أبعاد الخفجى-رياضة:
مع إسدال الستار على الجولة الماضية لدوري الدرجة الثانية لكرة القدم، لحق نادي الأخدود بجاره التهامي نحو منافسات الدرجة الثالثة، وفي الدوري الممتاز لايزال نجران يصارع على البقاء مع نخبة الفرق السعودية، إذ يتواجد ضمن أندية المؤخرة منذ انطلاق منافسات “دوري جميل للمحترفين”، فيما فشل حطين في العودة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بعد تعرضه للهبوط الموسم المنصرم، مؤكداً بقاءه عاماً آخر في ظلمات الدرجة الثانية.
سوء النتائج الذي عصف بأندية “جنوب الوطن” هو نتاج متوقع بعد انعدام مبدأ تساوي الفرص واضطرت هذه الأندية أن تلعب جميع لقاءاتها خارج مدنها، ومع خروج مؤشرات على الأوضاع والأزمات التي تحصل حالياً، كان صوت رئيس التهامي محمد مظفر مرتفعاً في الإعلام يسمعه الجميع عدا اتحاد القدم السعودي، حين طلب أن تلعب المباريات في أرضه، وقال في تصاريح إعلامية:”مطار الملك عبدالله في جازان مستمر في تسيير الرحلات الداخلية والدولية ودوري المناطق والجامعات مستمر باللعب ولعبنا نحن تصفيات كأس الملك في جازان فلا نعلم لماذا نقلت مباريات خارج أرضنا؟ وما ذنبنا لو هبط الفريق”. هذا التصريح جاء بعد انقضاء خمس جولات من دوري الدرجة الثانية، وعلى الرغم من الأوضاع السيئة إلا ان اتحاد الكرة لم يتجاوب مع تلك المطالب، وتجاهل معاناة النادي الذي ازدادت أوضاعه سوءاً حتى اضطر في آخر الموسم إلى أن يخوض بعض مبارياته من دون أن تكتمل التشكيلة الأساسية ومقاعد بدلائه خالية من اللاعبين.
الحال في نادي الأخدود لم يكن بأفضل من سابقه فقد عانى الأمرين بعد أن نقلت مبارياته إلى أبها “300 كيلو تقريباً”، إذ تفاقمت مصاريف النادي وتشتتت أذهان اللاعبين ولم يتحرك صنّاع القرار في اتحاد الكرة للنظر في مطالبات صالح كرحان رئيس الأخدود لحل معاناة النادي حتى سقط إلى دوري المناطق.
في مطلع هذا الموسم هدد نادي نجران عبر مجلسه الشرفي بالانسحاب من الدوري ما لم يلتفت اتحاد الكرة لمطالبه وينفذ وعوده بمعاونة النادي للخروج من الأزمة التي يعانيها، ولم يتحرك اتحاد القدم إلا بعد أن تدخلت الرئاسة العامة واجتمعت مع الإدارة النجرانية وحلت جزءاً من أزمة الفريق.
هبط الأخدود والتهامي وودعا الدرجة الثانية بعد أن تخلى عنهما اتحاد الكرة وتركهما في وجه الظروف من دون مؤازرتهم، ولأن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعاً فإن على مجلس إدارة اتحاد الكرة الوقوف أولاً مع تلك الأندية التي تعاني هناك عبر تشكيل لجنة عاجلة للنظر في العديد من الأمور، ومنها بحث إمكانية إعادة مباريات الفريق إلى نجران فيما تبقى من منافسات الموسم خصوصا أن دوري المناطق مستمر في اللعب بأرض نجران ولم يتوقف أو ينقل لمدينة أخرى، وهذه الأندية تحملت أعباء مالية كبيرة جراء السفر المتواصل والتنقل الدائم مما حمّل خزانها فوق ما تحتمل، وعليه فإن الجميع ينتظر خطوات فعّالة من قبل الاتحاد لعلاج هذه الأزمة وبشكل عاجل. أندية الحد الجنوبي سقطت هذا الموسم ضحية الظروف الطارئة وتجاهل اتحاد الكرة لأصوات منسوبيها فكان نتاج ذلك هبوط أنديتها إلى درجات أدنى وتراجع لمستويات آخرين أمثال نجران وحطين الأمر لايزال متاحاً لتدارك الأوضاع من زاوية تحقيق العدل والمساواة في لعب جميع الأندية بالفرص ذاتها فيما تبقى من منافسات الموسم الكروي الحالي، لعل هذا الأمر يساهم في حفظ الحق المعنوي للفرق هناك ومنها نجران الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في الدوري السعودي للمحترفين منذ سنوات طويلة مضت.