أبعاد الخفجى-رياضة:
استغل عدد من السمسارة خصوصا في امريكا الجنوبية وأوروبا بالتواصل مع نظرائهم في الخليج والوطن العربي الاوضاع الفنية الحالية للمنتخب السعودي الأول الذي يقوده فنيا المدرب الوطني فيصل البدين، وبدؤوا بالتنسيق فيما بينهم لرفع قيمة عقود المدربين عندما تصلهم انباء التفاوض معهم وارسال عروض مبالغ فيها، وعلم أنه تسرب إلى هؤلاء معلومات تفيد بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم ثري في موارده، وغير آبه بالقيمة المالية ورفع الاسعار وبامكانه أن يوقع بالقيمة التي يطلبها المدرب لا وفق العرض الذي تفرضه خبرته ومسيرته وانجازاته ومدى تأقلمه مع الكرة الحديثة والطريقة التي من الممكن ان تحدث نقلة نوعية في اسلوب الكرة السعودية، وضربوا مثالا بالمدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي تعاقد معه المنتخب السعودي بأكثر من 100 مليون ريال، ولكنه اقيل من منصبه قبل اكتمال الفترة المحددة بالعقد.
وبرر الكثير من المدربين على لسان بعض الوسطاء أن مهمة التدريب في الأندية والمنتخب غير آمنة وأشبه بالمغامرة وكثيرا ما تشوه سجل المدرب بقرار الاستغناء، ومن الممكن أن يصبح على رأس الجهاز، وفي المساء يجد خطاب الاستقالة وقد استلمه من ادارة النادي او الاتحاد، بناء على تقييم عاطفي اغلبه حسب ردة الفعل التي تصدر من الاعلام والجماهير، لا حسب العمل الفني الذي يقدمه وضرورة أن يخضع لتقييم دقيق ومنطقي من خبراء فنيين كبار يفصلون بين العاطفة والمصالح وما يحدث على ارض الواقع من نتائح ايجابية وسلبية.
وألمحوا إلى أن الكرة السعودية وأنديتها ربما تجد في المستقبل عدم القدرة على التعاقد مع المدربين ليس فقط لنواحي مالية اشتهرت بهدرها منذ اعوام طويلة بلا حسيب او رقيب ودقيق مالي على مختلف نواح الصرف، انما لتوجس المدربين في مختلف العالم من القدوم ما لم يكن العرض مغري وضعف المبلغ الحقيقي بأكثر من ثلاث مرات حتى يعوض ما ينتج عن مغامراته من اثار سلبية ربما تنعكس عليه، وهو ما يكبد خزائن الأندية خسائر مالية كبيرة تضعها دائما فوق فوهة بركان الازمات، والمحاصرة بالديون ودخولها في متاهات الشكاوي لدى اروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).