أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال المستشار الاقتصادي د. محمود مناع عبدالرحمن إنه بالرغم من الدعم المالي الذي تقدمه المملكة للمواطنين الباحثين عن عمل، إلا أن الآثار السلبية للبطالة لا تقتصر فقط على الجانب المادي، فبجانب أهمية هذا الجانب إلا أنه ليس المؤثر السلبي الوحيد، مبيناً أنه يترتب على البطالة أعباء نفسية واجتماعية تتعلق بالرغبة في الإحساس الشخصي بالوجود وتكوين الذات والاعتماد عليها وبناء أسرة داخل المجتمع، خاصة أن أغلب المتعطلين هم ضمن الفئات العمرية من 20 إلى 34 عاماً، ويبلغ عددهم نحو 593 ألف متعطل بنسبة 91% من إجمالي المواطنين المتعطلين، أي أن فئة الشباب هي الأكثر تضرراً من البطالة، وهو ما يتطلب الإسراع في تشغيل هذه الفئة للاستفادة مما تمتلكه من طاقة هائلة، وتجنب الآثار الاجتماعية السلبية المترتبة على البطالة في مثل هذه المراحل العمرية.
وأضاف أن أعداد المتعطلين من المواطنين الذكور تقدر ب259 ألف و392.4 ألف من الإناث، بما يشير إلى ارتفاع عدد المتعطلين من الإناث، موضحاً أنه تظهر مشكلة ارتفاع البطالة بين الإناث كنسبة مئوية مقارنة بالذكور، حيث تبلغ قوة العمل من المواطنين الذكور 4.4 مليون عامل ومن الإناث نحو 1.2 مليون عاملة، أي أن معدل البطالة بين المواطنين يبلغ 5.9% وبين المواطنات نحو 32.7%، بما يعني أن 33 مواطنة من كل مئة تعاني من البطالة بينما يواجه 6 مواطنين من كل 100 مواطن مشكلة البطالة.
وأوضح أنه على مستوى النوع تظهر أكثر بين الإناث وتعد طبيعية اقتصادياً بين الذكور، فمعدل البطالة 5% فأقل لا ينظر إليه كمشكلة على المستوى الاقتصادي، فالمعدلات المنخفضة ينظر اليها كبطالة احتكاكية سيقوم السوق باستعابها وأنها موجودة بشكل موقت، كما أنه لاعتبارات إعالة الأسرة وتكوين بيت الزوجية التي يتحملها الذكور، فإن مشكلة البطالة مجتمعياً بين الإناث تكون أقل سلبية مقارنة بالذكور، مشيراً إلى أن تتزايد مشكلة البطالة بين اثنين من الفئات التعليمية هما حملة الثانوية وما يعادلها وحملة البكالوريوس والليسانس، فنحو 33.4% و50.1% من المواطنين المتعطلين حالياً ينتمون إلى هاتين الفئتين على التوالي، فمن إجمالي المواطنين المتعطلين البالغ عددهم 651.4 ألف، يصل عدد حملة الثانوية العامة وما يعادلها نحو 217.7 ألف متعطل، وحملة البكالوريوس والليسانس نحو 326.45 ألف، يليهم حملة الدبلومات دون الجامعية وخريجو المدارس المتوسطة، حيث بلغ عدد المتعطلين في الفئتين نحو 53.26 ألف و30.75 ألف على التوالي، أما الفئات الأخرى فلا تمثل سوى نسبة ضئيلة من عدد المواطنين المتعطلين، حيث تصل نسبتهم 0.05% و0.39% و2.3% و4.7% لكل من الأميين ومن يقرأ ويكتب والحاصلين على الشهادة الابتدائية والمتوسطة على التوالي.
وبيّن أنه وبالنظر داخل كل فئة تعليمية، نجد أيضاً أن حملة البكالوريوس هم أعلى الفئات التي تعاني من البطالة، حيث تبلغ نسبة المتعطلين من هذه الفئة 18% إلى إجمالي قوة العمل في المملكة من حملة البكالوريوس والليسانس، يلها فئتا الثانوية العامة وما يعادلها والدبلوم دون الجامعة بنسبة 10.8 و10% على التوالي، بينما تبلغ النسب في الفئات الأخرى 6.6% و5% و4.3% و2% و0.65% لفئات الدبلوم العالي والمتوسطة والابتدائية ومن يقرأ ويكتب والأميين على التوالي، لافتا إلى أنه وبالنظر إلى الفئات التعليمية الأقل من الثانوية العامة وما يعادلها نجد أنها لا تمثل عبئاً اقتصاديا فعلياً نظراً لانخفاض أعدادهم التي يمكن تصنيفها كبطالة احتكاكية.