أبعاد الخفجى-محليات:
ماذا يملك الإنسان تجاه القضاء والقدر، سوى التسليم بإرادة الله، والرضا بما قسم، ذلك كان شعور واحساس كل مواطن سعودي حينما شاهد سقوط إحدى الرافعات المستخدمة في مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي الشريف، والذي أدى إلى وقوع وفيات وإصابات لمن كتب الله لهم أن يكونوا في ذلك الوقت في بيت الله الشريف.
عاصفة.. وتعامل فوري
الجميع صدم وفُجع بما أدى إليه ذلك الحادث الذي وقع وقت هبوب عاصفة قوية وصلت سرعتها إلى 70كلم/ ساعة في مكة المكرمة، وقد هرعت إلى المكان كل الأجهزة المختصة وتم التعامل مع الحادث فور وقوعه، كما تابعت القيادة الحادث منذ لحظاته الأولى، حين تواجد سمو مستشار خادم الحرمين وأمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ميدانياً وزار المصابين ووجه بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.
وكان أيضاً سمو ولي العهد على رأس المتابعين لهذا الحادث الأليم، كل هذا لم يكن كافياً، نظراً لحجم ومكانة خدمة ضيوف الرحمن وقبل ذلك خدمة الحرمين الشريفين، إذ قام الملك سلمان – حفظه الله – أول من أمس بالتوجه إلى المسجد الحرام يرافقه سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وسمو أمير مكة المكرمة وجمع من المسؤولين حيث تفقد – حفظه الله – آثار الحادث وشاهد الرافعة ومكان سقوطها، وأكد – أيده الله – أن «زيارتي اليوم لتفقد ما حدث وكيف نعيد التأهيل مرة أخرى ونحقق في الأسباب وبعدها سنعلن النتائج للمواطنين».
الدولة في خدمة الحرمين
وكعادته من موقع القيادة والمسؤولية الجسيمة التي يحملها – حفظه الله – لخدمة بيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم أعرب خادم الحرمين عن العزاء لذوي الشهداء سائلاً الله لهم المغفرة والرحمة وللمصابين الشفاء العاجل، كما قام أيضاً بزيارة المصابين في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة واطمأن بنفسه على حالة المصابين ووجه بتقديم كافة خدمات الرعاية والاهتمام لهم.
وهذا بالطبع ليس بالأمر الغريب أو غير المعتاد، فالمملكة بقيادتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وهي تولي عناية واهتماما كبيرين بالحرمين الشريفين وهو ما أعاد التأكيد عليه الملك سلمان حينما قال: «إن هذه الدولة في خدمة البيتين الحرمين الشريفين ويشرف ملكها انه خادم الحرمين الشريفين، و هذا منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى اليوم، والحمد لله مكة تهمنا قبل أي مكان في الدنيا، هي والمدينة المنورة».
لا يهمنا رأي حاقد
لقد كان الجميع أمس الأول يتابعون تفاصيل هذه الزيارة التفقدية التي قام بها الملك – حفظه الله – وكلهم مغتبطون بما رأوه من اهتمام وشعور بالمسؤولية تجاه خدمة ضيوف الرحمن والاطمئنان والحرص على سلامتهم وراحتهم، وتوفير كل سبل الرعاية لهم وهو ما يشهد به العالم كله ويلمسه كل مسلم وطئت أقدامه الأراضي المقدسة حاجاً أو معتمراً تحفه اليد الحانية وتقدم له كل خدمة بيسر وسهولة. ونحن في المملكة لا يهمنا رأي حاقد ولا كلام مغرض لأننا نعلم ان خدمة بيت الله وحجاجه وزواره شرف منّ الله به علينا واختص هذه الدولة – حفظها الله – باحتضان الحرمين الشريفين وكانت قيادتها منذ عهد الملك المؤسس وشعبها أهلاً لذلك الشرف والمسؤولية.
نظرة اطمئنان
لقد نظرنا بكل اطمئنان إلى تأكيد الملك سلمان بأنه «سيتم التحقيق في أسباب سقوط الرافعة وستعلن النتائج للمواطنين» لأننا ندرك ان الشعور بالمسؤولية وعظم الأمانة يحتمان ان تكون كل الجهود مخلصة قبل كل شيء لوجه الله سبحانه وتعالى، وهنا لا مجال لإخفاء حقائق أو طمس أدلة، فكل ما يتم التوصل إليه سيعلن إن كان نتيجة ظرف مناخي طبيعي قاد لتلك الحادثة أو تقصير قد يكون ظهر اثناء سير الوقائع.
قبلة شكر
لقد كانت مشاعر المصابين واضحة وتحمل عنوان امتنان وشكر على ما لمسوه من اهتمام ورعاية منذ اللحظة الأولى للحادث، ويقينهم أنهم بين أهلهم الذين لا يكلون ولا يملون من تقديم الغالي والنفيس لحجاج بيت الله والمعتمرين، فالجميع شاهد أحد المصابين وهو يطبع قبلة على يد الملك سلمان تحمل عنوانا لا يخفى على العين وهو «التقدير والامتنان والشكر»، لما قدمته وتقدمه الدولة بقيادتها وشعبها.
كما شاهدنا أيضاً مشاعر سرور بالزيارة الملكية على كل وجوه المصابين الذين كانوا من جنسيات إيرانية وتركية وأفغانية ومصرية وباكستانية، وبرغم اختلاف ألسنتهم ولغاتهم إلا أن المشاعر التقت في عنوان واحد حمل الشكر والامتنان.
مواسم الحج.. النجاح يتواصل
إننا ونحن مقبلون على موسم الحج على قناعة ويقين أن الأمور تسير وفق خطط مدروسة من مختلف القطاعات ذات العلاقة إن كانت أمنية أو خدمية أو صحية وخلافها وعلى هرم تلك الخطط يتم الاشراف والمتابعة من قبل القيادة العليا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وسمو أمير مكة المكرمة وهم الذين يسهرون على راحة الحجاج ويحرصون على سلامتهم وأمنهم وصحتهم حتى يعودون إلى بلدانهم، ونقول لكل من يحاول أن يرمي حجراً في المياه الراكدة «لن يضرنا كيدك».
حفظ الله بلادنا وقادتنا وحجاج بيت الله الحرام..