أبعاد الخفجى-رياضة:
ظل الرائد على مدى اعوام طويلة عاشها في دوري المحترفين يسير على وتيرة واحدة تتمثل في تقديم مستويات متدنية ونتائج سلبية مع بداية كل موسم إلى أن يفيق في الرميق الأخير لينقذ نفسه من الهبوط والذي كان يحيط عنقه كل عام في مشهد أقلق عشاق هذا الكيان الكبير وجماهيره الغفيرة والمتعطشة لرؤيته بصورة أجمل وفي وضعية أفضل توازي حجم قيمته وإمكاناته وتاريخه العريق، السيناريو كما هو لا يتغير ولا يتبدل إذ البداية المتواضعة والنتائج السلبية في الأسابيع الأولى من الدوري، وهذا الموسم حملت الجولة الأولى الخسارة من الشباب بنتيجة 3-1 ثم الخسارة من الاتحاد 2-صفر، والهلال بالرياض 1-صفر، في مباراة تعد الأجمل والأفضل من بين مواجهاته هذا الموسم، وبعدها تعادل مع الفتح صفر-صفر ومع القادسية 1-1، وعاد ليخسر أمام الخليج 2-صفر، لينهي الجولات الست الأولى بنقطتين فقط والمرتبة قبل الأخيرة في مكانة لا تتوافق مع إمكاناته ولا تاريخه وجماهيريته العريضة.
إقالة المدرب باكرا
كان الرائد أول فرق الدوري التي استغنت عن مدربيها حين بادرت إدارة النادي بالاستغناء عن الجزائري عبدالقادر عمراني والتعاقد مع المدرب اليوناني ليمونيس في خطوة باكرة للغاية كان الهدف منها إعادة التوازن بعد التعثر الواضح وبعد اكتشاف أخطاء في الإعداد كلفت الفريق فقدان الكثير من النقاط حتى أمام فرق الوسط والتي كان يؤمل عليها وفيها عشاق الرائد لتحقيق نتائج إيجابية تعطيه الراحة والاطمئنان، ولم يشكل وجود المحترفين الأجانب في الرائد أي إضافة فنية تذكر فالتونسي الدولي اسامة الدراجي الذي صاحب التعاقد معه هالة إعلامية كبيرة حضر مصاباً، ولم يشارك حتى انقضاء الجولة السادسة في حين لم يظهر العراقي أمجد راضي والعماني عيد الفارسي والغيني زياتي بالمستويات المطلوبة كما يفعل أقرانهم بالفرق الأخرى، كالخليج والفيصلي والفتح والتعاون ونعتقد بأن الاستغناء عن خدماتهم مسألة وقت فقط والفرصة تبدو متاحة خلال فترة الانتقالات الشتوية شريطة أن يكون الدعم المادي حاضراً وجاهزاً لاستقطاب أسماء أكثر فاعلية وتأثيراً.
ومن الأخطاء الواضحة التي ارتكبها صناع القرار في الرائد استقطاب عدد كبير من اللاعبين المحليين من الأندية الأخرى على سبيل الإعارة والانتقال النهائي، وحين يبلغ عدد اللاعبين المستقطبين 14 لاعباً فهذا يعني تبديل أكثر من نصف الفريق فضلاً عن اللاعبين الأجانب، والعناصر المحلية ممثلة بسلطان اليامي وسلطان البرقان وتميم الدوسري من الشعلة وحسين الشويش من هجر وسلطان السوادي من الأهلي وسلطان الشريف وأحمد الحبيب من نجران وسعود قرن من حطين وعلي خرمي من الباطن وصالح الشهري وماجد عسيري من الأهلي وحمد الحمد وسلطان البيشي من الهلال ونادر المولد من الشباب، ومن الواضح أن هذه الاستقطابات أثرت كثيراً على عدم استقرار الفريق وافتقاده للتجانس وهي المشكلة التي عانى منها الرائد خلال الاعوام الأخيرة، ولم يتفطن لها القائمون عليه، والكل يعلم بأن دخول هذا الكم من الأسماء لخارطة الفريق يعني اختلالاً واضحاً لا يصلحه المدرب ولا إدارة الكرة بل يتم بمرور الوقت وهذا ما نراه في الرائد كل موسم حيث يصحو متأخراً بعد أن يأخذ لاعبوه على بعض ويعرفوا طريقة مدربهم ويتجانسوا فيما بينهم تتشكل حالة من النضج الفني لدى الفريق فيحقق البقاء في الأسابيع الأخيرة من الدوري، وبالمجمل لم يكن لوجود هذا الكم من الأسماء أي إضافة واضحة ولا ثقل فني بارز والحاجة تبدو ملحة لتغيير هذه المنهجية التي أثبتت فشلها إن كان ذلك في الرائد أو في فرق أخرى مشابهة في حين كانت أحوال الفرق الأكثر استقراراً والتي لم تضف سوى عدد قليل من اللاعبين كانت أحوالها جيدة كالفتح والخليج والفيصلي.
