أبعاد الخفجى-رياضة:
من سوء حظ حراس المرمى في الكرة السعودية أنهم تواجدوا في الملاعب بعد حقبة من الزمن برز فيها حارس بحجم “الأخطبوط” محمد الدعيع الذي كان خير من يدافع عن شباك منتخباتنا السعودية وناديه الهلال وقبل ذلك الطائي، ومهمة خلافتك للدعيع ليست بالسهلة بل إنك تعتبر “سيىء حظ”، لأنك ستجد صعوبة بالغة حتى تدخل قلوب الأنصار، بيد أن الحارس خالد شراحيلي كان في الموعد، وكل من راهن على إمكانياته كسب التحدي، فالحارس الشاب استطاع أن ينال محبة الهلاليين عطفاً على مستوياته الكبيرة والتي جعلته مصدر أمان لعشاق الكتيبة “الزرقاء”.
وعلى الرغم من أنه تعرض للإيقاف على مدى العامين الماضيين من اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات إلا أن ثقته في إمكانياته وإصراره والدعم الذي حظي به من الهلاليين قادوه إلى أن يعود أفضل من قبل، كان بإمكان إدارة الهلال أن تلغي عقده وفق أنظمة ولوائح لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، لكنها لم تفعل ذلك لأنها مؤمنة بأنه حارس المستقبل الذي سيعيد للأذهان تألق الدعيع ومستوياته الخرافية، ويُحسب ذلك بالتأكيد لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي أثبتت بأن لديها بُعد نظر وأجادت التعامل مع إيقاف شراحيلي الذي عاد بقوة لم تذهل الهلاليين فقط بل إن الجميع وبمختلف الألوان أشادوا به وبقدراته في حراسة المرمى، وأستطاع أن يكسر الرقم القياسي المسجل بإسم زميله فايز السبيعي كأكثر حارس حافظ على نظافة شباكه في الدوري السعودي، وسجل رقم جديد باسمه بعد أن صمد 764 دقيقة من دون أن تتلقى شباكه أي هدف، وبرهن على أنه حارس موهوب بالفطرة.
أسطورة الحراسة السعودية محمد الدعيع امتدح أداء شراحيلي بعد عودته من الإيقاف وعلق على ذلك بقوله: “شراحيلي قدم مستويات مميزة مع الهلال لأنه قوي ويمتلك الإمكانيات والإرادة التي أعطته التميز على الرغم من إيقافه، خالد أعطى الثقة لخط الدفاع الهلالي وللفريق، ولم يشكل حاجز اللغة بينه وبين الكوري كواك والبرازيلي ديقاو أي صعوبة في الانسجام، أنا لو غبت اسبوعين سيتأثر مستواي، فما بالكم بحارس انقطع عن المباريات لمدة عامين، لو كان شراحيلي موجوداً من بداية الموسم لاختلفت معادلة الأهداف المسجلة في الهلال، وستنخفض للنصف”.
شراحيلي الذي ولد عام 1987م بدأ مسيرته الكروية مع سدوس، وانتقل إلى الهلال في عهد إدارة الأمير محمد بن فيصل عام 2005م وكان عمره حينها 18 عاماً، ولم يكلف انتقاله خزينة الهلال سوى 800 ألف ريال، ولم تكن بدايته جيدة مع “الزعيم” لأنه لم ينال الفرصة الكافية للعب بسبب تواجد محمد الدعيع وحسن العتيبي، وهو ماجعل الإدارة تعيره إلى الرائد عام 2008م لمدة موسم واحد لعب خلالها 15 مباراة دورية بشعار “رائد التحدي”، عاد بعدها شراحيلي لحماية العرين الهلالي وبدأ يثبت نفسه شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى تشكيلة “الأخضر” السعودي، وضم للمشاركة في كأس الخليج الذي أقيم في اليمن، لكن سوء الطالع لازمه عندما ابعد بسبب إصابته بقطع في الرباط “المتصالب”، ولم يلعب شراحيلي بشعار “الأخضر” طوال مشواره سوى مباراتين في كأس العرب 2012م، حافظ في الأولى مع فلسطين على نظافة شباكه، فيما سجل فيه هدفان من الكويت، ويعتبر مستقبل شراحيلي الدولي مشرقاً إذا ما استمر على مستوياته المميزة، كونه يعتبر الآن الحارس الأول في الكرة السعودية، وهو المرشح الأبرز لحماية عرين “الأخضر” في التصفيات الآسيوية المقبلة.
شراحيلي نجح في الاختبار الصعب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام بطل الدوري السعودي “النصر”، وكان عند حسن ظن الجماهير الهلالية التي اعتبرته مصدر أمان لهم، إذ واصل حضوره اللافت ولعب دوراً كبيراً في تتويج “زعيم آسيا” باللقب الأغلى، واستحق نجومية المباراة بعد أن تصدى لأهداف نصراوية محققة خلال المباراة إضافة إلى تصديه لركلة الترجيح التي حسمت اللقاء ومنحت الهلاليين الذهب.