أبعاد الخفجى-محليات:
أوصى الملتقى الشرعي الاول للاشخاص ذوي الاعاقة الذي اختتمت فعالياته اول امس بحضور صاحب السمو الامير محمد بن سلمان بن محمد ال سعود رئيس مؤسسة (أمل الخيرية) بأن ينبثق عن هذا الملتقى فعاليات سنوية بمثابة ترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية المتعلقة بذوي الإعاقة.
كما أوصى الملتقى تقديم الخدمات والبرامج بطريقة احترافية، تبعد الإحساس بالضعف مراعاة لمشاعرهم، وتطوير أساليب ووسائل تقديم الرعاية لهم، ووضع خطة ثقافية وإعلامية لترسيخ المفاهيم الشرعية المتعلقة بذوي الإعاقة، وحث وسائل الإعلام على التذكير بحقوق ذوي الإعاقة وأسرهم، وإبراز التقدير الشرعي والمجتمعي لهم، وكذلك حث القطاع الخاص والمؤسسات المالية على المشاركة في الملتقيات القادمة التي تنوي المؤسسة إقامتها.
وقد بلغت المشاركات العلمية التي على اثرها جاءت هذه التوصيات 17 بحثاً علمياً، مثلت محاور الملتقى الشرعي الأول للأشخاص ذوي الإعاقة، ونوقشت في سبع جلسات اقيمت ما بين مركز الملك فهد الثقافي وكلية التربية بجامعة الملك سعود على مدى يومين، تداول فيها المشاركون والحاضرون الموضوعات المعروضة، في ضوء محاور الملتقى وأهدافه.
ذوو الإعاقة في القرآن والسنة
وكانت اولى هذه الجلسات برئاسة صاحب السمو الأمير أ. د. سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، وتمحورت حول “ذوو الإعاقة في الشريعة الإسلامية”، وأوضح د. محمد العمر في ورقته التي قدمها بعنوان “دراسة موضوعية لذوي الإعاقة في القرآن الكريم” أن اهتمام القرآن الكريم بموضوع الإعاقة يظهر مدى عناية الشريعة الإسلامية بهذه الفئة ويبين صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، مضيفاً أن أنواع الإعاقة في القرآن الكريم شملت الأنواع الحسية والمعنوية، مبيناً حقوق ذوي الإعاقة في القرآن الكريم.
وأشار د. أحمد الباتلي في ورقة علمية بعنوان “ذوو الإعاقة في السنة النبوية” إلى اهتمام السنة النبوية بموضوع الإعاقة، لافتاً إلى أن الهدف من البحث هو بيان معاني الإعاقة وأنواع الإعاقة الواردة في السنة النبوية، فيما بينت د. مها العتيبي بورقتها “دراسة مقارنة لتكريم اﻹسلام لذوي الإعاقة” أن نظرة الإسلام لهم ومظاهر اهتمامه بهم تعد نظرة شاملة، مؤكدة على أن الاهتمام العالمي بذوي الإعاقة متأخر جداً عما شرعه الإسلام، مضيفة أن البحث يهدف إلى إبراز بعض النماذج المشرقة عبر التاريخ الإسلامي في هذا الجانب.
أحكام الصلاة لذوي الإعاقة
وترأس إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ د. صالح بن محمد بن طالب الجلسة الثانية والتي حملت عنوان: “أحكام الطهارة والصلاة لذوي الإعاقة”، وتناول د. عبدالمجيد المطلق في بحثه قضية من قضايا الفقه في باب الطهارة التي تتعلق بأحكام طهارة ووضوء المعاق، حيث قام بدراسة تلك الأحكام دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الأربعة بهدف جمع المسائل الفقهية المتعلقة بطهارة ووضوء المعاق، ودراستها دراسة فقهية مقارنة، وبيان حكمها، وإظهار مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بهذه الفئة، كما بيّن يسر الشريعة في رفع الحرج عن المضطر، وعناية الشريعة بالمعاقين، وضابط المشقة المعتبرة المسقطة للفرض، أو الرافعة للمشقة.
