الكل لاحظ ويلاحظ كيف تحولت ساحات الاعدام الى ساحات بيع وشراء في دم المحكوم عليه وكيف اصبح لها سوق مزدهر وان كان مستتر يديره سماسرة الدم الذين جعلوا من مصيبة قوم فوائد لهم.
العفو من مكارم الأخلاق وشيم الرجال ، وهذا ماشتهرت به الجزيرة العربية وأهلها على مدى العصور، لكن حينما يكون العفو ، مقابل ثلاثين مليون ريال ، فهذا ليس عفوا، بل ضيم على ضيم وهم على هم وقهر على قهر واستغلال لظروف والد مكلوم وام يفوح صدرها نارا على ضناها يتشبثون في نجاة ابنهم بأية وسيلة.
والغريب أنه في كل حالة تقام الحفلات والولائم على شرف هذا المستغل الذي باع دمه واتخذ من العفو وسيلة الى المال، ويدعى الشعراء لمدحه وتمجيدة وكأنه عفا واصلح مع انه باع وذبح.
في رأيي هذا تمجيد لمن لا يستحقه وتأسيس لثقافة جديدة في المجتمع لبيع دم الميت وسلخ للمجتمع من عاداته وتقاليده التي طالما افتخر بها من كرم وشهامة ورجولة ونخوة وعفو ، وجعله رهينة للمادة وتابع لمن يدفع أكثر، كما ان ذلك ساهم في انتشار الجريمة وأضعف العقوبة الرادعة وجعل المجرمين يستهينون بدماء الناس لأنهم امنوا العقوبة بدفع المال.
والحقيقة ان المحاكم ساهمت في انتشار هذه الثقافة بقبولها والموافقة عليها ، فالمعروف ان من قبل الدية يلزم بالعفو بمقدار الدية المقدرة فقط ولا يحق له طلب اكثر منها.
حينما يتدخل المال وتضعف النفوس التي هي اصلا ضعيفة وان تظاهرت بالقوة والرجولة وتتغير المواقف من مواقف مشرفة الى سلعة تشترى بالمال ، هنا نفتقد الرجال.
فارس بلا جواد
التعليقات 18
18 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
11/01/2015 في 11:44 ص[3] رابط التعليق
موضوع جيد ولكن لم يعطيه كاتبه حقه من الدراسه شكرا للفكر وتمنياتنا بالتوفيق في المواضيع الاخرى
زائر
11/01/2015 في 1:33 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع
زائر
11/01/2015 في 11:59 ص[3] رابط التعليق
صاحب المال هو سيد قومه وحتى وان كان من ارذل الناس زد على ذالك غسيل الاموال
بارك الله فيك ابا طلال دائما تطل علينا بمقال في الصميم ويحكي حالنا الذي نعيشه الان
تقبل تحياتي …
غرم الله
11/01/2015 في 12:00 م[3] رابط التعليق
صاحب المال هو سيد قومه وحتى وان كان من ارذل الناس زد على ذالك غسيل الاموال
بارك الله فيك ابا طلال دائما تطل علينا بمقال في الصميم ويحكي حالنا الذي نعيشه الان
تقبل تحياتي …
الرتاج السهلي
11/01/2015 في 12:15 م[3] رابط التعليق
موضوع فعلاً أصبح يستشري في مجتمعاتنا، وللأسف القليل من يمتلك الجرأة في طرح مثل هذه المواضيع ونقدها.
بوركت أ. سعود، وبورك قلمك الذي لامس جزءاً كبيراً من الحقيقة، والذي أراه أن المساحة لم تسعفك في التعمق أكثر بهذا الموضوع. وبإذن الله نرى مواضيع قادمة بقوة هذا الطرح وأكثر.
الاسم (اختيارى)
11/01/2015 في 12:19 م[3] رابط التعليق
كلام كرر كثير ولاشي جديد يابوطلال ✋
ابو زايد
11/01/2015 في 2:42 م[3] رابط التعليق
احسنت وجزاك الله كل خير على هذا المقال الذي انصح الكل قراءته .
زائر
11/01/2015 في 6:39 م[3] رابط التعليق
نعم ابو طلال صار اللي يطلب اكثر هذا كريم وشهم ووتنازل لله .وهو طالب 30 مليون وين العفو لوجه لله
زائر
11/01/2015 في 6:52 م[3] رابط التعليق
كاتب المقال يلوم القضاء والقضاء بريء من بيع التنازل عن الحق في القصاص فدوره فقط يوثق ما اتفق عليه المتخاصمين ولا يملك ان يفرض الدية التي لم يحددها الشرع بحد أدنى وحد اعلى واجتهد ولي الامر في تحديدها
فارس بلا جواد
11/02/2015 في 8:28 ص[3] رابط التعليق
الدية قدرت في الاسلام
دية الرجل مائة ناقة، والمرأة خمسين، النصف، والطفل مثل غيره، إن كان رجل فمائة وإن كان امرأة فخمسين، فالطفل مثل الكبير،.
و المائة ناقة على أنواع فيها بنت المخاض وبنت اللبون والحقة تختلف حسب العمد وحسب الخطأ أيضاً، فالحاصل أنها قدرت ب 100 ألف ريال للذكر في بداية الأمر ونصفها للانثى ، وقد ارتفع هذا المبلغ على مدى 40 سنة ليصل الى 400 ألف ريال للذكر للعمد و شبه العمد و 300 ألف ريال للخطأ والنصف للانثى وقد تتغير هذه القيمة في المستقبل نزولا او طلوعا حسب قيمة الابل.
زائر
11/01/2015 في 11:03 م[3] رابط التعليق
التعليق
Naif jihad
11/01/2015 في 11:04 م[3] رابط التعليق
Blood money
اي عفو اي تزييف ،،، هذا عمل يكسب اثم ويساهم في عودة القاتل للقتل ولو بعد حين وكثير من الامثله حدثت وحتى نوقشت بالاعمال الفنيه الهادفه بناء على وقائع حقيقية تم العفو مقابل المال ،،، العفو الحقيقي اجره على الله ،،،
ام تركي ،،
11/01/2015 في 11:06 م[3] رابط التعليق
مقال رائع ملامس للواقع
ام تركي ،،
11/01/2015 في 11:10 م[3] رابط التعليق
مقال رائع من شخص اروع
فارس بلا جواد
11/08/2015 في 9:02 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير
زائر
11/02/2015 في 1:27 ص[3] رابط التعليق
مقال رايع والاحسن تنفبذ حكم الله وحكم المصطفي
سلمان مطيلق
11/02/2015 في 11:20 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير الحزاء اباء طلال .من وجهة نظري ان ثقافة المجتمع هي من ساهمت في انتشار هاذة الضاهرة
فارس بلا جواد
11/08/2015 في 9:04 ص[3] رابط التعليق
اشكركم جميعا على مروركم العطر واتقبل نقدكم بصدر رحب.