على الرغم من أن انضمام المرأة لمجلس الشورى جاء نتيجة ضغوط خارجية وداخلية وعلى الرغم من تقليل البعض من انضمام المرأة السعودية الى مجلس الشورى ، فاني أرى ان ذلك خطوة جيدة ودليل على رغبة الدولة في الاصلاح ، الا ان ذلك مازال دون توقعات المواطن وطموحاته.
والمتابع لما يجري في المملكة العربية السعودية وخصوصا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله من تقدم وخطوات وقرارات تصب جميعها في صالح المواطن ، يكاد يجزم ان القادم سيكون افضل ان شاء الله ، فتوجه الدولة اصبح واضح المعالم وهو رفاهية المواطن واشراكه في اتخاذ القرار وتحمله المسئولية الى جانب الدولة.
لقد اصبح مجلس الشورى الآن اقرب الى المواطن من أي وقت مضى خصوصا بعد تشكيلته الجديدة التي تعتبر خليط من جميع اطياف الشعب حاضرته وباديته ، وتطعيمه بوجود المرأة لأنها هي القادرة على تلمس اوجاع بنات جنسها والأقرب الى فهم حوائجهن ومعرفة ما ينقصهن ، خصوصا ان عضوات المجلس تم اختيارهن بناء على مكانتهن العلمية فجميعهن يحملن شهادة الدكتوراه.
مع هذا نقول ان هذا المجلس مازال طفلا لم يبلغ الحلم ، فما زال ينقصه الكثير من الفهم والصلاحيات والشرعية المنشودة ، فنحن كمواطنين نطمح ويحدونا كبير الأمل في ان يكون اعضاء المجلس بالانتخاب لا بالتعيين ليختار المواطن من يمثله ويتحمل مسئولية اختياره ، ويمكن للدولة ان تحتفظ لنفسها بثلث المجلس وتترك ثلثين المجلس للترشح بالانتخاب المباشر من المواطنين.
وبما ان مجلس الشورى يمثل البرلمان وان اختلفت التسمية ، فنتمنى ان يكون تنفيذ جميع القرارات عن طريقه يستثنى من ذلك الاوامر الملكية ، بحيث تمرر كل وزارة مشاريعها وقراراتها بعرضها على المجلس لدراستها والبت فيها بالقبول او الرفض حسب ما يراه المجلس مناسبا للوطن والمواطن على المدى القريب والبعيد، وبهذا سنقضي على الفساد وسنحول دون تلاعب بعض الوزارات في ميزانياتها وصرف المال في غير وجهه الصحيح وعدم اصدار كل وزير قراراته حسب مزاجه دون دراسة محسوبة، كذلك نتمنى ان يكون من صلاحيات مجلس الشورى طرح المشاريع والأفكار البناءة التي تنهض بالوطن والمواطن وتنفيذها بعد عرضها على ولي الأمر.
بقي ان اقول لمن يقلل من انضمام المرأة الى مجلس الشورى وبدأوا فعلا يحاربونها في مواقع التواصل ويحذرون منها وتمادي بعضهم في عرض صور وسيرة بعض من عضوات المجلس الجدد ، ان ذلك لن يغير في الأمر شيء فعجلة التقدم في بلادي تدور وستدوس كل من يحاول ايقافها ، وان ما تقومون به ما هو الا محاولة منكم لجعل البلد ثابت في مكانه دون ان يخطو خطوة الى الامام ، ولا ارى سببا لفعلكم ذلك الا شعوركم بعدم قدرتكم على مجاراة الأحداث والتطور وخوفكم مما يتطلبه ذلك التطور من مواهب ومعرفة بكل ما هو جديد ، مما سيحيدكم عن اتخاذ القرار ، فما المانع ان نسير الى الأمام ما دام ذلك في حدود الشرع والدين.
فارس بلا جواد
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
معجب
02/15/2013 في 1:35 م[3] رابط التعليق
مقال جميل اعجبني
بدر عمر المطيري
02/15/2013 في 3:01 م[3] رابط التعليق
سلم قلمك كاتبنا اللذيذ .. وكلنا مع الدولة في مشوارها الحثيث نحو التقدم وتبوء مكانة مرموقة بين الدول المتحضرة ..
نجدية
02/16/2013 في 8:27 م[3] رابط التعليق
فعلا هناك من يحاول عرقلة عجلة التقدم في البلد لكن يبدو ان الحكومة ماضية قدما في نهجها السياسي لما فيه مصلحة المواطن دون الاكتراث لمن يحاولون التشويش على اي خطوة جديدة للدولة لمصلحتهم الخاصة ، الله المستعان
خفجاويه
02/16/2013 في 9:39 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع بالرغم إني لدي بعض الشكوك في قدرتهم على الاصلاح لكن أتمنى من أن يناقشون معاناة المرأه الأهم فالمهم لنتمكن من أصلاح هذا البلد
فهد بن علي بن طلاع
02/18/2013 في 9:03 ص[3] رابط التعليق
لابــــد مـن مـحــرم ………وفي حدود الشرع والدين
يتيم الامه
02/21/2013 في 12:30 ص[3] رابط التعليق
ابي اقولها والرزق على الله هم الرجال ما ذا استفاد المواطن منهم مجلس بدون محاسبة للمسؤول خسارة يعني كم ميزانيته وكم المصاريف والزيارات التي يقومون فيها الاعضاء الكرام وما هي النتيجة التي جناه المواطن والوطن