برزت مع دخول شهر رمضان وبكثرة ملحوظة نشاطات الأسر المنتجة خاصة فيما يتعلق بيع المجمدات الرمضانية التي تعتمد عليها كثير من العوائل في رمضان خاصة الأمهات العاملات واللاتي يبحثن دائما عما يناسبهن من تنظيمات في مثل هذه الأيام خاصة مع حرارة الأجواء وعدم توفر الوقت لديهن لإعداد الفطور الرمضاني، حيث كرست بائعات المجمدات الرمضانية مجهوداتهن ونشاطاتهن وإعلاناتهن في مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية شهر شعبان استعداد لتلبية الطلبات والتي لازالت مستمرة حتى الآن.
هذه الأسر نجحت في استقطاب الكثير من العوائل والعزاب خاصة وأن الأغلب لم يعد يفضل أكلات المطاعم والعمالة الوافدة ولما تتمتع به الأسر المنتجة من جودة في الطبخ البيتي والذي يفضله الكثيرون إلى جانب عامل النظافة خلال إعداد الأكل والتي لا تتوافر في الوجبات بالمطاعم غالبا.
ويعتبر هذا الإنتاج نافذة تسويقية ورافدا من روافد الاقتصاد الذي يعتمد على النشاط وكيفية التسويق التجاري للنجاح في جذب الزبائن، حيث لم يقتصر الأمر على انتاج المأكولات حسب الرغبات أيضا، بل تعدى في توصيل الطلبيات إلى المنازل بأسعار رمزية مراعاة لظروف النسوة بالذات واللاتي كثيرا ما يعتمدن على السائقين في توصيل الطلبيات، وهذه الحركة التجارية النشطة سجلت أرقاما قياسية خلال الأيام الماضية في انتعاش تجارة المأكولات البيتية حسب ما أبدته عدد من النسوة العاملات في إعداد الوجبات، كما أكدن إلى أن الأسعار تتفاوت حسب الكمية والكيفية للطلب.
مصدر صحفى مطلع التق عددا من المنتجات والمتعاملات لاستطلاع الآراء وسبر غور أسرار المهنة والترويج التجاري ومدى نشاطه في الشهر الكريم والإقبال.
التسويق الإلكتروني «سيد» الموقف .. ومواقع التواصل صاحبة الكلمة العليا
حجوزات مسبقة
بداية تحدثت ” أم سعد ” طباخة من حائل لتؤكد ان العديد من النسوة الحرفيات في إعداد المأكولات ينتظرن الشهر الكريم بفارغ الصبر، مرجعة ذلك الى نشاط المبيعات التي تتجه اليها خاصة العاملات وشاغلات الوظائف والعزاب، وقالت: ” قبل حلول الشهر الكريم تنشط الحركة التسويقية للمأكولات وتزداد الطلبيات والحجوزات عليها بشكل لافت”، مبينة : “اخترت هذه المهنة لسبب أن الكثير يعتمد على المجمدات الرمضانية خاصة وأن الموظفة لا تجد الوقت الكافي لدخول المطبخ إضافة الى ارهاق العمل في شهر الصوم الأمر الذي يجعلها تعتمد على الحجوزات المبكرة”.
وقالت ” أم سعد ” إن الحجوزات تبدأ منذ وقت مبكر، مشيرة إلى أن الكثير من السيدات من ترغب الشراء من أكثر من بائعة نتيجة لتنوع الطعم والنكهة، وعن الطلبيات تقول : أبدأ باستقبالها لأكثر من 20 صنفا وأبدأ العمل عليها قبل الوقت ببضعة أيام، وأكدت أنها تحرص على إعداد الوجبات الرمضانية باهتمام وطريقة سليمة لحفظها من التسمم، مضيفة أن معدل الطلب في اليوم من 6 إلى 7 طلبات وهذا مايؤكد نشاط سوق المجمدات الرمضانية ونجاح هذه التجارة التي جذبت المستهلكين، واستطردت : أن الإقبال في الآونة الأخيرة خاصة بازدياد نتيجة تعامل الأسر المنتجة مع الزبائن وحرصها على سلامة المنتج.
سوق تجاري
وقالت “ذوق ” كما لقبت نفسها بموقع التواصل الاجتماعي الانستقرام أن جميع النسوة ممن اخترن هذه المهنة هن من ذوات الدخل المحدود ومن فئة المطلقات والأرامل غالبا وخاصة اللواتي يبحثن عن لقمة العيش، مضيفة أن الندرة التي يشهدها سوق العاملات المنزليات في عدة مناطق بالمملكة إضافة الى كثرة هروب الخادمات نتيجة اغلاق باب الاستقدام من جهة وارتفاع الأجور من جهة أخرى أدى لنشاط سوق تقديم الوجبات المنزلية، وقالت “ذوق” أنني أقوم بإعداد قائمة تتضمن مجموعة من وجبات الإفطار يتم الإعلان عنها عبر موقع التواصل الاجتماعي الالكتروني الانستقرام ليقوم الزبائن باختيار الوجبة المناسبة له ومن ثم اعتمادها وإعدادها وتسليمها في الوقت المحدد، وحول القيمة المالية لتلك الوجبات أكدت انها تختلف باختلاف القوائم المعدة والمعلن عنها مسبقا التي تبدأ من 70 ريالا وحتى 150 ريالا للوجبة الواحدة.
