أبعاد الخفجى-سياسة:
أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز الفلك الدولى (الإماراتى) فى أبوظبى عزمه تنظيم حملة علمية مشتركة غدا الجمعة لرصد دخول جسم من الفضاء الخارجى الى الغلاف الجوى الأرضى. وقال مسئولون فى الوكالة للصحفيين الخميس: “يرجح أن يكون هذا الجسم قطعة من النفايات الفضائية الاصطناعية”، مشيرين إلى أن عملية الرصد ستتم بالتعاون مع علماء من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، ووكالة الفضاء الأوروبية “أيسا”، وعلماء من مراصد عالمية. وأضاف المسئولون “تم اكتشاف هذا الجسم الذى يتراوح قطره ما بين 1 إلى 3 أمتار فى الثالث من أكتوبر الماضى من قبل مرصد “كاتالانيا” التابع لجامعة أريزونا فى الولايات المتحدة ، وسيدخل الغلاف الجوى ويبدأ بالاحتراق فوق المحيط الهندى بالقرب من الساحل الجنوبى لسريلانكا بحدود الساعة 19ر06 بالتوقيت العالمى غدا الجمعة،
و “من المتوقع رؤية احتراقه من على سطح الارض بالعين المجردة، ويرجح أن يبلغ لمعانه لمعان البدر”. وسينطلق فريق الرصد على متن طائرة خاصة من أبوظبى فجر الجمعة متجها إلى الموقع المتوقع أن يظهر فيه الجسم الفضائي، بحيث ستحلق الطائرة على ارتفاع 10كيلو مترات على بعد 200 كيلومترً إلى جنوب من هذا الموقع عندما يكون الجسم على ارتفاع 75 كيلومتراً، وستبقى الطائرة محلقة فى الجو لمدة حوالى نصف ساعة أثناء الوقت المتوقع للظهور، ويكون الفريق خلالها مستعداً لتصوير الحدث باستخدام الأجهزة العلمية المختصة قبل العودة إلى أبوظبي.
وستقوم البعثة العالمية بمراقبة دخول الجسم فى المجال الجوى لكوكب الأرض بهدف دراسته لتطوير وتحسين أدوات التنبؤ بالأجسام التى تدور حول الارض والتى ممكن أن تأخذ مسارا باتجاهها، إضافة إلى مساعدة العلماء على دراسة الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات والنيازك أو الأقمار الاصطناعية وأجزاؤها المتهاوية. وقال الدكتور خليفة الرميثى رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: “تأتى مشاركة الامارات فى هذا النوع من الأحداث العالمية نظراً لارتباطها بقطاع الفضاء، وبما ينسجم مع أهداف الخطة الاستراتيجية للقطاع فى دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز ودعم جهود البحث العلمى فى مجال الفضاء”. وأضاف الرميثي: “إن مشاركة البعثة الإماراتية فى عمليات المراقبة ستبرز مكانتها كجزء فاعل فى منظومة الفضاء العالمية، وستُسهم فى تعزيز الاستكشاف العلمى الذى من شأنه أن يقدم خدماته للإنسانية”.
من جانبه، قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي، المدير العام للوكالة: “ستقدم الدراسات والبيانات حول دخول هذا الجسم الفضائى إلى الغلاف الجوى للأرض معلومات أساسية ستسهم فى تعزيز معرفة العالم فيما يتعلق بتفاعل الأجسام معه، واختبار خطط التنسيق العالمية فى حال ظهور قطع أخرى فى المستقبل”. وقال المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي: المتوقع أن يحترق هذا الجسم بشكل كامل فى الغلاف الجوى دون أضرار، وإن تمكنت بعض من أجزائه من الوصول إلى سطح الأرض فستكون قطعاً صغيرةً وستسقط فى المحيط الهندي، ويمكن رؤية هذا الحدث من تلك المنطقة بالعين المجردة من سطح الأرض.
وتابع: تمثل هذه المهمة تجربة فريدة من نوعها إذ أنها من الفرص النادرة التى يكون العلماء على علم مسبق بموعد ومكان سقوط جسم فضائى بشكل دقيق، مما يتيح الفرصة لدراسة سقوط الجرم ومعرفة تأثير الغلاف الجوى على مساره، وتمثل فرصة مميزة لمقارنة النماذج العلمية التى تبين آلية سقوط الاجسام الفضائية على الأرض ومعرفة دقتها. .