أبعاد الخفجى-اقتصاد:
طالب مختص في مجال السلامة بإنشاء هيئتين متخصصتين، الأولى تختص بالإشراف على مشاريع الدولة، وأخرى تعنى بالإشراف على السلامة في المشاريع العملاقة والتأكد من تطبيق معايير السلامة وبالإضافة إلى المعايير الفنية الأخرى.
وقال م. ممدوح الشمري المتخصص في مجال السلامة، إن تطبيق معايير السلامة يعد من أهم الخطوات التي يجب أن تتخذ في أي مشروع، وكل مازاد عدد العاملين، وكبر حجم المشروع كل ما زادت نسبة المعايير الخاصة بالسلامة التي يجب أن تطبق خلال مراحل المشروع وقبل البدء فعليا في المشروع.
ولفت الشمري أن بعض الشركات والمؤسسات التي تعمل في مجال المقاولات، لا تولي جانب السلامة الاهتمام الكافي فمعايير السلامة لديهم غطاء الرأس والحذاء والنظارات الخاصة بسلامة العامل بينما سلامة بيئة العمل تغفل ونسبة من مؤسسات المقاولات في المملكة تتجاوز 50% لا تطبق معايير السلامة في المشاريع التي تقوم عليها.
وأضاف الشمري بلا شك أن استخدام أدوات السلامة للأفراد أمر مهم، وهناك أولويات يجب أن تطبق في بيئة العمل، ومنها التأكد من سلامة محيط العمل بالكامل، والتأكد من سلامة المعدات المستخدمة رافعات أدوات القطع الأجهزة الكهربائية وغيرها من المعدات والآلات التي تسخدم، فسلامة هذه المعدات تأتي في الأوليات قبل تطبيق معايير السلامة الأخرى فضررها المباشر سيكون على الافراد العاملين في المشروع، ويمكن التأكد من سلامة المعدات والألات بعمل الفحص الدوري عليها قبل الأستخدام والتوقيع على ذلك من قبل المختصين بسلامة المعدة أو الآلة واعتماد مباشر من قبل مدير المشروع وتقع المسؤولية على الشخص الذي يقوم بفحص المعدة.
وعن مسؤوليات مدراء المشاريع قال م. ممدوح: مدراء المشاريع تقع عليهم مسؤوليات كبيرة جدا في جانب السلامة، فمدير المشروع يحب عليه الإشراف بشكل مباشر على عمليات وتطبيق معايير السلامة في المشروع الذي يديرة ويضع قوانين صارمة على الجميع يتم العمل بموجبها وتطبيق معايير السلامة في المشروع.
وعن ما حدث في الحرم المكي قال الشمري، ما وقع خطأ بشري يتحمله بالدرجة الأولى مدير المشروع والأشخاص المعنيون بسلامة الرافعات، فلجان التحقيق يتبلور عملها التحقيقي في الخطوة الأولى بالسؤال عن كشف الفحص الدوري للرافعة بالإضافة إلى تقرير تحليل المخاطر في موقع الرافعة هل ضمن فيه جميع المخاطر في مكان الرافعة، والسيناروهات المحتملة في حال حصل حادث لا قدر الله، ومنها بلا شك في حالة سقوط الرافعة لأي سبب كان كيف سيكون الأثر المترتب على ذلك، جهة السقوط، والأحمال التي وضعت على الرافعة وتحمل الاثقال التي سوف تحملها الرافعة، واسئلة كثيرة يجب ان يتضمنها تقرير تحليل المخاطر لأي منطقة عمل وكذلك المعدات الكبيرة كالرافعات العملاقة.
وأكد الشمري أن القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله في حق شركة بن لادن يحمل في طياته رسائل كثيرة جدا وفي جميع الاتجاهات ورسالة لكل مقاول مهما كانت مكانته ومهما كانت حجم المشاريع التي ينفذها، فسلامة الانسان هي الأهم من أي اعتبارات أخرى.
وطالب الشمري باستحداث هيئة مستقلة للمشاريع وأخرى خاصة بالسلامة مهمتها مراقبة جميع مشاريع الحكومة والتأكد من تطبيق جميع المعايير سواء معايير السلامة، والمعايير الفنية الأخرى ويتم استقطاب الأكفأ لإدارة هذ الهيئة، وأن تشمل مهام هذه الهيئة جميع المشاريع سواء البلدية الطرق القطارات ويستورد لها كفاءات أجنبية كل حسب تخصصه مع الأعتماد على تأهيل مهندسين سعوديين ليتمكنوا من إدارة أعمال الهيئة في المستقبل. واستشهد م. الشمري بقرار خادم الحرمين بإسناد مهمة الإشراف على مدينة جازان ورأس الخير للهيئة الملكية للجبيل وينبع، وكذلك إنشاء الملاعب الرياضية العملاقة لأرامكو السعودية؛ هاتان الجهتان لديهما نظام محكم يطبق أفضل المعايير العالمية في مجال السلامة.