ابعاد الخفجى-اقتصاد:
هوى اليورو إلى مستويات منخفضة جديدة بنسبة وصلت إلى 25%، في أقوى موجة هبوط له منذ 2003، مواصلا تراجعا واسع النطاق منذ بدأ البنك المركزي الأوروبي مطلع الأسبوع برنامجا قيمته 1.1 تريليون يورو لشراء السندات، يأتي ذلك في وقت أشار فيه خبراء اقتصاديون إلى أن منطقة اليورو تأتي في المرتبة الثانية من الدول التي تستورد المملكة منها السلع والخدمات، حيث تصل نسبة واردات المملكة من منطقة اليورو مايقارب 20% ويشكل القطاع الخاص أكثر المستثمرين فيها.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله باعشن إن منطقة اليورو بالنسبة للمملكة قد لا تكون لها ذات الثقل والأثر الجوهري كما هو في منطقة الدولار التي تتأثر به نظرا لارتباطها به في سعر النفط الذي يتم تقييمه بالدولار وفي سعر العملة وارتباط الريال بالدولار ، مشيرا إلى أن انخفاض اليورو لن يكون ذا تأثير على أسعار النفط وعلى اقتصاديات دول الخليج ، إلا أن انخفاضه قد يظهر تأثيره على أسعار السلع والخدمات الواردة للمملكة التي ستشهد انخفاضا سيكون ملحوظا على المدى المتوسط.
وأضاف باعشن: لو نظرنا لاستثمارات المملكة في منطقة اليورو وخاصة للقطاع الخاص نجد أنها قد تتأثر سريعا بهذا الانخفاض إذا ماتم تسييلها وخاصة في الاستثمارات العقارية والفندقية وكذلك الصناعات الخفيفة.
فيما أوضح المستشار المالي محمد الشميمري في حديثه أن تأثير انخفاض قيمة اليورو سيظهر في أسعار الواردات التي تصل من منطقة اليورو إلى المملكة وخاصةً السلع الاستهلاكية والصناعية، منوها بدور وزارة التجارة والصناعة المفترض في مراقبة تفعيل دور انخفاض التكلفة بسبب نزول العملة وخاصة في قطاع السيارات الأوروبية كما أن القطاع الصناعي في المملكة سيستفيد من انخفاض اليورو في شراء المعدات من منطقة اليورو وخاصة من ألمانيا وإيطاليا، متوقعا استمرار النزول لقيمة اليورو خلال العام الحالي الذي من المتوقع أن تصل نسبة الانخفاض إلى 28%. وأبان أن منطقة اليورو تعتمد على الصادرات في اقتصادياتها لذا ترى أنه من مصلحتها نزول قيمة اليورو وهو ما يأتي مشابها لسياسة اليابان في إضعاف عملتها
موضحا أن الاتحاد الأوربي بدأ برنامج التيسير الكمي بمقدار 60 مليار يورو مما سيزيد في حدة نزول اليورو وهبوطه لشراء سندات حكومية أو سندات لقطاع الخاص لضخ السيولة في السوق وزيادة المعروض من اليورو وبالتالي الهبوط الأكثر له ، ناهيك عن أن الدولار في الوقت الحالي يصعد صعودا قويا بعد بيانات الوظائف التي تدل على أن الفيدرالي الأميركي سيعجل برفع الفائدة مما سيزيد أيضا من ضعف اليورو.