اجتماع رباعي مرتقب في ميونيخ اليوم لبحث الانتقال السياسي
آلية تابعة لجيش النظام دمرها الثوار قرب حمص
نفذ الجيش السوري خلال اليومين الماضيين، عمليات إخلاء واسعة لعناصره من نقاط بمنطقة “الشوادر”، في قرى قارة وفليطا وجريجير التابعة لمنطقة القلمون في ريف دمشق، وذلك لمواجهة العمليات المتصاعدة في محيط العاصمة السورية. وذكرت مصادر مطلعة، ردا على ما تردد من أنباء عن إخلاء قوات سورية مواقع حدودية مع لبنان، أن القوات قامت قبل نحو شهر بعملية إعادة الانتشار في جرود بلدات العسال، الورد، رنكوس، إذ عملت على تجميع عناصرها في مراكز محدودة في تلك المنطقة.
وكانت قوات بشار الأسد قد قامت منذ انطلاق الثورة، باستهداف الأهالي النازحين من بطش النظام، وذلك بشكل ممنهج، مما أدى لسقوط عشرات الضحايا المدنيين في المناطق الحدودية بين لبنان وسورية إضافة إلى الجرحى. وتخوف أهالي تلك المناطق من سوريين ولبنانيين من قيام البعض بالانتقال بين الجهتين، وعبور الحدود بسبب الألغام، التي خلفتها تلك القوات والتي زرعت مئات الألغام في أغلب المعابر الحدودية بين لبنان سورية.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، وقعت أمس اشتباكات جديدة في محيط دمشق، وقرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة. وبدأ بعد صلاة الجمعة متظاهرون معارضون للنظام، يخرجون في تظاهرات تحت شعار “المجتمع الدولي شريك الأسد في مجازره”، في إشارة إلى مجزرة حلب، التي كشف عنها هذا الأسبوع، وذهب ضحيتها نحو ثمانين شخصا، عثر عليهم في مجرى نهر قويق. وفي حرستا أظهرت لقطات صورها هواة وحملت على موقع للإعلام الاجتماعي على الإنترنت، قوات من الجيش الحر تشتبك في معارك مع قوات الأسد. وتظهر لقطات أخرى دبابة استولى عليها الثوار من القوات الحكومية ورجلا من المعارضة يتحدث أمام الكاميرا.
سياسيا أعلنت المعارضة بعد اجتماع للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في القاهرة، أول من أمس، أن اي حوار حول النزاع السوري “لن يكون إلا على رحيل النظام”. جاء ذلك غداة إعلان مفاجئ لرئيس الائتلاف أحمد الخطيب حول استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام، مسجلا خيبة أمله من الوعود الدولية، ورغبته بوقف النزف في بلاده. كما أعلن الائتلاف “ترحيبه بأي حل سياسي أو جهد دولي يؤدي” إلى رحيل النظام “بكل مرتكزاته وأركانه”. وردا على سؤال عما إذا كان هناك “حل روسي أميركي مرتقب للأزمة السورية”، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني: إن الائتلاف سينتظر نتيجة المحادثات الروسية الأميركية “ويتخذ موقفا”. وقال: “هناك حل ما يتبلور، ونحن في طور التحضير سياسيا لكل ما قد يحدث”.
وكانت مصادر بالمعارضة قد ذكرت أن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، سيجتمعون مع المعارضة في ميونيخ اليوم؛ لبحث الانتقال السياسي بالبلاد. مسؤولون بالائتلاف الوطني السوري قالوا إن رئيس الائتلاف سيلتقي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي. لكن مسؤولا روسيا بارزا قلل من شأن تقارير ذكرت أن لافروف سيشارك في الاجتماع. وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي: “حتى اليوم لم يذكر هذا الاجتماع في برنامج وزير الخارجية الروسي”.