أبعاد الخفجى-محليات:
يُنظر للخطاب السنوي الذي سيلقيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الشورى اليوم بأهمية بالغة.. ويتشرف المجلس بلقاء خادم الحرمين الشريفين في أول خطاب ملكي له تحت قبة المجلس بعد توليه الحكم، ويترقب الأعضاء والمواطنون مضامين الخطاب الذي توقع أعضاء في حديثهم ل” الرياض” أن يلقي الضوء على الحراك التطويري الكبير الذي تشهده هياكل أجهزة الدولة المختلفة ومراجعة أنظمتها ولوائحها ومجالسها للرفع من فاعلية الأداء ودفع وتيرة الإنجاز نحو مستقبل أكثر إشراقا للوطن والمواطن.
وأكد أعضاء شوريون على حاجة المجلس الماسة إلى مراجعة شاملة لنظامه ولوائحه الداخلية وتوسيع صلاحياته لتعزيز دوره التشريعي والرقابي بما يتفق مع معطيات ومتطلبات عصر الإنجاز والحزم والعزم وترقبهم لقرارات محاسبيه، وقال د. أحمد سعد آل مفرح إنني اتطلع -كما يتطلع أعضاء – أن يُعلن الأربعاء من تحت القبة عن انطلاق العهد الجديد لمجلس الشورى يتماهى مع الوثبة الطموحة التي يقودها ملك التجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويتسق مع الهيكلة والاصلاحات التي طالت بعض الأجهزة الحكومية ويتناغم مع ما استحدث من مجالس إشرافية وتنفيذية ومن أجهزة رقابية جديدة، وتتويجاً لخبرات وتجارب المجلس التراكمية خلال العقود الماضية.
وعدَّ آل مفرح أن الخطاب الملكي خارطة طريق يرسم من خلاله خادم الحرمين الشريفين سياسة المملكة الداخلية والخارجية للعام المقبل، ويراجع المنجزات الوطنية الكبرى خلال العام المنصرم، ويبين موقف المملكة من الأحداث الإقليمية والعالمية، السياسية والاقتصادية والأمنية.
ويعتبر الخطاب تقليدا برلمانيا أصيلا يتم بحضور كبار المسؤولين في المملكة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين فيها بالإضافة لرجال الصحافة والإعلام.
وحسب تصريح رئيس اللجنة الصحية د. عبدالله بن زبن العتيبي فإن المضامين السامية للخطاب الملكي تجعل الجميع يحرص على الاستنارة بها فهي بلا شك ستلامس جوانب مهمة لكل مواطن، ويحمل في طياته هموم هذا القائد الحريص على وطنه وعلى أمته وتوفير ما من شأنه بناء الإنسان ورفاهيته والرفع من مستواه في جميع الجوانب التي تمس حياته المعيشية وتحفظ مقدرات هذا الوطن الغالي.
وأكد العتيبي أن ما يتضمنه الخطاب الملكي في مجمله دليلا ينهل منه أعضاء المجلس بما يحمله من نظرة ثاقبة نحو التطوير والإصلاح والشفافية للحفاظ على مخرجات التنمية بجميع جوانبها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والارتقاء بمستوى أداء مؤسسات الدولة وأجهزتها، وكذلك الحرص على الاستثمار في أنحاء هذا الوطن والتوسع المدروس في توظيف الشباب السعودي المؤهل لتشمل السعودة جميع القطاعات الحيوية، إضافة إلى توفير البيئة والمناخ المناسب لرفع المستوى المعيشي للمواطنين، وجعلهم ركناً أساسياً في مسيرة التنمية ولتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي.
وعبر أعضاء الشورى عن سعادتهم بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفل افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة للمجلس والاستماع لتوجيهاته وأكدوا في تصريحاتهم ل” الرياض” أن المجلس والمواطنين يترقبون بشغف مضامين الخطاب الذي يبين فيه المليك سياسة المملكة الداخلية والخارجية..
فمن جهته أكد اللواء ناصر غازي العتيبي رئيس لجنة النقل والاتصالات أهمية إلقاء الخطاب فى ظل الظروف التى تعيشها الامة العربية والاسلامية، وما يجرى على الساحتين الداخلية والخارجية، مشيراً إلى ان البلاد تمر بظروف استثنائية.
ويعبر د. ناصر بن علي الموسى عضو المجلس عن تطلع أعضاء الشورى والعاملين معهم إلى الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين، مؤكداً يقينه التام بأن الخطاب الملكي في هذا العام سيكون له تأثير عميق على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية؛ ذلك أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يُعد قائداً استثنائياً أتاه الله الحكمة، والذكاء، والعمق في التفكير، وبُعد النظر، وسرعة البديهة، والقدرة على العزم والحزم والحسم في المواقف المهمة.
