أبعاد الخفجى-محليات:
حذر د. علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في خطبة الجمعة أمس الجهات المغرضة من الكذب والافتراء والخوض في حادثة التدافع بمنى والتربص بعباد الله، مشددا على أن أمرهم بات مكشوفا فقد وقعوا في هاوية الهوان والاحتقار، كما حذر صنفا آخر من الحديث بغير علم للتسلية واللهو، مؤكدا أن القسم المثاب والمأجور هم من عملوا بالأسباب التي شرعها الله وأباحها للوقاية من المصيبة فغلب القدر والله يفعل ما يشاء له الحكمة البالغة وله الحجة على خلقه أجمعين.
وقال الحذيفي: الناس في الحكم على الحوادث والوقائع والكوارث أقسام، فقسم يقول فيها بغير علم، ويخوض فيها بالإشاعات التي لا صحة لها ويتفكه بها في المجالس ويبدئ فيها ويعيد يريد التسلية واللهو وقد نهى الله عز وجل عن هذا المسلك قال تعالى: “ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”، وقسم يخوض فيها بالنوايا السيئة والمقاصد الدنيئة، ويلبس الحقائق بزخرف باطل من القول يصل لما يريده بزعمه من اتهام الأبرياء ومحو حسناتهم ويجتهد ليجعل الحسنات سيئات وليجعل الخير شرا والعافية بلاء لا يعرف هذا الصنف عدلا ولا إنصافا ولا حياء، قد ألف الكذب والافتراء ولا يأنف هذا الصنف من انكشاف كذبه ووقوعه في هاوية الهوان والاحتقار، يتربص بعباد الله الدوائر وبين الله لنا صفاتهم لنحذرهم قال تعالى: “إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون”، وقسم عملوا بالأسباب التي شرعها الله وأباحها للوقاية من المصيبة فغلب القدر والله يفعل ما يشاء له الحكمة البالغة وله الحجة على خلقه أجمعين وهو ذو الرحمة الواسعة ويحكم ولا معقب لحكمه، غلب القدر فسلموا وسلم هذا الصنف لله وقدره ودفعوا الأسباب بالله ثم بالأسباب المشروعة المباحة فهم مثابون للتسليم بالقدر، وهؤلاء أهل العقول والرشد والفطنة.
وأضاف: مع نهاية حج هذا العام نحمد الله ونشكره على قيام ركن الحج ودوامه، وقد شاهد العالم ما تقوم به هذه الدولة الرشيدة من رعاية لحجاج بيت الله الحرام وخدمات جليلة في جميع المجالات لضيوف الرحمن وحشد لجميع القوى لتسهيل أمور الحج وقيادة حكيمة لكل حالة في المناسك، ومن أنكر ذلك فهو كمنكر الشمس المتهم بعقله والأمر لله تعالى يفعل ما يشاء.