ابعاد الخفجى-محليات:نجحت حلقة “الرسالة” التي خصَّصها برنامج “الرئيس”، الذي يُبَثُّ على قناة لاين سبورت، ويقدمه صلاح الغيدان، لإبراز فنون الدعوة إلى الله سبحانه، في إسلام عدد من المقيمين والمقيمات بالمملكة، حيث توالت الاتصالات والرسائل والتغريدات على مقدِّم البرنامج الزميل “الغيدان” تبشِّره بدخول خادمات وعمالة للإسلام بعد مشاهدة حلقة الأحد الماضي.
الحلقة التفاؤلية، التي تخلَّلتها تقارير دعوية بخمس لغات مختلفة، كانت قد استعرضت قصصاً للمسلمين الجدد، وحثّت كلَّ فردٍ على حُسن التعامل مع مَن يتعامل معه من غير المسلمين؛ لعله يكون سبباً في تأليف القلب، كما تناولت الحلقة عدداً من القصص في حُسن التعامل، وكيف أنها كانت السبب الرئيس في دخول خدم وسائقين للإسلام، دون أن تدعوهم الأسرة بكلمةٍ واحدة.
وعرضت الحلقة لقاءات دعوية مع دعاة من جنسيات مختلفة بينهم داعية هندي وآخر فلبيني، كانوا يدعون إلى الإسلام عبر عدة لغات ولهجات؛ منها اللغة النيبالية والسواحلية، كما استعرضت الحلقة قصصاً للمسلمين الجدد؛ منها وافد نصراني اعتنق الإسلام، وتدرَّج في العلم حتى أصبح داعية أسلم على يده الكثيرون.
وتخلَّل الحلقة مشاهد مؤثرة لمسلمين جدد أجهشوا بالبكاء بعد نطقهم بالشهادتين، إضافة لقصة مهندس أمريكي اعتنق الإسلام بعد أسبوع من وصوله للمملكة، بخلاف عرض مشاهد حية لإسلام عدد من الوافدين.
أبرز القصص كانت لداعية فلبيني كان يعتنق النصرانية؛ حيث أوضح في لقاء معه أنه حضر للعمل مع شركة متعاقدة مع وزارة الداخلية، وبعد انتهاء إحدى فترات عمله وجلوسه على كرسي انتظار في مقر العمل، عبر من جواره شخص يرتدي الثوب وردَّ عليه السلام.
يقول الفلبيني: “لم أعرف أرد عليه، فسألني هل أنا مسلم، وأخبرته بأنني نصراني، فاستدعاني لمكتبه، واتضح لي أنه مسؤول كبير، وفي مكتبه استضافني، وبدأ يشرح لي الإسلام ودعاني للإسلام، وانتقلنا لداعية فلبيني اتَّضح أنه من نفس منطقتي، وكان على نفس ديانتي السابقة، وأشهرت الإسلام”.
ضيف الحلقة الشيخ نوح القرين مدير مكتب الدعوة في البطحاء، حكى قصة أخرى قائلاً: “في قصة عجيبة، أسلم في المكتب قبل ثلاث سنوات مقيم اسمه خليل وحسن إسلامه وتزوَّج مسلمة جديدة في المملكة، وبعد ذلك توفِّي في حادثة حريق، العجيب أن أعضاء السجود لم تمسحها النار لأنه وُجِد وهو ساجد”.
وأضاف: “القائمون في الشركة اكملوا الاجراءات اللازمة وتمت الصلاة عليه في جامع الراجحي، ورحل الجثمان لبلده، واستقبله هناك أحد الدعاة، وذهب لأهله وشرح لهم الإسلام وحقوق المسلم، فأسلم 4 من أسرته تلك اللحظة، وتم دفنه بالطريقة الإسلامية”.
