قال عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ما لا يزع بالقرآن يزع بالسلطان وهو بلفظ إن الله يكف و يمنع ويردع بالسلطان ما لم يمنع أو يردع بالقرآن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الأمر بالمعروف والنهى عن المنكرلا يتم إلاَّ بالعقوبات الشرعية ، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وإقامة الحدود واجبة على ولاة الأمور، وذلك يحصل بالعقوبة على ترك الواجبات وفعل المحرمات لأن قوة السلطان و أمره في الردع لضعاف النفوس والايمان ، بخلاف أهل الايمان ، فان زاجر القرآن اقوى في قلوبهم.
قد اكون اطلت في المقدمة بهدف ايجاد مدخل سهل الى عقل القاري واستدراجه الى الوقوف والتأمل في امر مهم يحدث في وقتنا الحاضر من فقدان للأمانة وموت للضمير، يطابق ما نص عليه في مقدمة المقال.
لسنوات عديدة تلاعب فيها المسئولون في خدمة وحقوق المواطن وعاملوه بكل اسفاف وعدم مبالاة بمعانته ولم يكلفوا انفسهم حتى مجرد التفكير في مشاكله او ايجاد حل لها فالكل منهم مشغول فيما يحدث في الطبقات العليا من تنافس على المصالح ونظرية امسك لي واقطع لك ، فقد خانوا ثقة ولي الأمر بهم ولم يردعهم خوف من الله لأنهم امنوا ردع ولي الأمر.
وهذا لا يعد تقصيرا في ملوكنا السابقين بل يضاف الى رصيدهم من طيبة وحسن نية ، بل هو ضياع للذمة والضمير لدى المسئولين لأنهم امنوا العقاب في الدنيا ولم يردعهم وعيد الآخرة.
حين استلم دفة الحكم رجل يفهمهم جيدا ويعرف كيف يفكرون وهو الملك سلمان ، اخذ على عاتقه الضرب بيد من حديد على كل من يتجاوزصلاحياته في هدر المال العام او التقصير في حقوق المواطنين، وأصبحنا نشاهد وزراء ومدراء يتسابقون في خدمة المواطن وارضاء الملك بما يقومون به من اعمال الهدف منها البقاء على الكرسي وليس خدمة المواطن ، ونحن كمواطنين لا يهمنا من يبقى على الكرسي او يذهب ، ما يهمنا هو بقاء الأصلح منهم الذي يخدمنا على الوجه الصحيح.
هذه الخطوات التي اتخذها الملك رعاه الله، جعلتنا نفتخر بحكومتنا ونطمح الى مستقبل مشرق بكل طمأنينة وربطتنا بالأرض والولاء لها وذرت الرماد في عيون المغرضين وأفقدتهم الوتر الذي طالما لعبوا عليه واستغلوه للتحريض على الدولة فلم يعد لديهم ثغرة يدخلون منها الى قلب المواطن وعقلة لافسادة وجعله شوكة في خاصرة الوطن، وفي نفس الوقت أصبح المواطن اكثر نضوجا واشد مقاومة للمحرضين بعد ان انكشف مخططهم وغيبت فرصهم.
وهنا أقول لكل مسئول إتق الله ربك واخلص له عملك فمصيرك الى الزوال وستنقلب الى حال وستحاسب امام من لا يظلم مثقال ذرة.
ولكل مواطن غيور على دينه و وطنه أقول ، قد يكون فشل بعض الحكومات سببا للثورات التي حصلت من حولنا في العالم العربي رغبتة منهم في التغيير والحصول على وضع افضل وقد نجد لهم بعض العذر لما يعيشونه من ظلم وقهر، الا انهم الآن يعضون أصابع الندم لما حل بهم فقد اصبحوا فريسة للمتنافسين على الكرسي واصبح افضل ما لديهم هو الظلم والقهر والفقروالقتل وهتك الأعراض والتدمير والتشريد وفقدان الأمان وضياع الهوية ، فهل هذا ما نطمح اليه ونحن نعيش الخير كله في نعيم الأمن والأمان ، في ظل الله ثم في ظل حكامنا العادلين المنصفين.
لقد اصبح كل شيء واضع للجميع فالتفوا حول قيادتكم ولا ترخوا اسماعكم لمن يحاول زرع الفتنة بينكم وجركم الى تدميرانفسكم بأنفسكم لتحقيق أهدافه واطماعة....الله أكبرعاش المليك عاش الوطن.
سعود العتيبي
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Naif jihad
08/25/2015 في 10:39 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك،،، مقال وطني بامتياز
عاشق الوطن
08/25/2015 في 10:43 م[3] رابط التعليق
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )
من اعتصم بحبل الله و دينه ماعليه خوف أسأل الله ان يهدي من اضل عن سبيله و اتمنى من المسؤولين التمعن في هذه الايه قبل يجيهم يوم ماينفع الندم فيه
فيصل محمد
08/25/2015 في 10:51 م[3] رابط التعليق
شكراً ابا طلال على هذا المقال الاكثر من رائع فقد صنعت ثقافتك حضارة اختيار مواضيعك الوطنيه التي تصب في صالح المواطن ومكتسباته وتعبر عن هم ومتابعة مولاي وسيدي الملك سلمان اطال الله بقائه.
نتمنى لكم التوفيق وننتظر منكم الجديد.
ابو سعود
08/25/2015 في 11:20 م[3] رابط التعليق
نحمد الله على الامن والامان والله يطول بعمر خادم الحرمين ولي عهده ولي ولي عهده
غرم الله
08/26/2015 في 6:36 ص[3] رابط التعليق
بدون الامن لن يهنا لك عيش مهما تملك من
الاموال .نسأل الله ان يديم علينا امننا
بارك الله فيك ابا طلال
خفجاويه
08/26/2015 في 2:36 م[3] رابط التعليق
مبدع ياابو طلال اعتدنا على مقالاتك الهادفه
الرتاج السهلي
08/26/2015 في 2:43 م[3] رابط التعليق
اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم أجرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم احفظ ولاة أمورنا
اللهم سددهم لفعل الخيرات وإزالة المنكرات
اللهم ألبسهم ثوب الصحة والعافية
اللهم أعز بهم العلم والعلماء وأجعلهم من الأتقياء
اللهم أعنهم ولا تعن عليهم وأحفظهم وأحفظ بهم
اللهم اجعلهم ناصرا لدينك معلٍ لكلمتك
اللهم اشرح صدورهم ويسر أمورهم وطهر قلوبهم
اللهم احفظهم من كيد الكايدين وحسد الحاسدين وسحر الساحرين
اللهم اجعله بطانتهم من أكثر الناس صلاحا وإصلاحا
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان آمين يارب العالمين
أبوعبد العزيز
08/26/2015 في 7:35 م[3] رابط التعليق
اللهم أدم علينا الأمن و الأمان وأحفظ لنا حكومتنا الرشيده بقيادة خادم الحرمين الشرفين .دائماً يا اباطلال مواضيعك رائعه أتمنى لك التوفيق
زائر
08/30/2015 في 10:08 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائرا حمد الشمري
09/14/2015 في 10:00 ص[3] رابط التعليق
صدقت.