أبعاد الخفجى-رياضة:
أكثر الوحداويين تشاؤماً لم يكن يتوقع أن يصل حالة ناديه إلى هذه المرحلة من السوء وذلك بعد أن صعد إلى (دوري عبداللطيف جميل)، وأصبح النادي العريق مثيراً لشفقة المهتمين بشأن الكرة السعودية وليس الوحداويين وحدهم، أزمة مالية وفراغ إداري وعزوف شرفي كلها عوامل جعلت مستقبل “الفرسان” سوداوياً، حتى أن هاجس الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى بات يقلق الجماهير الوحداوية.
وعلى الرغم من أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب انهت تكليف الإدارة المكلفة برئاسة الدكتور محمد بصنوي مع نهاية الموسم مباشرة حتى ينتخب الوحداويون إدارة جديدة تجهز الفريق للموسم الجديد إلا أن الجمعية العمومية لم تُعقد بسبب مقاطعة أبناء الوحدة لها وعدم اكتمال النصاب القانوني، وهو مادفع رعاية الشباب إلى تمديد فترة عمل الإدارة المكلفة وإعادة فتح باب الترشح للرئاسة، وحتى ساعة إعداد هذه المادة مايزال النادي اسيراً لإدارته المكلفة محدودة الإمكانيات في ظل مقاطعة الشرفيين للنادي.
ويحسب للإدارة المكلفة التحركات البسيطة التي قامت بها كالتعاقد مع المدافع منصور شراحيلي وإعادة لاعب الوسط أحمد كرنشي والتوقيع مع المهاجم صقر عطيف، إلا أن هنالك ملفات أهم تنتظر وقفة من الوحداويين، فالفريق بحاجة إلى أربعة لاعبين أجانب على مستوى عال يسهمون في ارتقاء مستواه، وهنالك نجوم في الفريق اقتربوا من دخول فترة الستة أشهر التي تسمح لهم التوقيع لأي ناد دون الرجوع للإدارة وآخرون دخلوا فعلاً هذه الفترة وبعضهم انتهت عقودهم، ليس كذلك فحسب بل أن الفريق يحتاج إلى معسكر إعدادي للموسم المقبل مثل بقية الفرق التي سيواجهها في الدوري الممتاز، لكن المؤسف أن البوادر تشير إلى أن الوحدة لن يعسكر في ظل عدم عمل الحجوزات وغيره حتى الآن.
والأهم من كل ذلك أن هناك قضايا ضد النادي في لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم للاعبين ووكلاء اعمالهم ستمنع الفريق من تسجيل أي لاعب جديد سواء أكان محترفا محليا أو أجنبيا بحسب كلام رئيس اللجنة الدكتور عبدالله البرقان قبل أيام، تلك القضايا ليست واحدة ولا ثلاثا ولا حتى عشرا، بل أنها تتجاوز ال ٢٥ قضية.
لن تُحل مشاكل النادي لدى لجنة الاحتراف بسهولة كونها تحتاج إلى ضخ مبلغ مالي كبير يتجاوز ال ٢٠ مليون ريال، كما أن هنالك رواتب متأخرة للاعبين لأكثر من سبعة أشهر، ستعيق أيضاً الوحدة من تسجيل أي لاعب مالم يقدم مسيرات تسليم تلك الرواتب للجنة الاحتراف.
أي أن الإدارة المكلفة أو حتى الجديدة مهما وفرت مبالغ للتعاقدات أو للمعسكر الإعدادي فإن ذلك لا يكفِي، لأن هنالك ديون على النادي ستمنعهم من الاستفادة من أي عنصر جديد.
ولعل العجز المالي في الميزانية الوحداوية هو من أحد الأسباب التي جعلت أولئك الذين ظهروا في المشهد خلال أفراح الصعود يتوارون عن الأنظار في هذه الأزمة ويبتعدون عن كرسي الرئاسة، لأنهم سيجدون أنفسهم مضطرين لدفع الملايين أو الفشل، خصوصاً وأن الفريق لا يمتلك لاعبين من فئة سوبر ستار يلجؤون لبيع عقودهم لتجاوز الأزمة.
الوحدة بحاجة إلى التفافة شرفييه ومحبيه، فأوضاعه سيئة بل أنها تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، الفرق بدأت الإعداد جيداً للموسم الجديد وهو مكانك قف أسير الصراعات الشرفية بين سين وصاد، لن تحل المشاكل ولن يتجاوز أزمته المالية بدون وقفة صادقة من الوحداويين الأوفياء مع الإدارة الجديدة سواء كانت إدارة المرشح هشام مرسي إن تمت تزكيته أو المكلفة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، من أجل الكيان الأحمر والجماهير التي وثقت فيكم ومنحتكم مساحة في قلوبها اتركوا خلافاتكم جانباً واجعلوا للنادي من اسمه نصيباً من خلال وحدة الصف والعمل من أجل النادي على قلب رجل واحد.