أبعاد الخفجى-محليات:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه ، وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن العناد إنما ينمو ويشتد حينما تقحم الإرادة نفسها لتحل محل العقل والمنطق ومن ثم تتقبل الشذوذ عن الحق ، بل حتى الشذوذ عن الجماعة والسواد الأعظم ، وقد يكون العناد جزءا من الحياة المبكرة للطفل لضعف تفكيره ، لكنه إذا لم يزح عنه بالتربية والتعليم الصالحين إجتاله العناد بقية حياته ، فينعكس عناده على ما يكون له من مستقبل إن كان عالما أو حاكما أو طبيبا أو سياسيا أو غير ذلكم ، وإنه ما من مدلهمة ولا خطب يصيب الأمة إلا والعناد جزء من فتيله حتى في حياة المرء اليومية في بيته وسوقه وعمله ، لكن الموفق من وفقه الله ووسعه ما وسع أهل العلم والإيمان والعقول السوية تمسك بجماعتهم وعض على تمسكه بالنواجذ يخطيء ويذنب فيتوب ويوقن أن إعترافه بالحق خير من تماديه في الباطل ، يعلم أن من سبقه من أئمة الدين والعلم والدعوة من الأئمة الأربعة وغيرهم كل منهم كان يبرأ من خطأه ويأمر غيره برد ما لم يوافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم بإدراكهم جميعا أن الإصرار في الخطيئة إنما هو علاج وأن العناد عدو السماحة ، وليس المعاند سمحا ولا السمح معاندا ، فالسمح مرحوم والمعاند مذموم ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا إشترى وإذا إقتضى ) ، وهذا في أمور الدنيا وفي الأمور الأخرى فقد قال الله جلا وعلا ((( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله ، فإستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ))) .
وأضاف فضيلته أننا نرى العناد ضاربا بأطنابه في قلوب كثير من الناس ، يرون في العناد نشوة وزهوا غايتهم الإنتصار للنفس لا للحق تطفح بأمثالهم وسائل التواصل المقروءة والمسموعة ويهدمون بالعناد ولا يبنون ويبعدون به ولا يقربون ويفرقون ولا يجمعون ، إنكم لن تجدوا معاندا يمكن أن يكون عامل بناء في مجتمعه ما دام العناد رائدا والإستكبار حاديه ، وكفى بهذة الخله أن توقع صاحبها في مشابة من قال الله عنه ( إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا ) يعني عذابا لا راحة فيه جزاء العناد الذي لا رجوع معه إلى الحق آآعاننا الله من ذلك .
وأشار فضيلته أنه من سره ألا يبوء بأثمه بما جنته يداه يوم معادي فليعترف بالحق دون غضاضة ما ضر أهل الخسر غير عنادي .