الرئيس يدعم لوحده
قبل عبداللطيف الخضير رئاسة النادي الموسم الفائت وقدم في سبيل خدمته الكثير من الجهد والوقت والمال، ولكنه ظل يعاني من قلة الدعم الشرفي على الرغم من تواجد عدد من أعضاء الشرف ودعمهم للفريق معنوياً ومادياً قدر استطاعتهم وعلى الرغم من الإيرادات الجيدة التي حصل عليها النادي من بيع عقود بعض اللاعبين كفيصل درويش وعبدالعزيز الجبرين واحمد الكسار فضلاً عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين وحقوق النقل التلفزيوني وحقوق الرعاية إلا أن هناك ثمة مصروفات عالية كلفت خزينة النادي كثيراً ومن بينها كثرة الاستقطابات المحلية والمسارعة في تغيير الأجهزة الفنية، ولم تكن الموارد المالية القليلة عائقاً أمام بعض الأندية التي نجحت في تجاوز هذه العقبة بالفكر الاحترافي كما يفعل التعاون والخليج والفيصلي على وجه التحديد.
ما يقدمه التعاون من مستويات كبيرة وما يحققه من نتائج إيجابية لفتت أنظار المحللين والمتابعين للدوري وجعلته “الحصان الأسود” منذ الموسم الماضي جعلت عشاق الرائد يتحسرون على أحوال فريقهم إذ لا فوارق مالية كبيرة بين الجارين المتنافسين، ولكن المنهجية التي سار عليها صناع القرار في التعاون كانت واقعية للغاية إذ كان العمل منظماً بدرجة لافتة وكان المجلس التنفيذي هناك يؤدي دوراً فاعلاً وداعماً فيما نجح القائمون على الفريق في استقطاباتهم المحلية والأجنبية والتي ساهمت مع الاستقرار الفني في إعطاء الفريق قيمة فنية عالية ومقدرة كبيرة على تجاوز العقبات وبلوغ مرتبة متقدمة في سلم الترتيب. وأجزم بأن أنصار الرائد يتطلعون لرؤية فريقهم بهذه الصورة الجميلة التي بدا يزهو بها الجار موسماً بعد آخر.
وكانت الكثير من جماهير الرائد تطالب بصوت عال بالإبقاء على المدرب التونسي عمار السويح وهو الاسم التدريبي البارز والذي يعرف خفايا الفريق ويجيد التعامل مع الدوري السعودي بحكم خبرته الواسعة فيه إلا أن قرار الاستغناء عن خدماته كان صادماً لهم ومحبطاً لتطلعاتهم وهي الجماهير المحبة التي كانت تعقد على السويح أمالاً كبيرة في تعديل مسار الفريق منذ بداية الموسم بدلاً من الانتظار طويلاً حتى يتم تجاوز العقبة المعتادة والتي تتكرر كل عام وأضحت تؤرق عشاق “رائد التحدي” فيعيشون على أعصابهم حتى اللحظات الأخيرة من الدوري والتي ينجو فيها الفريق من الهبوط في مشهد يقلق تلك الجماهير المحبة، ونجزم تماماً بأن الجرة لن تسلم في كل مرة خصوصاً إذا انقضت أسابيع الدور الأول من دون تحسن يذكر وفي ظل زيادة عدد الهابطين هذا الموسم إلى ثلاثة.