موسم اقتصادي
واشارت السيدة “أم فيصل” بائعة : إلى أن موسم رمضان خاصة دفع بالعديد من السيدات الى انشاء مشروع الطبخ واعداد الوجبات لبيع منتوجاتهن الغذائية، وقالت: حظيت تلك السيدات بإقبال هائل من الأسر خاصة ممن لديهم موظفات ما أدى لنشاط الحركة التجارية ونهوض السوق في بيع المأكولات الرمضانية، وقالت : أقوم بإعداد الطلبيات قبل الوقت المحدد بأيام لتسليمها لصاحبتها، مضيفة : أعد السمبوسة بتنوع حشواتها والسمبوسك و الكفته وورق العنب والملفوف وبعض الحلويات كالمعمول الرمضاني وفطيرة التفاح و سمبوسة الجبن المحلاة والرول المحلى، كما أوضحت ” أم فيصل ” أن أغلب السيدات السعوديات يفضلن الشراء من قريناتهن بدلا من التعامل مع المطاعم لثقتهن بالنظافة ومكونات الوجبة وقرب المذاق من الطبخ البيتي.
رواج تجاري
كما أكدت “أم عادل” : بائعة مجمدات من الجوف أنه يزداد الإقبال على بيع المجمدات قبل شهر رمضان بفترة ويزداد الطلب على السمبوسة والمعجنات بمختلف أنواعها والكبة المحشية والكبيبا والقرصان والاقماع الى غيرها من المأكولات الشعبية ايضا وبكميات كبيرة جدا سواء من الموظفات أو حتى ربات البيوت لظروفهن الخاصة وممن لديهن قوى مادية، كما أشارت إلى أن سوق المجمدات وتاجرة المجمدات تحتاج لدراية كاملة بالمشروع والمام تام بجميع أنواع المأكولات لتحظى بسمعة طيبة وزبائن أكثر، وقالت : أن شهر رمضان من أكثر المواسم نجاحا في الأرباح حيث تصل الأرباح إلى أكثر من 7000ريال نتيجة الإقبال خاصة على ممن اشتهرن في مواقع التواصل الاجتماعي.
أسعار مناسبة
وقالت السيدة مريم الجباري موظفة حكومية أن الكثير من العاملات خاصة يلجأن إلى شراء المجمدات الرمضانية مبادرات بالحجز والبحث عن أفضل الطباخات وذلك رغبة في توفير الوقت الكافي وتسهيل إعداد أصناف عديد في السفرة الرمضانية، وقالت : أنا اقوم بالبحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن الطباخات المشتهرات بالإعداد ذي الجودة لأبدأ بالحجز بعد الاستفسار عن أنواع المأكولات الرمضانية المتوفرة، ومن حيث الأسعار أبدت ” مريم ” أنها مناسبة جدا ولا مغالاة فيها ملحوظة، أما عن مدى الإقبال فأشارت إلى أن ذلك أيضا بازدياد ايجابي على البائعات.
وأضافت الجباري أن ما يساعدنا أيضا على رواج منتوجاتنا هو توفير سائقين بأسعار رمزية لتوصيل الطلبيات للمنازل.
مساهمات اقتصادية واجتماعية
من جانبها قالت الأخصائية الاجتماعية بجامعة حائل الأستاذة خيرية الزبن أن مثل هذه المشاريع المنزلية حققت نجاحا كبيرا استطاعت السيدة السعودية من خلال انتاج المبيعات توفير مصدر رزق لها ولمن تعولهم، وقالت : إن مشروعات تجارية كهذه كانت حلما تتمناه كل ربة بيت من ذوات الدخل المتوسط إلى أن أصبح حقيقة، مشيرة إلى أننا وفي الآونة الاخيرة ومع اقبال شهر الصوم نرى الإقبال المكثف على الأسر المنتجة لتوفير متطلبات الأسر العاملة من بيع المجمدات وقالت : إن ذلك يعتبر رواجا تجاريا ورافدا من روافد الاقتصاد المشروعة، كما أبانت أن مشروعاتكهذه تعتبر مشروعات اجتماعية تحارب البطالة عند النساء ويمنحهن فرصة شغل أوقاتهن بالشيء المفيد والمناسب لقدراتهن، وذكرت الزبن : أن الأسر الآن تنتج وتوفر كميات متنوعة وطيبة من المأكولات الحديثة والشعبية التي تحتاجها ربة البيت خاصة ممن تعمل منهن صباحا، وتعتبر البديل الوحيد لهن في إعداد الوجبات الرمضانية للأسرة.
وقالت الزبن : أن الانتاج المنزلي يعد من النشاطات الاقتصادية التي توجه للسوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى بالإقبال الكبير على المعد من أنواع المنتجات وبأسعار يقبلها المجتمع وهذا يعني أن التطوير الاقتصادي في سوق العمل ونشاطاته التجارية في تزايد مستمر خاصة للأسر المنتجة.
التجربة السنغافورية
يشيع العمل المنزلي في كل من الريف والحضر في سنغافورة (دهولج كونجها)، كما أن الدولة تشجع ذلك حتى أنها تسمح بالعمل بالمنازل وتيسره، ويتكون المنازل عادة هناك من دورين من الخيزران والخشب، وتسمح الدولة بالعمل في الدور الأول لسهولة النقل والمناولة مع شرط عدم مضايقة الجيران بأي ضوضاء أو أدخنة مثلا، ويمتاز العمل المنزلي بهذه المناطق بأنه يتناسب مع احتياج المواطن السنغافوري في الترويج والبيع للكعك والوجبات الخفيفة التي يطلبها وتناسب البيئة المجتمعية في تلك الدولة إلى جانب إعداد العصائر الطازجة وبيعها وتعتبر الأنشطة التجارية الغذائية من أهم الأنشطة هناك لما لاقت من رواج بين الفئات العاملة التي لا يتوفر لديها الوقت للعمل على إعداد الوجبات الخاصة بها.