[caption id="attachment_159142" align="aligncenter" width="118"] فهد الهديب[/caption]
أقبل إلي من بعيد يحث الخُطى . . وقد لمحتُ في مُحياه سعاده جديده وعلمتُ أنه سيخبرني , فأستقبلته وبادلته كما هي بشاشة وجهه المعهوده وأبتسامته الطيبه " لم تكن غريبه عليه البشاشه ولكن هذه المره ملفته للنظر" فبادرني بالتحيه ورديت عليه " يا هلا وغلا بو فلان " زادك الله سروراً وزاد وجهك نوراً , أخبرني أني أراك مسروراً لعلي أجد ما يسرني عند إخبارك لي عن ما يسرك , مد يده إلى يدي وضمها وقال " البارحه تصالحنا" , "بعدما نزغ الشيطان بيني وبين جاري بأمر ليس لي فيه سلطه" و أردف قائلاً " البارحه عادت المياه لمجاريه " بفضل الله ثم بفضل رمز من رموز الحاره والمؤثرين فيها جزاه الله عنا خير الجزاء , فقلت ما شاء الله ألف مبروك يا الحبيب " أنت طيّب وجارك طيّب ولا بد للطيبين أن يعودوا للحق ولو بعد حين من الزمن , قال وهو يكاد يطير من الفرح " الحمد لله والشكر لله وجزى الله خير الجزاء من سعى بالأصلاح ودفع من ماله للأصلاح أولمَ الوليمه ودعانا للجمعه وأجتمعنا بعد فُرقه جاوزت الثلاث سنوات ( ياه . . أنها لمده طويله والباب على الباب وكأننا لم نكن في يوم أحباب وأصحاب) , قلت : نحمد الله تعالى بأن هداكم وأهتديتم وأصلح بينكم ورضيتم , مع أن الجوار هو أمر مقدس والخصام فيه من أشد الآلام وسبحان الذي أوصى بحسن الجوار وشدد فيه وشرع حقوق الجار الكفيله بعدم المساس بها أو النيل منها وذكر الله تعالى بمحكم تنزيله الإحسان إلى الجار بعد ذكر عبادته ، وبعد ذكر حقوق الوالدين ممّا يدل على تعظيم هذه الحقوق ، قال تعالى : " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه " وقال صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره " وقصص الآباء والأجداد مليئه بحسن الجوار ومليئه بالتسابق والتنافس على تكريم الجار والحفاظ على بيته وأهله وماله , الجوار أمر عظيم ولا يبخس حق الجوار إلا إنسان فيه شك " نسأل الله العفو والعافيه" , أحدهم قتل أبنه من أجل حرمة بيت جاره وكثيره قصص بيئتنا الكريمه الحافله بإكرام الجار سواء كانت قديمه مع الباديه أو الحاضره المتحضره , وعندما إستمع إلي صاحبي بإنصات همً بالأنصراف , فقلت يا أبا فلان أسمعني ! قال : أسمعك ـ أفدني ! قلت له : بعدما طويتم صفحة الخصام والتخاصم فلا تفتحو صفحه قد طويتموها أبداً ولا يأتي أحدكم بذكر شئ منها مهما كانت ولو بالأستشهاد , نسيان ما مضى وطي ما حدث كفيل بتقوية روابط الصداقه والجيره وإعادة ما كانت الأمور عليه في سابق العهد ومع الأيام تتجدد المحبه والموده ويعود كل شئ في مكانه وهذا هو شأن الصالحين الطيبين أمثالكم ـ وفقنا ووفقكم الله ودمتم على المحبه أخوان متحابين لا ضالين ولا مضلين .
فهد حثلين الهـديب
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
يتيم الأمه
12/02/2014 في 1:47 م[3] رابط التعليق
موضوع جميل وسرد فصصي رائع
وحسب ظني أن الموضوع أكبر من جيران كأشخاص بل جيران
دول شقيقه ونحن طرف فيها
نظره ثاقبه وبصيره جيده ما شاء الله
تحياتي لك يا كاتب
وتحياتي أكبر لإدارة أبعاد الخفجي
فهد بن علي بن طلاع
12/09/2014 في 8:05 ص[3] رابط التعليق
تــعــجبنــــــــــــي يا الهديب اهم شئ ان تـظمـــــــن ولاء جــارك والمعلومــــــــــــه وصلــــــــــة واضحــــــــــــــه
جـــدا جـــدا
ودمتم على المحبه أخوان متحابين لا ضالين ولا مضلين
سالم عيد الشمري
12/11/2014 في 9:10 ص[3] رابط التعليق
موضوع جميل .. ربما يتفهم البعض.. بعض الاشياء التي فقدناها في زمننا هذا .. وهي مسؤلية الجار وخلقة .. وقد حث الكاتب على المحبة و الأخوه والاحترام في الجار .. موضوع مهم وقد فقدنا ذالك الجار الذي يكون بمرتبة أخيك .. ويكون بيتك هو بيته في غيابك .. ويكون بيته هو بيتك في غيابه ..
موضوع جميل والفكره هي الأجمل ..
استمر مبدع …
الشبل
12/13/2014 في 6:46 ص[3] رابط التعليق
الجار لابده مقفي عن الجار
وكلن بجيرانه يعد الوصيفه
احدن على جاره بختري ونوار
واحدن على جاره صفاتً محيفه
لابدها تصبح تواريخ واذكار
وتبقى لدسمان الشوارب وظيفه