وتطرق أ. د. علي العميريني في بحثه “أحكام الصلاة لذوي الإعاقة” إلى المسائل الفقهية في باب الصلاة التي تتعلق بفئة المعاقين من الصم والبكم والعمى، وذوي الإعاقة الحركية والإعاقة الذهنية والنفسية من حيث بيان أحكام طهارة المعاق، وصلاة من به إعاقة سمعية، وحكم قراءته في الصلاة، وإمامته، وكذلك الأحكام المتعلقة بصلاة من به اضطرابات في الكلام واللغة، وحكم صلاة الأبكم، وإمامته والاقتداء به في الصلاة، وحضوره الجمعة والجماعة، وحكم صلاة الأعمى، من حيث قيامه بالأذان وحضوره الجمعة والجماعة ووجوب صلاة الجمعة والجماعة عليه، وإمامته.
وذكر د. العميريني في بحثه حكم صلاة المعاق حركياً، في حالة عجزه عن القيام للصلاة المكتوبة، ومع قدرته على القعود، وحكم ركوعه وسجوده فيما إذا عجز عن ذلك، وبيان هيئته في الصلاة في حالة عجزه عن القيام بجميع حركاتها، قبل أن يختتم حديثه عن أحكام صلاة المعاق نفسياً، من الإعاقة بالجنون، والعته والخرف والفصام ونحو ذلك، مشيراً أن الفقهاء قرروا من حيث المبدأ، أن ذوي الإعاقة الذهنية غير مكلفين بالفروض التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كل مسلم، ومثل بذلك حكم الوسوسة والهواجس في الصلاة، وأحكام صلاة المريض بالفصام.
الأحكام الفقهية والمالية
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها قاضي الاستئناف الشيخ د. صالح بن إبراهيم آل الشيخ، شارك أ. د. علي القصيِّر بورقة عمل بعنوان “الأحكام الفقهية المتعلقة بصفة الصلاة على الكرسي”، وبين فيها الأحكام الفقهية المتعلقة بصفة الصلاة على الكراسي التي تكون داخل المساجد سواء كانت صلاة فريضة أو نافلة، وكيفية مصافتها مع المأمومين وتناول تعريف الصلاة عند الفقهاء، ثم الاستدلال على فرضيتها من الكتاب والسنة والإجماع، وضابط المرض الذي يجوز معه الصلاة قاعداً.
وتناول د. عمر بن شريف السلمي خلال ورقة عمل بعنوان “أحكام صوم وحج المعاق في الفقه الإسلامي” المقارنة بين المذاهب الأربعة، وذلك بهدف جمع المسائل الفقهية المتعلقة بصوم وحج المعاق في الفقه الإسلامي، ودراسة تلك المسائل دراسة فقهية مقارنة، وبيان حكمها.
وفي ختام الجلسة تطرق أ. د. عبدالله السعيدي خلال ورقة عمل بعنوان “الأحكام المالية لذوي الإعاقة” إلى المعاملات المالية التي تتعلق بالأحكام المالية لذوي الإعاقة، من حيث المقارنة الفقهية بين المذاهب وتحدث في المبحث الأول عن الأحكام المالية المتعلقة بالأعمى، أما المبحث الثاني فقد كان الحديث فيه عن الأحكام المالية المتعلقة بالأخرس والأصم، وجاء المبحث الثالث عن الأحكام المالية المتعلقة بالسفيه.
الحقوق العامة والتأهيل النفسي
وترأس الجلسة الرابعة عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود د. يوسف الشميمري والتي تمحورت حول “الحقوق العامة لذوي الإعاقة”، حيث أكد فيها عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الخثلان أن على العبد استشعار مدى نعمة الله عليه، معرجاً على تعريف الإعاقة في الفقه الإسلامي ونظرة الشريعة الإسلامية لذوي الإعاقة، مؤكداً أن الشريعة وضعت أسسا راسخة لحماية حقوق كافة فئات وأطياف المجتمع، مشيراً إلى عناية الشريعة بكل ما يهم ذوي الإعاقة من حقوق مالية واجتماعية وقضائية وغيرها.
