ابعاد الخفجى-محليات:في استعراضات مثيرة أعادت لزوار مهرجان الساحل الشرقي الذي يقام بالواجهة البحرية بالدمام طرق الصيد القديمة ،
قام النواخذة المشاركين في المهرجان باستخدام مهاراتهم التي تعلموها في سنوات مستخدمين السفن وفوقها كميات كبيرة من القراقير في مشهد حي ثم قاموا بإلقاء العشرات منها في البحر ، ثم عادوا اليها مرة أخرى وفي أيديهم أجهزة الـ ( جي بي اس ) لتحديد موقع هذه القراقير ، وذهل الزوار حينما شهدوا هذه المراحل وخاصة والصيادون يقومون باستخراج حصيلة كبيرة من الأسماك التى علقت بالقراقير ، وتوالت صيحات الزوار وهم في حالة إنبهار بالطريقة التى يستخدمها الصيادون وعلاقتهم بالقرقور الذي اتضح انه البطل الحقيقي في صيد الأسماك ، وعقب انتهاء الصيادين من عرض فنونهم يقومون بتجهيز كميات الاسماك التي قاموا بصيدها في الأماكن المخصصة ، ويبدأون الاستعداد مرة أخرى لرحلة صيد جديدة.
وجميع هذه المراحل تمت في مشهد حي أمام زوار المهرجان أما عن علاقة الصيادين بآلة القرقور فلم يكن غريبا فبعد مرور مئات السنين على صناعة « القرقور» تظل هذه الآلة موجودة وبقوة حتى تحولت العلاقة بينها وبين الصياد الى مايشبه الصداقة ، ارتبط بها وساعدته في الحصول على مصدر رزقه من أعماق البحر ولم تبخل عليه يوما . ولذلك لايستطيع الصياد الاستغناء عن القرقور على الاطلاق ، وعلى الرغم من التطورات المتتالية على آلات صيد الأسماك الا أن القرقور لايزال محتفظا بمكانته في نفوس الصيادين ينطلق إلى البحر ويمكث به عدة أيام ثم يأتي للصيادين بحصيلة كبيرة من الأسماك وقد تعلم الصيادون من القرقور الصبر حتى يحصدون أكبر كمية من الأسماك ، وللقراقير قصة وحكاية يرويها صانع القراقير أحمد الدحيم الذي التقينا به في مهرجان الساحل الشرقي وهو يروي لنا هذه العلاقة المتميزة بين القرقور والبحر ، يقول الدحيم: إن القرقور ارتبط بالصيادين منذ مئات السنين ولايمكن للصياد الاستغناء عنه ، مشيرا الى أنه يعمل في مهنة صناعة القراقير منذ 35 عاما ويتميز القرقور بأحجام مختلفة فمنه الباع والباعين والنصف والثلاث باعات، وهو يصنع من الأسلاك الفولاذية ، ويضيف الدحيم: إن القرقور يستخدم في صيد الأسماك فقط وأسعاره 50 و160 و300 ريال ، وحول طريقة صيد الأسماك باستخدام القرقور ،يقول الدحيم: إن القرقور يتم إنزاله في قاع البحر ،حيث يقوم الصياد بالقاء 300 قرقور كحد أقصى ، ويظل القرقور في قاع البحر لمدة ثلاثة أيام وبعدها يعود الصياد الى القرقور ، أمّا عن كيفية الوصول الى موقع القراقير فيقول الدحيم: إنه كان في السابق يستطيع الصياد التوصل الى القرقور عن طريق الخيوط إلا أن اللصوص استطاعوا التوصل الى هذه الطريقة وقاموا بسرقة القراقير ، أمّا الآن فقد استخدم الصيادون تقنية الـ ( جي بي اس ) لتحديد موقع القرقور حفاظ عليه بعيدا عن أعين اللصوص، ويقول الدحيم: إنه يصنع 180 حبة قرقور في الشهر ، مشيرا الى أن وزارة الزراعة توافق على استخدام القراقير على مدار العام بسبب مساحة فتحاتها الكبيرة.