العلاقات بين الدول تبنى على المصالح المشتركة سياسيا واقتصاديا وعقائديا واحيانا اجتماعيا، وقد لا يكون للعواطف دور في العلاقات السياسية وان تذرع بها البعض لخداع الطرف الآخر.
إلا ان علاقة المملكة العربية السعودية مع لبنان كانت علاقة مختلفة عن ذلك كله فالمملكة احتضنت لبنان واغدقت عليه الأموال الطائلة بشكل يوحي بمسؤليتها الأخلاقية اتجاه هذا البلد الشقيق الذي يقف دائما في اشد الحاجة للدعم والمساندة كي لا يقع فريسة لتخلي الجميع عنه او تجرفه الحاجة لأحضان اعداء الأمة، كما بذلت الكثير من اجل جمع الفرقاء لما فيه صالح بلدهم لبنان في اتفاقية الطائف عام 1989 والتي اوقفت الحرب الأهلية اللبنانية واصبحت دستورا حقن بموجبه الكثير من دماء اللبنانيين.
لو حاولنا المقارنة بين مكاسب البلدين من الآخر، نجد ان لبنان حصل على كل شيء بينما لم تحصل المملكة من لبنان على شيء سوى نكران الجميل والوقوف على الشاطيء المقابل المعاكس للمملكة.
قد يقول البعض ان السبب يرجع لمصادرة القرار اللبناني من قبل ما يسمى بحزب الله مع ان الله منه براء، وهذا فيه الكثير من الصحة، الا اننا لم نرى محاولات جادة من الدولة اللبنانية لفعل شيء لتغيير ذلك الواقع بل انتهجت اسلوب التسويف الذي نتج عنه السيطرة الكاملة لحزب الله على القرار اللبناني بالكامل وكان لزاما على المملكة ان تتخذ قرار وقف الدعم عن لبنان فليس من المنطق دعم خصما واضحا تمثل في حزب الله الذي يدار من قبل ايران لتنفيذ اجنداتها في الخارج لتحقيق اطماعها واحلامها.
اللبنانيين لم يدركوا ان المملكة في عهد سلمان الحزم ستنفذ تهديداتها لهم بقطع المعونة فقد تعودوا على سماحة المملكة ومحاولتها ايجاد الأعذار كي تستمر في الدعم.
الآن على العالم اجمع ان يدرك ان المملكة تنتهج اسلوب جديد يعتمد على الله ثم على النفس وان مواقفها ستكون بما يخدم مصالها اولا قبل كل شيء، وقد يكون ما حصل في لبنان رسالة من المملكة لغير لبنان بأن يصحح مسارة في الطريق الذي يخدم الجميع فالمملكة وشعبها احق بأموالها ونحن لسنا في حاجة أحد متى اعتمدنا على الله ثم تسليح انفسنا، وهذا ما بدأ واضحا في سياسة المملكة الجديدة بالتركيز على التصنيع العسكري المحلي بما تقتضيه الحاجة من اسلحة ثقيلة وخفيفة.
سعود العتيبي
التعليقات 16
16 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
04/06/2016 في 3:10 م[3] رابط التعليق
شكرا للكاتب على ماكتب وعبر عن راى الكثير وباالمختصر المفيد اتقى شر من احسنت له
November
04/07/2016 في 6:26 ص[3] رابط التعليق
احسنت في انتقاء كلماتك .تسلم يمينك أستاذ سعود تحياتي لك ..!!
العنزيه
04/07/2016 في 9:39 ص[3] رابط التعليق
فالمملكه وشعبها أحق بأموالها
فعلاً احسنت المقال جداً رائع بيض الله وجهك
(العنزي)
naifjihad
04/07/2016 في 10:12 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ابوطلال ,,, والله يعز بلدنا بلد التوحيد والاسلام.
زائر
04/07/2016 في 10:24 ص[3] رابط التعليق
احسنت ابا طلال
نعم المملكه غيرت مسارها الى الجد والحزم مهماكان حيث كثير من الدول رأت انه عين الصواب ولكن الاعداء غير راضين عن هذا الحزم . مماجعلهم يقفون مشدوهين ومصدومين ولن يتقعون هذا القرار …
نقول بكل فخر شكرا لله اولا ثم لملك الحزم ..
زائر الفاران
04/07/2016 في 11:56 ص[3] رابط التعليق
اعتقد ان لبنان اليوم بل منذ سنوات خارج الميزان! نعم لبنان وقراره مختطف من قبل عصابة تدعي المقاومة وهي في الحقيقة تحتاج الى جبهة تقاومها وتردعها عن هذه التصرفات التدميرية ونعم قرار المملكة قرار مستحق ولابد منه٠شكرا للكاتب٠
زائر
04/07/2016 في 11:43 ص[3] رابط التعليق
دايم متميز ابو طلال
زائر
04/07/2016 في 12:14 م[3] رابط التعليق
شكرا لك ابو طلال مقال رائع
سلمان بن مطيلق
04/07/2016 في 1:23 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخ ابو طلال .. دام عزك ياوطن .سلمان الحزم
زائر
04/07/2016 في 2:26 م[3] رابط التعليق
مصالحها …. وليست مصالها ؟؟
للتصحيح لا غير
سعود العتيبي
04/11/2016 في 7:34 ص[3] رابط التعليق
أشكرك، خطأ إملائي بلا شك
ابو عبد العزيز
04/07/2016 في 2:45 م[3] رابط التعليق
دائماً ابو طلال متميز في طرحك وليس بغريب عليكم هذا الشي ومانقول الا عسى الله ان يحفظ لنا حكومتنا الرشيده
بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود .
أنس فارس
04/07/2016 في 8:28 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ابو طلال، هذا قرار تاريخي لان لبنان وخلال فترة الخمس سنوات انحازت انحيازا كاملا لايران بتاثير من حزب اللاة. وأيضا لتعلم لبنان وغيره بان من يخرج عن الاجماع العربي بقيادة السعوديه لا يستحق ان تمد له يد العون.
د ايمان
04/08/2016 في 12:45 ص[3] رابط التعليق
مقال رااااائع وهذا ما تعودناه من مواقف المملكه وصدارتها في البذل والعطاء حفظها الله من كل سوء وادام عزها وامانها واستقرارها
أبو طيف .
04/09/2016 في 1:01 م[3] رابط التعليق
كلام جميل
سعود فهد العتيبي
04/22/2016 في 9:21 ص[3] رابط التعليق
مقال راااااع