أبعاد الخفجى-محليات:
تسعى وزارة التعليم لترسيخ الأمن الفكري لدى الناشئة من خلال تنفيذ العديد من المناشط وغرس وتعزيز الأمن الفكري لدى الطلبة بمختلف المراحل الدراسية لمواجهة التغيرات الفكرية والثقافية المتسارعة التي باتت تطرح جلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشرعت المدارس بعقد المنتديات التي تسهم في مناصحة الطلبة، وتنطلق في محاورها من خلال منهج علمي محكم لتعزيز الأمن الفكري لدى طلبتها، وقد دعيت “الرياض” لمنتدى أقيم في “ثانوية الشورى بالرياض” بعنوان “منتدى الأمن الفكري” تمت خلاله دعوة عدد من المختصين الذين تطرقوا لمحاور نهدف للوصول إلى نتائج إيجابية لتحقيق الأمن الفكري بين طلبتنا.
الأمن الفكري
وسعى المنتدى من خلال المستضافين فيه للحديث حول أهمية تحقيق الأمن الفكري الذي يعد حماية للثوابت، ويسهم في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء والانتماء لها، بما يؤدي إلى وحدة التلاحم والترابط في المجتمعات.
وأكد د. فرحان العنزي عميد كلية التربية بجامعة حائل على أهمية مثل هذه المنتديات، وأنها مهمة جداً لتعزيز المواطنة لدى الناشئين، خصوصاً هذه المرحلة وهي مرحلة التعليم العام.
وقال: أرى أهمية حضورها من قبل الشباب والالتقاء بهم أكبر أهمية فهم الذين يجب أن يتم الالتقاء بهم، وتوجيههم ضد مايحاك لهم.
وأضاف يجب أن يتم مناصحة الشباب وهم على مقاعد المدرسة لأنهم مستهدفون، والشباب عماد الوطن، وكل ما كان التوجه بمثل هذه المنتديات للمدارس والجامعات، كل ما كانت النتائج ايجابية، لأن ترك الشباب بدون توجيه وتركيز على الجانب الوقائي يجعلهم عرضة لأن ينتشلهم الغير، لذلك لابد من المناصحة والرعاية وايضاً الارشاد.
عصر التلقين
من جهته، بين محمد بن الشيخ مشرف تربوي بتعليم الرياض وعضو مركز الناصحة بمركز الأمير محمد بن نايف: أنه يجب ان يفعّل دور الشباب ولا يكون دورهم فقط التلقين، فعصر التلقين يجب أن ينتهي، كما يجب ان يكون لهم مشاركة فعلية في مثل هذه المنتديات لأنهم المستهدف الحقيقي في هذا الوطن، مستهدفون في عقولهم وإمكاناتهم، فمشاركتهم ضرورية في تفعيل مثل هذه المؤتمرات والندوات الفكرية.
وقال: يجب ان تكون هناك برامج للمناصحة على خلفية الاسباب التي من اجلها تم ايقاف الموقوفين، وعلى ضوئها يجب ان يكون هناك تغذية ووقاية راجعة لهم بحيث لا يقعون في ما وقع فيه الموقوفون، وطالب الجميع بأن يكونوا مبادرين في تفعيل الأنشطة ومشاركة الطلاب، كما يجب ان تكون هناك عملية تفعيل من داخل المدرسة ولا ننتظر ان يكون هناك قرارات من اجل تفعيلها.
ورأى محمد العثيم مشرف ادارة مدرسية بمكتب الروضة بالرياض أهمية المنتديات التي تخاطب العقول، لأن المقصود بها هم الشباب في مرحلة عمرية مهمة في عمر من 16 إلى 19 عاماً.
وقال: لاحظت في هذا المنتدى التقبل المبدئي الجيد لدى الطلاب، ولكن يحتاج الأمر إلى دورات تدريبية للطلاب لأن العدد كبير جداً، فنحتاج أن يتم أخذ عينات بالعدد المرغوب ممن يستطيعون أن يناقشوا لتصل اليهم المعلومة اكثر أي أن يكون هناك فرز للطلبة فيصنفون جميعاً من خلال جداول وقتية لكل الطلاب لتصلهم المعلومة المراد توصيلها لهم وبدقة.
