أبعاد الخفجى-اقتصاد:
اعلن مركز إكسبك للبحوث المتقدمة في أرامكو السعودية أن مخلفات أشجار النخيل واسعة الانتشار في المملكة، تُسهم في التوصل إلى أحد الحلول العملية لمواجهة بعض التحديات الفنية في مجال التنقيب والإنتاج.
واوضح ان الفريق المسؤول عن سوائل الحفر وبتكليف من فريق تقنيات الحفر في مركز إكسبك للبحوث المتقدمة ابتكر طريقة فاعلة وصديقة للبيئة واستعان بها لدراسة مكونات المخلفات الناتجة عن النخيل المحلي وتوصل من خلالها إلى أن لهذه المكونات فاعلية كبيرة في سد مسامية التكوينات الصخرية الموجودة في آبار النفط والغاز، إذ تستطيع منع التسرب وتقليل الفاقد الشديد من الطين خلال أعمال الحفر، مما دفع الباحثين من الدوائر العاملة في منطقة الأحساء لاستخدام المواد الناتجة من مخلفات النخيل في تقليل الفاقد في السوائل خلال أعمال الحفر.
وقال نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الشمالية، ناصر النعيمي: «إن سوائل الحفر تؤدي دورًا مهمًا أثناء حفر الآبار في رفع المخلفات الصخرية إلى السطح إلى جانب تسهيل مهمات الحفر الأخرى، وتشهد غالبًا التكوينات الصخرية المسامية والمفتتة فقدًا كبيرًا في الطين، مسببة قدرًا من ضعف التماسك في فتحة البئر وفقدًا لطين الحفر باهظ التكلفة، ولتجنب ذلك، تُضاف المواد المُعالِجة لفقدان طين الحفر إلى السوائل لسد هذه المناطق المسامية واستعادة الدورة الكاملة لطين الحفر».
وكجزء من جهود فريق العمل للتأكيد على الجدوى الاقتصادية والتشغيلية لهذا الابتكار، ومدى توافر هذه المخلفات في مختلف مناطق المملكة، توجه الفريق إلى زيارة مركز بحوث النخيل والتمور ومعمل تصنيع الألياف من النخيل بالأحساء. ووفقًا لمركز البحوث والتطوير في الأحساء، يتوفر ما بين 120 ألفًا إلى 135 ألف طنٍ من نوى التمور كل عام من مصادر مختلفة مثل مصانع البسكويت، ومعامل معالجة التمور وغيرها.
ويقول مستشار هندسة البترول في فريق تقنية الحفر التابع لمركز إكسبك للبحوث المتقدمة ومدير المشاريع، محمد أمان الله: «تتوفر بانتظام في المملكة كميات كبيرة من مخلفات النخيل التي تستخدم كمواد خام في عديد من التطبيقات، ونرى أن أكثر من نصف مليون طنٍ من المواد الليفية المستخدمة في تقليل فقدان سوائل الحفر يمكن إنتاجها عن طريق تشذيب مخلفات النخيل المتهالكة والتالفة وغير المثمرة».
فوائد مخلفات النخيل
جدير بالذكر أن نوى النخيل وأوراقه وسيقانه وغيرها يمكن استخدامها في تصنيع موادٍ دقيقةٍ لاستخدامها في تقليل فقدان سوائل الحفر، والتي اصطُلِحَ على تسمية هذه التقنية التي ابتكرها الباحثون في أرامكو السعودية (ARC Plug) باللغة الإنجليزية، وتعني تقنية مركز البحوث المتقدمة لسد المناطق المسامية المتسببة في فقدان سوائل الحفر. وتوضح النتائج التجريبية أن المواد الليفية المصنَّعة من مخلفات النخيل والمستخدَمة في تقليل فقدان سوائل الحفر تحقق أداءً مماثلًا وربما أداءً أفضل من المواد التقليدية الأخرى فيما يتعلق بفاعليتها في سد وإغلاق المناطق المسامية ذات الفتحات الدقيقة المسرِّبة لسوائل الحفر. ومن ثَمّ، فإن لهذه المواد العضوية الحيوية غير السامة القابلة للتحلل عضويًا والمصنَّعة محليًا فاعلية مشابهة للمواد الحبيبية والليفية المستوردة من خارج المملكة. وأظهرت هذه المواد المصنعة من مخلفات النخيل فاعليتها في منع التسرب وتقليل الفاقد المتوسط إلى الشديد في دورة سوائل الحفر.
وأكد مدير مركز إكسبك للبحوث المتقدمة بالوكالة علي عبدالله المشاري، قائلًا: «من المتوقع أن يؤدي تصنيع المواد المسؤولة عن تقليل فقدان سوائل الحفر محليًا إلى خفض تكلفة استيراد هذه المواد من الخارج بشكل كبير، ومن شأنها أيضًا إضافة شريان اقتصادي جديد يتمثل في إعادة تدوير مخلفات النخيل وتطوير الصناعات الوطنية».
الجدير بالذكر أن مركز إكسبك للبحوث المتقدمة قد حصل على حقوق الملكية الفكرية لهذا الابتكار، ولا يزال المركز في طور المرحلة الأخيرة لاختبار هذا المنتج الجديد المتمثل في إيجاد مواد فاعلة لتقليل فقدان سوائل الحفر خلال التجارب الحقلية المقرر إجراؤها خلال الربع الأول من عام 2016م، كما يدرس مهندسو الحفر في مركز إكسبك للبحوث المتقدمة أنواعًا مختلفة من المواد المقشرة والليفية المستخدمة في تقليل الفاقد في سوائل الحفر لاستخدامها في حقول النفط والغاز.