أبعاد الخفجى-رياضة:
أحسنت رابطة دوري المحترفين السعودي صنعاً في قرارها الأخير بالسماح للإعلاميين الحاصلين على بطاقة الرابطة بدخول الملاعب الرياضية كافة، بعد أن كان هناك قيود باقتصار الدخول في الموسمين الأخيرين على محرري ومصوري المدينة التي فيها المباراة، فمحررو ومصورو مدينة الرياض مثلاً كان يُمنع دخولهم إلى أي ملعب آخر خارج العاصمة، والحال كذلك بالنسبة لبقية الملاعب والمدن، وتلقى الإعلاميون والمصورون قرار رابطة المحترفين بارتياح كبير؛ لأن هذه الخطوة ستساهم في تطوير عملهم من خلال التوسع في تغطياتهم الإعلامية، والتنقل بين المدن لأداء مهامهم على أرض الواقع.
وكان القرار السابق لرابطة دوري المحترفين يهدف إلى تقليل عدد المحررين الصحفيين الذين يغطون المباريات حتى لا تزدحم الأماكن المخصصة لهم في المدرجات أو في المركز الإعلامي المخصص في ملعب المباراة، لكن التنظيمات الإعلامية المميزة التي أقرتها الرابطة وطبقتها بالتعاون مع مكاتب رعاية الشباب بالتشديد على مسألة ضرورة إبراز البطاقة الإعلامية قبل الوصول إلى منطقة الإعلاميين ساهمت في منع الجماهير الرياضية من الجلوس في مقاعد الصحفيين ودخول المراكز الإعلامية بالملاعب وهو الأمر الذي ساعد في حل هذه الأزمة.
وأثبت التنظيم الإعلامي الذي أقرته الرابطة ونفذته في الفترة الأخيرة بمراقبة منطقة الإعلاميين في المدرجات بواسطة المنسق الإعلامي للمباراة والتشديد على إبعاد كل من لا يحمل بطاقة إعلامية. إن مقاعد الصحفيين في الأعوام الماضية كانت تمتلئ بالجماهير الرياضية التي استطاعت أن تصل اليها إما في ظل غياب الرقابة، أو بسبب الواسطة والمحسوبية.
وبذلك تقدم رابطة دوري المحترفين عملاً إدارياً وإعلامياً منظماً يستحق الإشادة والتقدير، وبات دورينا فعلاً يستحق أن يطلق عليه دوري المحترفين نظراً لاحترافيته وجمال تنظيمه خصوصاً من الناحية الإعلامية سواءً بعقد المؤتمرات الصحفية للمدربين أو اللقاءات السريعة الإجبارية للاعبين في (الفلاش انترفيو) أو لقاءات المنطقة المختلطة “المكس زون”، وهو ماجعل الإعلاميين يتمتعون ببيئة عمل مميزة تساهم بطريقة أو بأخرى في الإنتاج، وأتى حرص الرابطة على إقامة ورش العمل قبل بداية الموسم للمنسقين الإعلاميين بالأندية والمصورين والصحفيين بثماره من خلال تميز التنظيمات الإعلامية، ومعرفة كل طرف بما له وما عليه.
ولعل من الأمور الإيجابية التي تحسب للرابطة مشروع المصليات المتنقلة في الملاعب الرياضية، إذ قامت بتأمينها في أكثر من ملعب، وتعتبر من التجارب الناجحة التي لاقت إستحسان الجماهير الرياضية التي كانت تعاني في هذا الجانب، ومن مشروعات الرابطة التي تستحق الذكر مشروع بيع تذاكر المباريات التي تقام على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة عبر الإنترنت وإجراء الحجز بكل يسر وسهولة، ولا يمكن تجاهل خطوة الرابطة التي وقعت إتفاقيات عدة مع مجموعة من الشركات الغذائية الكبرى المتخصصة في الوجبات السريعة بأنواعها لتقديم منتجاتها الغذائية في عدد من الملاعب التي تحتضن منافسات (دوري عبداللطيف جميل) في إطار سعي الرابطة لتطوير بيئة الملاعب وتوفير متطلبات الجماهير الخاصة بالمواد الغذائية المختلفة والمياه الصحية، وساهمت تلك الخطوات في الحد من ظاهرة العزوف الجماهيري إذ سجلت الجماهير في الموسم الماضي رقماً قياسياً غير مسبوق.
ومن الناحية الإدارية دشنت الرابطة مشروع مراقب المباراة الذي يعد ممثلا للاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين في جميع ما يخص أعمال تنظيم المباراة إدارياً وفنياً وفقاً لقانون كرة القدم ولوائح البطولات الدولية والآسيوية والمحلية ما عدا الأمور التحكيمية، وهو مايعني بأن الأمور التنظيمية في دورينا لا تختلف عن البطولات الدولية والآسيوية، بخلاف ما كان عليه الحال في السابق، وهو ما كان يتسبب في ربكة إدارات الأندية التي تشارك خارجياً خصوصاً في دوري أبطال آسيا. صحيح أن هناك بعض الأخطاء التي كانت تُنتقد في حينها بهدف الإصلاح والتطوير وهو أمر طبيعي لأن من يعمل لابد أن يخطئ ولا يوجد عمل بلا أخطاء، لكن في الأخير تطور دورينا تنظيمياً ملموس ولا يمكن أن ينكره أحد، وهذا مانأمله ونطمح إليه من بقية الجهات التي لها علاقة برياضتنا، فالرابطة بقيادة نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد النويصر والمدير التنفيذي ياسر المسحل وبقية العاملين، تستحق أن تكون نموذجا يحتذى به.