ابعاد الخفجى-سياسة:
وقف مسيحيون مصريون مبتهجين خارج كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بإحدى ضواحي القاهرة في انتظار مجيء العروس لمشاركتها وعريسها الفرحة.
لكن بدلا من ذلك جاء ملتحيان على دراجة نارية وراحا يطلقان النار على الواقفين الأمر الذي عمق مخاوف مسيحيين كثيرين من أن طائفتهم التي تمثل أقلية ستدفع الثمن الأكثر دموية لعزل الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي.
وقال الأب ساويرس بشرى واصفا الهجوم الذي وقع مساء يوم الأحد “سمعنا صوت الرصاص وخرجنا مسرعين لنجد الناس والأطفال راقدين على الأرض غارقين في دمائهم.”
وكتبت النجاة للعروس دنيا أمير عيسى وعريسها مينا نشأت لكن أربعة مسيحيين آخرين جاءوا ليشاركوهما الفرحة قتلوا وبينهم طفلة عمرها ثماني سنوات.
وسارع رئيس الوزراء حازم الببلاوي بالتحذير من أن تلك “الأفعال النكراء” لن تنجح في التفريق بين المسلمين والمسيحيين وقال إن “الحكومة تقف بالمرصاد لكل المحاولات البائسة واليائسة لبث بذور الفتنة بين أبناء الوطن.”
ولم تحدث كلماته ارتياحا يذكر بين المسيحيين الذين يمثلون عشرة في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون نسمة يسود الوئام بينهم بصورة عامة رغم نوبات للتوتر الطائفي.
وبعد عزل مرسي في يوليو تموز ظهر القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي على شاشة التلفزيون ليعلن عن خارطة طريق سياسية تشمل انتخابات حرة ونزيهة.
وتأكيدا على التناغم الطائفي ظهر السيسي وإلى جواره شيخ الأزهر وبابا الأقباط الأرثوذكس. وربما شعر الأقباط بالطمأنينة وهم يرون الرجل القوي الجديد في مصر بجوار زعيمهم الروحي لكن هذا الإحساس بالارتياح لم يدم.
وبعد فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في 14 أغسطس آب شهدت مصر أسوأ هجمات على كنائس وممتلكات للمسيحيين منذ سنوات وكان أغلبها خارج القاهرة.