ابعاد الخفجى-رياضة:
نجا الفريق الأول لكرة القدم في نادي التعاون من مقصلة الهبوط من دوري زين للمحترفين للموسم الثالث على التوالي، لكن المتتبع لمسيرة التعاون أو ما يطلق عليه بـ «سكري القصيم» يجد أنه في كل مرة كان لتحركات رجالات النادي وتحديداً أعضاء المجلس التنفيذي وثقافتهم القانونية العالية دور كبير في تفادي شبح الهبوط والاستمرار مع الكبار لموسم إضافي.
ونجح التعاونيون في كسب عديد من القضايا والشكاوى مستغلين الثغرات القانونية في لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم وأخطاء اللجان المتعددة، وعلى الرغم من استناد عدد من الأندية على اللوائح في شكواها ضد التعاون، إلا أن سكري القصيم كان دائماً ما يكسب هذه القضايا ليؤكد للجميع أنه يملك خبرة قانونية كبيرة أسهمت في بقاء الفريق الكروي ضمن الدوري الممتاز.
ووصلت الشكاوى التي رفعت ضد إدارة نادي التعاون في المواسم الأخيرة إلى ست شكاوى، غير أن التعاون تمكَّن وبحنكة إدارية من كسب هذه القضايا التي أكدت وبما لا يدع مجالاً للشك احترافية التعاونيين ومعرفتهم التامة بلوائح وأنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
قضية الخميس
وكانت البداية بقضية اللاعب بدر الخميس الموسم قبل الماضي، عندما قدَّمت إدارة نادي نجران شكوى ضد التعاون احتجاجاً على مشاركة اللاعب في المباراة المصيرية التي جمعت الفريقين بسبب تحويل إدارة التعاون من لاعب محترف إلى هاوٍ، واستندت في شكواها على أن الخميس شارك مع الفريق قبل مضي شهر من قرار تحويله الى هاوٍ، لكن إدارة التعاون أكدت صحة مشاركته، موضحة أن اللائحة تنطبق على اللاعبين بالتحويل من أندية أخرى وليس في النادي نفسه، وهو ما أكدته لجنة الاستئناف التي أعادت النقاط لصالح التعاون، غير أن نجران شكك في حكم لجنة الاستئناف، وصعّد الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي أنصف التعاونيين وأجاز مشاركة اللاعب في هذه المباراة.
إيقاف الموقع الرسمي
وتواصلت القضية التي رفعت ضد التعاون بعد أن فرضت لجنة الانضباط عقوبات مالية على النادي نظير وجود عبارات مخلة بالآداب من عددٍ من أعضاء المنتدى الرسمي للنادي عبر عددٍ من مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم، بيد أن إدارة نادي التعاون كان لها رأي آخر، إذ رفضت هذه الاتهامات، وأكدت أن السيطرة على المنتدى تبدو شبه مستحيلة، لا سيما أن المجال مفتوح أمام الجميع للتسجيل والقذف باسم الجماهير التعاونية ما يتيح لأي عضو الإضرار بالنادي بهذه الطريقة، وعلى إثر ذلك استأنفت الإدارة القرار وكالعادة كسبوا القضية بالقانون.
أزمة مميلي
ولم يقتصر صراع نادي التعاون على قضيتي الخميس والموقع الرسمي للنادي، بل استمرت مطلع الموسم الماضي، وتحديداً حينما أثار نادي الفيصلي جدلاً واسعاً باحتجاجه على تعاقد التعاون مع المحترف الألباني ميقن مميلي بحجة أن إدارة نادي التعاون فاوضت اللاعب رغم أن عقده مع الفيصلي ما زال سارياً، ولكن الاحتجاج لم يستمر طويلاً، حتى جاء القرار الذي أنصف التعاون وأجاز هذه الصفقة، وبدأ اللاعب بالمشاركة مع التعاون بشكل رسمي منذ الجولة الأولى من دوري زين للمحترفين في هذا العام.
ثغرة جوكيكا
وفي مطلع الموسم الرياضي الحالي، استغل التعاونيون ثغرة قانونية وتعاقدوا مع مدرب نجران المقدوني جوكيكا رغم أن عقده ما زال سارياً مع فريقه مستندين في هذه الخطوة على ثغرة قانونية في عقده مع نادي نجران تنص على أنه في حال عدم تسلمه مقدم العقد قبل تاريخ الثاني من فبراير يحق له رفع شكوى حتى السابع من الشهر نفسه، وحينها يحق للمدرب فسخ العقد والتوقيع مع نادٍ آخر بموجب العقد المبرم بين الطرفين، وبعد شد وجذب لم يستمر طويلاً كسب التعاون القضية في النهاية.
إيقاف مجرشي
واستمر الصراع القانوني التعاوني مع الاتحاد السعودي في قضية اللاعب ذياب مجرشي الذي أوقفته لجنة الانضباط ثماني مباريات على خلفية تقرير من لجنة الحكام يدين اللاعب بالاعتداء على الحكم فهد المرداسي، لكن التعاونيين رفضوا ذلك واستغلوا خطأ جسيماً من لجنة الحكام بعد أن دوَّن الحكم فهد المرداسي في تقريره الأساسي «لا شيء يذكر» ليعود بعدها ويرسل تقريراً إلحاقياً يدين فيه اللاعب، وعلى إثره رفعت إدارة التعاون مذكرة إلى لجنة الاستئناف مستندة على أن تقرير الحكم الأخير غير قانوني لأنه لم يذكر في تقريره الأساسي أن هناك تقريراً إلحاقياً، وبالفعل نقضت لجنة الاستئناف القرار بعد مضي أربعة لقاءات حرم منها التعاون من خدمات اللاعب بطريقة غير شرعية.
بصق الثنيان
وأخيراً جاءت حادثة البصق التي اتهم فيها الحكم سامي النمري حارس مرمى التعاون فهد الثنيان دون أن تظهر لقطات تليفزيونية أو صور فوتوغرافية بصق اللاعب على الحكم، لترفع لجنة الحكام تقريرها المرسل من مراقب المباراة، بيد أنها حذفت استدلال المراقب بشهادة الحكم لتجعله شاهداً في قضية وصفها البعض بالتزوير وعلى ضوئها أوقفت لجنة الانضباط اللاعب لمدة ستة شهور، وكالعادة لعب التعاونيون على خطأ لجنة الحكام في حذف استدلال المراقب بالحكم وكسبوا القضية في نهاية المطاف.
استهلاك مادي
لا ينكر أحد الثقافة القانونية العالية لرجالات التعاون الذين كسبوا القضايا ونالوا من الثناء ما يستحقون، لكن الذي يفرض نفسه في كل هذه القضايا، إلى متى يستمر هذا الوضع الذي استهلك رجالات التعاون مادياً، وكاد يتسبب في أكثر من مرة في هبوطهم إلى دوري الدرجة الأولى، الإجابة قد تبدو غامضة، غير أن الجماهير تتفاءل بظهور «جميل» للفريق في الموسم المقبل.