[caption id="attachment_60018" align="aligncenter" width="100"] سعود العتيبي[/caption]
في يدي اليمنى وردة تكفي شعب ، وفي يدي اليسرى حزن يكفي بلد ، أقدم الورد لكل مواطن صالح فرحاً بيومك الوطني يا وطني يدفعني الأمل والحب لهذا البلد، حب لا يشابهه حب و أمل في مستقبل مشرق لا يقارن اشراقته اشراقةً في مكان آخر.
لن اكون منافقا كغيري ممن يزفون التهاني يمينا و شمالا في صورة فقاعات اعلامية مغلفة بابتسامات ملئها النفاق والمحاباة سرعان ما تنكشف عن أنياب الغدر والخديعة بانتهاء نشوة الفرح باليوم الوطني ، فأنت يا وطني أكبر من ان اختصرك في تلك الفقاعات المغشوشة ، و أكبر من ان استغل اسمك ويومك في المداهنات.
حينما يذكر اسم الوطن استشعر نفسي أمام مسئوليات جسام اقف قزما أمامها عاجزا عن رد الجميل لهذا الوطن الذي ترعرعت على ترابه واستنشقت هوائه كمن يقف أمام جبل هائل و يُطلب منه ان يزيحه من مكانه.
لمن لا يعرفون معنى الوطن و يعتقدون ان الوطن مجرد كلمة يرددونها أقول الوطن يعني الوجود ، الوطن يعني الانتماء ، الوطن يعني الاخلاص ، الوطن يعني الحب ، الوطن يعني الماضي والحاضر و المستقبل ، الوطن يعني الأرض والعرض ، وباختصار الوطن يعني " أنت و أنا ".
هذا شيء مما في يميني من ورد وبقي شيء مما في شمالي من حزن ، نعم هناك حزن عميق في نفس كل مواطن مخلص يعرف معنى الوطن ، هذا الحزن يعكر صفو الفرح باليوم الوطني وهو وجود من يسلون سيوفهم للنيل من هذا الوطن و يوهموننا أنها سيوف الوطن ويتسلقون نخلة الرمز الوطني ، نخلة الخير ورمز الكرم يقطعون سعفها في محاولات يتبعها محاولات للقضاء على تلك النخلة التي نالت شرف ان تكون رمزا للوطن فهم يحاربونها لهذا السبب وليس لكونها نخلة.
هناك من يستغل منصبه لصالح أعداء الوطن و ينفذ خططهم ، فالوطن لا يعني له الا حفنة من الريالات ثمنا لولائه لمن يدفعها ، هناك الكثير من المناصب لا يهمهم وطن ولا مواطن ، المهم عندهم حجم حساباتهم في البنوك.
من غير المعقول في عمر هذا الوطن الذي ينعم بالثراء ، أن يكون هناك من يعيش على نفقة أهل الخير ، من غير المعقول وجود جمعيات خيرية في بلد يسبح فوق حقل من النفط ، ما نشاهده على شاشات التلفزيون و نسمعه من صرخات الأرامل والثكالى والعجزة والمعوزين وكأنهم يعيشون في افريقيا يضع علامات استفهام كبيرة كيف ولماذا.
الحق يقال لا نستطيع ان نلقي كل اللوم على الدولة فالدولة تنفق الكثير من الأموال لهذه الوجوه من وجوه الحياة ، لكن الخلل بات واضحا أن السبب هم المسئولين عن ادارة هذه الأموال فهي لا تنفق في وجهها الصحيح بل يتم التحايل على الدولة والمواطن لنهبها لجيوبهم.
و كي لا نتهم بالنفاق فالدولة ليست بريئة مما يجري ، فهي مسئولة عن مراقبة تصرفات المسئولين و محاسبتهم ومتابعة المشاريع المتعثرة. كذلك هي مسئولة عن رفاهية المواطن لتعميق انتمائه واخلاصه و ولائه.
نهاية القول لن يكون حبنا لك يا وطن بقدر ما تنفق علينا من ريالات فهذا الأمر ليس في حساباتنا ، فمهما قسيت علينا فحبنا لك حبا أزليا يسير في عروقنا دونه الروح والجسد ورثناه أبا عن جد وتعايشنا معه فوق حرارة الرمضاء صيفا وبرودة الصحراء شتاءً ، هذا الحب لن يستطيع احدا على وجه الأرض ان ينتزعه منا فهو يسير في عروقنا ، فكفى محاولةً ايها المرجفون ، عاش المليك وعاش الوطن.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بو مشاري
09/19/2014 في 2:14 م[3] رابط التعليق
سعود العتيبي
لقد أختصرت الحب في باقة ورد
حب الوطن لا حدود له ولا قيود عليه
شكرا لك
فارس بلا جواد
09/21/2014 في 8:33 ص[3] رابط التعليق
بو مشاري
استعجلت في حكمك ، اعد قراءة المقال لتعلم ان الوردة ما كانت الا بداية الحب ، فكيف تجاوزت عيناك هذه الكلمات ( حينما يذكر اسم الوطن استشعر نفسي أمام مسئوليات جسام اقف قزما أمامها عاجزا عن رد الجميل لهذا الوطن الذي ترعرعت على ترابه واستنشقت هوائه كمن يقف أمام جبل هائل و يُطلب منه ان يزيحه من مكانه.
لمن لا يعرفون معنى الوطن و يعتقدون ان الوطن مجرد كلمة يرددونها أقول الوطن يعني الوجود ، الوطن يعني الانتماء ، الوطن يعني الاخلاص ، الوطن يعني الحب ، الوطن يعني الماضي والحاضر و المستقبل ، الوطن يعني الأرض والعرض ، وباختصار الوطن يعني ” أنت و أنا “.)
غرم الله
09/21/2014 في 1:20 م[3] رابط التعليق
سرا اوجهرا نقول ( حب الوطن يجري بعروقنا مجرى الدم ) ومهما تفوه بعض المغرضين الذين يريدون النيل من هذا الوطن لكن يأبا الله ان يكون لهم نصيب ولن يجدوا لهم اذنا صاغيه
والعاقل من اتعض بغيره فاذا نظرنا الى من حولنا ممن تسبب افكاره في هدم دول بمسمى التغيير او الديموقراطيه او اي مسمى فماذا حصل لهم الان…. لا امن ولاوطن ولا لقمة عيش هل هذا مايعنيه لهم0
نحن نحمد الله على رغد العيش والامن والامان الذي نحسد عليه
ولاة الامر بذلو كل مابوسعهم من اجل راحت المواطن والرقي به … والكمال لله سبحانه وان حصل نقص فهو من البطانه التي تدير امور المواطن والوطن
ابو طلال انت وفيت وكفيت ونمتنى ان تتحفنا بمقالات التي تهتم بالمواطن
عاد عيدك يا وطن
09/23/2014 في 1:03 ص[3] رابط التعليق
نعم عاش المليك وعاش الوطن في حفظ الله ورعايته من كل الحاسدين والحاقدين
خفجاويه
09/30/2014 في 1:04 م[3] رابط التعليق
أعجبني المقال مررررره