سنوات من الحوار الوطني ونجد أنفسنا اليوم في وسائل التواصل الإجتماعي مجتمع بلا اية اسس للحوار المتعافي بل برزت للسطح خطابات مريضة بكل مافي الكلمة من معنى..النقاش في السياسة يتحول لشخصنة لقيادات كبرى دونما مناقشة للمشكلات الحقيقية التي يعانيها المجتنع..النقاشات المجتمعية تتحول هي الأخرى لعبث يمس القيم ويطفح بالكراهية والتمييز وربما شخصنة القضايا المطروحة للدرجة التي تغيّب فيها عن الحوار الحقيقي بين المستخدمين..القضايا التعليمية والتربوية والفكرية والثقافية دوما ما تأخذ ابعادا لاتمت لاللفكر ولا للثقافة ولا التربية والتعليم بأي شيء..السؤال هنا هل انتج الحوار الوطني شيئا طيلة السنوات التي عقد فيها موضوعاته المتنوعة في مناطق المملكة؟!وهل اضاف شيئا لأساليب التواصل المجتمعية بين كافة الشرائح المجتمعية من سنة وشيعة من حاضرة وبادية من صوفية وسلفيين ؟!لايبدو ذلك ابدا واكبر دليل الخطاب المتشنّج على شبكات التواصل الإجتماعي الذي تلحظ فيه كل اشكال التمييز والطبقية والكراهية واللااخلاقية بين كافة اطياف المجتمع ذكور وإناث اكاديميين وجامعيين ومتدينيين ومتحررين بادية وحاضرة شيعة وسنة صوفية وسلفية وبشكل لايعكس الا مجتمع مأزوم لديه كل اشكال العقد والمشكلات التي تحتاج لعلاج حقيقي بكل تأكيد..السؤال لذي يكرر نفسه امامنا مرة اخرى اين هي البرامج الحقيقية للحوار الوطني في المجتمع وماذا انتجت لنا كمجتمع على ارض الواقع؟؟؟والسؤال الذي يطرح نفسه هنا مرة اخرى هوماهي البرامج التدريبية والتأهيلية لكافة فئات المجتمع لأساليب التواصل الإجتماعي واسس الحوار المتعافي والمتصالح الذي يحترم المكانة الإجتماعية والإنتماء العقدي والمناطقي والعشائري والحضري بشكل يخلق لنا مجتمعا متسامحا بل ومتصالحا مع نفسه؟؟!للإسف لاشيء كل ما كان هناك لايعدو ان يكون ملتقيات للنخب وللإعلاميين ومثقفي ووجهاء المجتمع وبيانات ختامية ترفع للمسؤولين في البلد دون ان تترجم في شكل برامج ودورات حقيقية ومناهج تربوية وتعليمية وإعلامية وثقافية تعنى بصناعة اساليب حوار تليق بحياة المجتمع وواقعه الحقيقي..!!وللأسف لم يكن هناك منتجات تقليدية وإلكترونية تسهم في ترسيخ روح الحوار الراقي والمتعافي بين اطياف المجتمع المختلفة وفي شكل إحترافي ومغري ومدروس بإستخدام الفنون والصور الكارتونية وبحسب كل شريحة مجتمعية!!حقيقة لم نخرج بنتائج منتجة وحقيقية للحوار الوطني..ولم نجد اية نتائج ملموسة لملتقيات ومؤتمرات الحوار الوطني سواءا على تفاعلنا المجتمعي الواقعي او الإفتراضي التي نرى فيها كل اشكال اللااخلاقيات ان جاز لنا القول وكافة الوان السلوك الخارج على كل اشكال الأدب والإحترام والعامل الراقي سواء في حياتنا العامة او واقعنا الإفتراضي..في نظري ان لاجدوى لهذا الحوار الوطني بوضعه الحالي،ولاقيمة لهذا الحوار الوطني بحالته الراهنة وادائه المتواضع الذي لم ينتج شيئا حقيقيا وملموسا على ارض الواقع يمكن ان يحسب له..بل إنني اذهب لأبعد من ذلك بالمطالبة بإيقاف هذا المسلسل النخبوي للحوار الوطني الذي لم ينتج –في تقديري-حتى برامج مدروسة وممنهجة لهذة النخب لتمارس حضورها المؤثر في بيئاتها المجتمعية لصناعة فكر وثقافة الحوار الإجتماعي المتعافي والمتسامح..وإيقاف الصرف عليه لكونه لم يقدم مايشفع لبقائه في المجتمع غير ضجيج إعلامي لااقل ولا اكثر والصرف عليه من خزينة الدولة غير مبرّر على الإطلاق..نحن كمجتمع بحاجة ماسة لبرامج إعلامية درامية وثقافية وترفيهية ومناهج تعليمية وتربوية للطلاب في مراحل التعليم المختلفة وكذلك دورات تدربية وورش عمل تأهيلية من وقت لأخر في مجالس الأحياء والرحلات الطلابية واللقاءات المتخصصة للنساء ولرجالات الأعمال واساتذة الجامعات بشكل دوري وممنهج..والحوار الوطني لايبدو انه قادر على عمل كل ذلك او تبنّي بعضا من تلك البرامج في المجتمع..ولله الأمر من قبل ومن بعد..
ماذا انتج الحوار الوطني ؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2013/02/13/2453.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أحمد الراشد
02/16/2013 في 3:04 ص[3] رابط التعليق
صدقت وربي يا دكتور عبدالله ، تشنج عائم بين اوساط المجتمع دون التفكير بحلول جذرية لحل هذ المشكلة بعيدآ عن المثاليات وعدم النزول لكل فكر وفئة بحسبها ومناخها الثقافي . الكلام يطول بهذا ولاينحصر . شكر الله لك يادكتور عبدالله .. وجعلنا الله ممن تمسك بكتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
فهد بن علي بن طلاع
02/18/2013 في 8:45 ص[3] رابط التعليق
يادكتور شكرا على التوضيح ولكن المشكلة اكبر من ذلك ……………في ايــدي خفيــه وراء كل تقدم لهذا الوطن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
يتيم الامه
02/21/2013 في 12:26 ص[3] رابط التعليق
سبق وقلنا ما نبي صف كلام ولسنا بحاجه للكلام البلد بحاجه للمحاسبه والمتابعه حاجتين خسارة الحوار الوطني ولا فيه فائدة وكثرة اللجان حتى اصبح بعض المسؤلين عدد اللجان المشارك فيها كثر نص خدمته
فهد الخليل
03/04/2013 في 4:56 م[3] رابط التعليق
مقال صحيح يتلخص في ( للإسف لاشيء كل ما كان هناك لايعدو ان يكون ملتقيات للنخب وللإعلاميين ومثقفي ووجهاء المجتمع وبيانات ختامية ترفع للمسؤولين في البلد دون ان تترجم في شكل برامج ودورات حقيقية ومناهج تربوية وتعليمية وإعلامية وثقافية تعنى بصناعة اساليب حوار تليق بحياة المجتمع وواقعه الحقيقي..!! ) و ( السؤال لذي يكرر نفسه امامنا مرة اخرى اين هي البرامج الحقيقية للحوار الوطني في المجتمع وماذا انتجت لنا كمجتمع على ارض الواقع؟؟؟ )
وأنا معك يادكتور ولكن هل ينطبق عليه المثل القائل ( حوار الطرشان ) ؟؟