ابعاد الخفجى-سياسة:
على غير عادتها، خرجت دمشق، صاحبة الشعارات المناوئة للمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، لتمد يد العون لها، فيما أسمته “مكافحة الإرهاب”، وذلك بعد أن قامت واشنطن أخيراً، بغارات جوية ضد مواقع لـ”داعش”، دون تنسيق مع النظام السوري، في خطوة أكدت تهميش واشنطن لدمشق، ما قاد الأخيرة إلى تقديم أشبه بـ”التنازل”، لكسب ود الولايات المتحدة الأميركية، التي تواجه في الداخل استياء شعبيا، نظير قتل صحافي أميركي داخل الأراضي السورية.
الموقف السوري، جاء على لسان وزير خارجية دمشق، وليد المعلم، في أول ظهور له بعد وعكة صحية أجبرته على الدخول لمستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتلقي العلاج، والذي قال أمس في مؤتمر صحافي، إن بلاده على استعداد للتعاون مع أي جهة دولية، بما فيها واشنطن، من أجل “مكافحة الارهاب”، مؤكداً في ذات الوقت، أن أي ضربة عسكرية في بلاده، لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.
المعلم قال من دمشق “نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، من أجل مكافحة الإرهاب”. وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال “أهلاً وسهلاً بالجميع”. وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون “من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي، لكن يجب أن نلمس جدية بهذا التعاون وليس ازدواجية في المعايير”، معتبراً هذا الموقف “محوراً لتحرك الدبلوماسية السورية في المرحلة القادمة”.