وقال القرين خلال حديثه في الحلقة إن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم؛ حيث إن الكل مدعوُّون ليكونوا دعاة إلى الله عز وجل، فمن خلال توزيع الكتيبات والمطويات يستطيع الشخص الدعوة إلى الله، المطويات قيمتها 20 هللة، الكتيب قيمته 50 هللة، وبها بإذن الله تستطيع المشاركة في إسلام غير المسلم، وتكسب الأجر.
وأضاف: “أحد الأشخاص كان يمر من أحد الشوارع ووجد كتاباً دعوياً مرمياً جوار إحدى الحاويات، فأخذه وأزال بعض القاذورات وبعد تصفُّحه، رغب في الإسلام، وحضر لدينا في المكتب وأشهر إسلامه، وأسلم على يديه الكثيرون”.
وعن برنامج “هدية عالم” الذي يقدِّمه المكتب قال “القرين”: “هدية عالم كانت الفكرة من أحد الإخوان، حيث تستهدف زوار المملكة من العلماء والمفكرين في جميع التخصصات، حيث تقدم لهم هدية تحمل رمزاً تراثياً عن المملكة، وتحتوي مطيبة ورمزاً للدلة والقهوة والفناجين وسلة التمر، ومجموعة كتيبات تعريفية بالإسلام غير مباشرة، ودليل سياحي، وتعريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهديت لما يقارب 5 آلاف شخص، وكان الانطباع رائعاً لدى الزوار”.
وأكمل: “لا نشرح الإسلام مباشرة لهم، وإنما ضِمْناً، من خلال جولة بهم يقوم بها الشيخ ناصر والشيخ تركي المنيع، على مدينة الرياض وجامع الملك عبد العزيز، واستضافتهم في أحد المطاعم الشعبية تكريماً لهم”.
وكشف “القرين” أنه ومن خلال إحصائيات 25 مكتباً دعوياً خلال عام وأربعة أشهر أسلم 33 ألف شخص، مشيراً إلى أن مكتب البطحاء أسلم من خلاله العام الماضي أكثر من 2500 شخص، مشيراً إلى أن أبرز العوائق التي تواجهها المكاتب الدعم المادي.
الشيخ ناصر الحسين مساعد مدير مكتب الدعوة في البطحاء تحدَّث قائلاً: “وسائل الدعوة تجدَّدت وتنوَّعت، ووصل معها المعدل اليومي للمسلمين الجدد إلى عشرة مسلمين يومياً، من جنسيات مختلفة، الغالب نهم فلبينيون؛ لأنهم من أكثر الجنسيات، وجالية مثقفة وشعب ودود يحبُّ الصداقة.
وقال: “لدينا برامج مختلفة، دعوة إلكترونية وعليها إقبال، برامج في الشركات والمستشفيات والمزارع، برنامج ترفيهي كامل، مسابقات تشويقية، البرامج الإعلامية، برنامج هدية رياضي الذي يماثل برنامج هدية عالم، تم توقيع عقد شراكة مع الاتحاد القطري لدعوة اللاعبين الأجانب والأجهزة الفنية، نستهدف كل لاعب أجنبي يدخل السعودية”.
وانتقد “الحسين” الخوف من دعوة الوافدين للإسلام خوفاً على علاقتهم مع ذويهم، قائلاً: “هذا ليس عائقاً، يجب أن نشجِّع من يرغب في الاسلام، ليمارس الدعوة مع أهله، حتى لو لم يستطع يكفي أن ينطق الشهادة”.
ودعا الحسين الجميع للتفاعل مع المكاتب والدعوة إلى الله سواء نساء أو رجال، كما أشاد بالجهود الدعوية الإعلامية التي قام بها مقدِّم البرنامج الزميل صلاح الغيدان، سواء من خلال حلقة الرسالة أو الحلقات السابقة.
وخصَّص البرنامج الجزء الأخير من الحلقة مع الشيخ أحمد بن أحمد، وهو داعية فلبيني، والذي استقبل اتصالات متحدثي لغة التاغالو من الجالية الفلبينية، ومتحدثي اللغة الإنجليزية الراغبين في الدخول للإسلام، ووجَّه رسائل دعوية.