أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أظهر الأداء العام للبورصات العربية خلال تداولات الأسبوع الماضي الكثير من المؤشرات السلبية والعشوائية على مستوى المسار العام للمؤشر السعري، وعلى مستوى أحجام وقيم السيولة المتداولة، والتي شهدت تراجعات حادة، وأظهرت مؤشرات التداولات إلى بقاء الأداء العام للبورصات مرهونا للقرارات الآنية من قبل الأفراد دون وجود تأثير واضح للاستثمار المؤسسي على مجريات التداولات، الأمر الذي ساهم في تسجيل المزيد من الضعف والتراجع على كافة مؤشرات السوق مع الاتجاه نحو المضاربة تارة وجني الأرباح تارة أخرى، إلى جانب الاتجاه نحو الأسهم الصغيرة على حساب الأسهم القيادية، ذلك أن الأسهم الصغيرة تتمتع بالعديد من المزايا تجعل الاستثمار فيها جيدا وآمنا على كافة المحفزات وبشكل خاص في الوقت الذي تشهد فيه البورصات ارتفاعا على نطاقات التذبذب وضعف في السيولة، هذا وأنهت البورصات تداولاتها دون تحديد مسار واضح يقترن بالأحداث والتطورات الإيجابية والسلبية على حد سواء.
وأظهر تحليل أعده د. أحمد مفيد السامرائي رئيس مجموعة صحارى أن مؤشر السيولة المتداولة شهد تراجعات حادة دون وجود مبررات ملموسة تدعم هذا الاتجاه، والأخطر من ذلك أن البورصات لم تشهد دخول سيولة جديدة إلى التداولات اليومية مع تسجيل ارتفاع على عمليات البيع على حساب اتجاهات الشراء دون وجود مبررات حقيقية أيضا لهذا الاتجاه، وجاء مؤشر السيولة لدى السوق السعودي على سبيل المثال ليعاكس كافة التوقعات مسجلا انخفاضا بنسبة وصلت إلى 41% عن المتوسط المسجل خلال الأسبوع قبل الماضي، على الرغم من فتح السوق للاستثمار الأجنبي، الأمر الذي يعني فقدان السوق لفرص التجاوب الأولية مع الاستثمارات الخارجية وأن الأسعار السائدة غير حقيقية ومتضخمة، وبالتالي لن تعمل على تعظيم الاستفادة والاندماج مع الأسواق العالمية في الفترة الأولى من التداولات وفق النظام الجديد، وفي السياق فقد تراجع مؤشر متوسط قيم السيولة لدى بورصة قطر بنسبة وصلت إلى 68% خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالمتوسط خلال الأسبوع قبل الماضي، فيما اتخذت بورصة مسقط الاتجاه نفسه وبنسبة تراجع على المتوسط الأسبوعي للسيولة وصلت إلى 28%.
وقال السامرائي إنه بات من الضروري البحث في مفهوم وطبيعة المحفزات التي يحتاجها المتعاملون لدى البورصات العربية، يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد البورصات اتساعا للفجوة وحالة التجاهل التي تظهرها التداولات اليومية للبورصات تجاه المحفزات المتداولة كافة، فيما يعزو العديد من المتعاملين والمتابعين والمحللين حالة الضعف المسجلة لغياب أو ضعف في المحفزات المتداولة في الوقت الحالي وبانتظار محفزات من نوع آخر، رغم كافة مؤشرات التماسك التي أظهرتها المؤشرات الرئيسية للبورصات خلال الفترة الماضية والقرارات طويلة الأجل التي تم اتخاذها من قبل الجهات المختصة، بالإضافة إلى نسب النمو المحققة والمتوقعة لاقتصاديات دول المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مستويات التراجع المسجلة على أسعار النفط فقط كفيلة بإخراج الكثير من الشركات من السوق، ورغم ذلك لا زالت البورصات تتمتع بميزة استثمارية طويلة الأجل وقادرة على جذب السيولة المحلية والخارجية بشكل عام.
ولفت السامرائي إلى أن السوق السعودية واصلت سلسلة تراجعاتها الأسبوعية، حيث سجلت خسائر للأسبوع الرابع على التوالي وسط ارتفاع في أداء مؤشرات السيولة والأحجام، وتراجع مؤشر السوق العام بواقع 12.64 نقطة أو ما نسبته 0.13% ليقفل عند مستوى 9505.74 نقطة، وارتفعت أحجام وقيم التداولات، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 770.7 مليون سهم بقيمة 25.1 مليار ريال نفذت من خلال 455.1 ألف صفقة.
وسجل سعر سهم الدريس أعلى نسبة ارتفاع بواقع 7.29% وصولا إلى 68.88 ريالا، تلاه سهم أمانة للتأمين بنسبة 6.71% وصولا إلى 13.99 ريالا، في المقابل سجل سعر سهم أسيج أعلى نسبة تراجع بواقع 27.64% وصولا إلى 28.48 ريالا، تلاه سهم العالمية بنسبة 15.02% وصولا إلى 53.41 ريالا، واحتل سهم الانماء المركز الأول بحجم التداولات بواقع 123.7 مليون سهم وصولا إلى 23.88 ريالا، تلاه سهم دار الأركان بواقع 72.5 مليون سهم وصولا إلى 9.20 ريالات، واحتل سهم سابك المركز الأول بقيم التداولات بواقع 3 مليارات ريال وصولا إلى 102.8 تلاه سهم الانماء بواقع 2.9 مليار ريال.