أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال عددٌ من خبراء النفط إن السياسة النفطية للمملكة مبنية على فهم واقع الحال، وأنها لم تكن مفروضة عليها بدليل أنها غير متفاجئة بنتائجها وستقوم باستدراك الأمر متى دعت الحاجة إلى ذلك.
وأكدوا بعيد تخفيض وكالة فيتش العالمية للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية للمملكة من مستقرة إلى سلبية، أن المملكة تمتلك أوراقاً رابحة في القطاع النفطي لا سيمّا أسعاره بحسب”الرياض”
وذكروا أن التقارير التي تصدر عن الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني تأخذ في حسبانها عدة اعتبارات اقتصادية؛ ويجب الاهتمام بها وعدم إهمالها، واستشراف المشاكل الاقتصادية قبل حدوثها وبحث الحلول المناسبة لها قبل وقوعها.
وقال عثمان الخويطر – مختص نفطي – يظهر أن تصنيف وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ينظر إلى الموضوع من زاوية ضيقة، بناء على الانخفاض الحالي والكبير في الدخل البترولي للمملكة، وهو أمر واقع ولا سبيل للتحفظ عليه أو إنكار حدوثه، ولكن سياسة المملكة البترولية التي ربما ساهمت إلى حد كبير في تدني أسعار البترول بنسبة أكبر مما كان يتوقعه المراقبون، من المؤكد أنها كانت مبنية على فهم لواقع الحال.
وذكر الخويطر أنها – أي تلك السياسة – لم تكن مفروضة عليها وحتمًا لم تفاجأ بنتائجها، ومن المؤكد أن المملكة سوف تستدرك الأمر متى وجدت ذلك ضروريًّا؛ كونها تمتلك أوراقاً رابحة فيما يتعلق بمستقبل أسعار البترول، ولكن الأمر المهم في الوقت الراهن هو تحقيق الأهداف.
وبين ضرورة التحفظ مستقبلاً من رفع كميات الإنتاج إلى مستويات تفوق حاجة الاقتصاد الوطني، فبقاء الثروة البترولية في مكامنها تحت الأرض ضمان للمستقبل من إنتاجها وبيعها بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية.
إلى ذلك قال رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي، بشكل عام تأخذ التقارير التي تصدر عن الوكالات العالمية في حسبانها عدة اعتبارات اقتصادية، حيث أنه في حال رغبة الدول بالاقتراض سترتفع الفائدة إن كانت نظرتها المستقبلية متدنية، كما هو حاصل الآن في اليونان والتي لا تستطيع الاقتراض كونها اقتصادياً شبه مفلسة باستثناء الدعم من صندوق النقد وبعض الدول الأوروبية بشروط قاسية جداً.
وأضاف من المهم جداً عدم الاعتماد على مورد واحد، وضرورة تنويع مصادر الدخل، وأن لا ننتظر حدوث المشكلة كي نبدأ في مرحلة البحث عن حلول؛ كون الحلول تستنفذ الكثير من الوقت، ويجب استشراف المشاكل قبل حدوثها والبدء في مرحلة البحث عن حلول لها.