فيما ترأس وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية أ. د. عبدالعزيز بن عبدالله العثمان جلسة بعنوان: “الأحكام النفسية والاجتماعية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة”، وتحدث فيها د. تركي القريني حول “الأساليب الحديثة في التعامل مع ذوي الإعاقة”، والذي تناول فيه خصائص ذوي الإعاقة الحسية كالسمع أو البصر، أو خصائص ذوي الإعاقة الصحية والتي تتمثل في وجود أمراض مزمنة لبعض أفراد ذوي الإعاقة كالصرع، والربو، وناقش بعض الخصائص العقلية المتمثلة في انخفاض درجة الذكاء، وقصور في الذاكرة، والانتباه، والتمييز، والإدراك، وغيرها من الخصائص العقلية الأخرى، كما تم استعراض المشكلات السلوكية التي يظهرها بعض أفراد ذوي الإعاقة كفرط الحركة وتشتت الانتباه، والسلوكيات العدوانية.
وبيّن د. إبراهيم بن حمد النقيثان في بحثه “التأهل النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة”، أهمية الرعاية والدعم والتأهيل النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تناول في البحث تعريفا بهم وتطور التسمية عبر العصور، والفئات التي يشملها هذا المصطلح، واستعرض مفهوم التأهيل وأنواعه مع عرض سريع للتأهيل الطبي والاجتماعي والتربوي والمهني والمجتمعي والنفسي، وهدف بحث الدكتور سهل العتيبي بعنوان: “أحكام تقبل الإعاقة في الإسلام” إلى بيان ما يجب أن يعتقده المسلم في الإيمان بقضاء الله وقدره فيما يتعلق بالإعاقات والمصائب وتناول الفرق بين التسخط والصبر والرضا والحمد والشكر لله على قدره في مصيبة الإعاقة.
التكليف والأهلية ورعاية الحقوق
وتمحورت الجلسة السادسة حول “الأهلية والترجيح لذوي الإعاقة” وسبل تحقيقها برئاسة عضو مجلس أمناء المؤسسة والأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية أ. د. عبدالله بن دجين السهلي، وقدم د. بندر بن عبدالله العنزي ورقة عمل بعنوان “التكليف والأهلية لذوي الإعاقة”، وتحدث فيه عن أنواع الإعاقة، مبيناً تأثير الإعاقة أو عدم تأثيرها على أهلية المعاقين، وأشار إلى شروط التكليف في الإعاقة وأنواع الأهلية والعوارض التي تنافيها
من جهة أخرى، شارك د. عبدالمجيد الدرويش بورقة عمل عن “فقه الموازنات لذوي الإعاقة دراسة تطبيقية في العبادات”، وتطرق الدرويش لتعريف الإعاقة وعناية الإسلام بذوي الإعاقة وركائزه ومكانته والأدلة عليه، إلى جانب ضوابط العمل بفقه الموازنات.
فيما ترأس نائب رئيس جمعية الأطفال المعوقين عضو مجلس الشورى د. عبدالرحمن السويلم الجلسة السابعة بعنوان “الأحكام الشرعية لرعاية ذوي الإعاقة البدنية والأسرية”، وتناول د. نذير محمد أوهاب في بحثه الذي حمل عنوان “حماية المعاق جنيناً وبالغاً دراسة فقهية (تعقيم المعاق نموذجا)”، وقام بدراسة تلك الأحكام دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الأربعة المشهورة، مستعرضاً الأقوال وأدلة الفقهاء فيها ومناقشتها، وحكم تبرع المعاق بأعضائه، والاستفادة من أعضاء الميؤوس من حياتهم.