر لاسقاط قنابل تزن الواحدة منها نصف طن من مثل هذه الارتفاعات العالية، ولا يمتلك الثوار السوريون مثل هذه الأسلحة، فمن أين جاءت إذا ؟! “.
واختتمت المجلة قائلة ” هناك دلائل أخرى تبرهن على أن الجانى هو نظام الأسد، لأن الثوار لايمتلكون فى الحقيقة مروحيات ولا طائرات مقاتلة، ولكن يمتلكون أجهزة لاسلكية يتنصتون بها على الجيش السورى، فعلى سبيل المثال، إسترق الثوار السمع على اتصالات معسكر الجيش الواقع بوادى ضيف ليلة القصف بغاز الكلور من خلال أجهزة الراديو، حيث قال الثوار أنهم سمعوا أوامر للجنود تأمرهم بارتداء أقنعة واقية للغاز، وبعدها بساعات سمعوا الجنود يحتفلون قائلين “على الارهابيين أن يرسلوا العديد من سيارات الإسعاف الان”.