وعن أهمية المناصحة للطلبة من خلال مقاعد المدرسة قال: المناصحة لابد أن تكون لجميع شرائح المجتمع فكلنا نحتاج إلى المناصحة وكلنا نحتاج للتذكر، فلذلك أمرنا الله في كتابة الكريم بالتذكير دائماً.
أمانة في أعناقنا
من جهته قال قائد المدرسة زايد الطلحي: أن فكرة المنتدي هذا منبثقة من الاهتمام بالطلاب فهم أمانة في اعناقنا، لحمايتهم من الأحداث التي تعسف بالمنطقة، ونحن والحمدلله نعيش في أمن وأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الملك سلمان وحكومته الرشيدة، والواجب علينا ان نبين للطلاب ولهذا الجيل، وبالذات في هذا السن أهداف الجهات المشبوهة التي تريد أن تختطفهم، فاذا لم نحتضنهم فسوف يسهل اختطافهم من أعدائنا.
وعن مدى تقبل الطلاب للمنتدى قال: ولله الحمد الطلاب في جميع مدارس المملكة فكرهم فكر مواكب لما جاء في القرآن والسنة وتوجيهات الدولة – رعاها الله – اما النوعية التي حدث منها ما حدث فأغلبهم تعليمهم قليل، ومنعزلين عن المجتمع فنحن نوجه ابناءنا للانتباه لهذه النوعيات وما يأتي من الخارج عبر النت وغيره.
وعن تكرار مثل هذه المنتديات بين: الوزارة قائمة ببرنامج معروف ومشهور اسمه برنامج فطن، ويركز على أفكار الطلبة وتوجيههم، وقد حث وزير التعليم والمسؤولين وكذلك زملاؤنا في الارشاد وإدارات التعليم على أهمية تكريس الأنشطة الهادفة التي توصل الحقيقة للطلاب وتوضح لهم المنهج السليم.
دور المدرسة
فيما أكد المشرف على المقررات بالإدارة العامة للتعليم بالرياض محمد الحويطان على أهمية هذه المنتديات، ويراها مهمة جداً ويجب أن يبرز من خلاله دور المدرسة في توعية ابنائها الطلاب وتوعيتهم بخطورة الافكار سواء كانت افكار غلو أو انحرافاً، ويجب أن تبرز هذه المنتديات حقيقة نشاط المدرسة وما يجب ان تكون عليه فهي دور تربية قبل أن تكون دور تعليم، فالتعليم الحقيقي ان يتلقى الطالب دروساً في التربية قبل التعليم.
وقال المعلم عبدالله بن محمد: إن هذا المؤتمر نابع من الاستشعار بأهمية الموضوع خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها المملكة وما حولها فيحتم علينا ان نناقش مثل هذه الامور وخاصة ان المستهدفين هم طلابنا فواجب علينا نحن المعلمين وإدارات ومشرفين ان نبدأ بالطالب لانه البذرة التي تتجاذبها كل الاطراف فالطالب بذرة يجب أن نجذبه ونحاوره لتنبت هذه البذرة بما نسقيها.
وأضاف: يجب أن نكرس في عقول أبنائنا كمعلمين أهمية التوثق من مصدر المعلومات التي تردهم خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فان كانت مبنية على أساس صحيح مثل القرآن والسنة فيأخذ بها ويلتزم بها، أما أن يستجيب إلى أسماء موهومة ومعرفات موهومة تريد النيل من أبنائنا، فهذا الذي يجب أن يتنبه له كل أبنائنا، لأن هناك من يحاول الوصول إلى ما يصبو إليه ولو بطريق غير مباشر، للوصول إلى عقول ناشئتنا، وهذا يجب أن يتنبه إليه ولي الأمر والمعلم والمسؤول لحماية أبنائنا من هؤلاء المفسدين، خصوصاً في ظل الأحوال الراهنة لأن الأمر قد يصل لدرجة أنه يتحتم علينا جميعاً أن نحميهم، فالتعليم ليس الهدف منه ان يحفظ الطالب ما في الكتاب فقط، ولكن لتوصيل الأفكار والنصائح له ليكون الطالب على صواب في كل أموره بإذن الله.