من ناحيتها قالت د. وفاء محمود طيبة عضو لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية ” لقد لمسنا كثيرا من التغيير خلال العام الماضي ونأمل مزيدا من القرارات والأنظمة التي تعزز الجودة في العمل كقرار إنشاء المركز الوطني لقياس الأجهزة العامة” مشيرةً إلى أن المجلس شارك في كثير من التوصيات والقرارات في هذا المجال، وأنه ينتظر قرارات تعزز المحاسبية، مؤكدةً أن بعض أنظمتنا لا تشتمل على جوانب محاسبة للمخطئ أو لتخطي الحدود الزمنية لإنجاز العمل بالشكل الحازم الواضح، أو على الأقل لا تجد طريقها إلى التنفيذ، والتنظيم الإداري المعتمد على ضبط الجودة سوف ينعكس إيجابيا على مكافحة الفساد المالي والإداري.
وطالبت طيبة أن يتوجه الإعلام لخدمة مصالح المملكة، ورأت أهمية التوجه نحو إظهار جهود المملكة.
وتحدثت ل” الرياض” د. فاطمة القرني نائب رئيس لجنة الثقافة والإعلام والتراث الوطني، مؤكدة أن مناسبة الخطاب تأتي وبلادنا والعالم أجمع يمر بمرحلة بالغة الحساسية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، ومع كون المملكة في سابق المراحل والأزمات التي عاناها العالم مثلت لاعباً فاعلاً له ثقله المؤثر في تخطيها ومعالجتها إلا أن دور المملكة المبادر السباق بدا أظهر جلاءً وأبلغ تأثيراً في وقتنا هذا على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فالمواقف الحاسمة الحازمة التي تبناها قائداً لعددٍ من التحالفات القوية التي نجح في تشكيلها سياسياً وأمنياً واقتصادياً أحدثت من الحراك الإيجابي العاصف ما استعصى على اللحاق به وتتبعه والوفاء بحقه وعياً وعرضاً وتحليلاً.. وتشدد القرني على واجب مجلس الشورى في موازاة هذا الحراك المثابر في حزمه وعزمه لقيادتنا الحكيمة.
واعتبر د. حامد الوردة الشراري الذي أكد ترقب الجميع للخطاب الملكي، أنه يمثل وثيقة لمواصلة مسيرة الاصلاح والبناء وتجسيدا لتواصل القائد مع شعبه، وسيحمل الكثير من المضامين والرسائل المهمة للداخل وللخارج، مرتكزها تحقيق خدمة ورفاه المواطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتنمية المتوازنة، وتقييم المرحلة السابقة، واستشراف المستقبل، والاستمرار على منهج المملكة السياسي المتزن والذي يجسد دورها ومكانتها المرموقة إقليميا ودولياً لدعم الاستقرار الأمني والاقتصادي، مع التأكيد على دورها الفاعل والمستمر في محاربة آفة الارهاب التي تجتاح العالم مضيفا أن الخطاب موجه إلى الأمة داخليا وخارجيا، ويلقى اهتماما من دول العالم لكونه يشمل جزءا من سياسة الدولة الخارجية كما أن الملك سلمان كقائد للامة وكأحد المؤثرين الرئيسيين على الساحة الدولية، يؤلمه كثيرا ما يحدث في العالم العربي والاسلامي من اضطرابات سياسية وعسكرية وتدخل بعض القوى الاقليمية والدولية في الشأن الداخلى العربي والاسلامي، لذا- بلاشك سيتطرق لها بكل شفافية ووضوح، مع التركيز على القضية الفلسطينية كونها القضية العربية والاسلامية الاولى، وتطرق الشراري إلى دعوات بعض الساسة العرب إلى الالتفاف حول الملك سلمان كقائد للامة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر فيها، وقال بأن الحراك السياسي المكثف عالي المستوى الذي تشهده الرياض منذ توليه مقاليد الحكم خير دليل على دور المملكة القيادي والمؤثر عالميا، إضافة إلى أن هذا الخطاب-ايضا- يأتي كأول خطاب موجه للامة له – اطال الله عمره- بعد توليه مقاليد الحكم التي بدأها بقرارات مباركة وجريئة وهي إكمال لمسيرة التنمية والعطاء، وتنبأ عن حقبة جديدة ستحقق الازدهار والاصلاح والقضاء على الفساد.