أبعاد الخفجى-رياضة:
لا يكاد يمر يوم في الهلال هذا الموسم من دون أن تقرأ وتسمع عبارة واصل اللاعب برنامجه العلاجي والتأهيلي وسط استغراب وترقب الجماهير “الزرقاء” لعودة نجومها، وما أن يستبشروا خيراً بعودة لاعب إلا وانضم الآخر لعيادة النادي الطبية.
الكثير من المتابعين تساءلوا عن سر كثرة الاصابات وطول مدة العلاج لبعض الحالات التي حدثت هذا الموسم، بعضهم حمل الجهاز الطبي المسؤولية، والبعض الآخر ألقى باللائمة على الجهاز اللياقي، وجزء منهم حمل اللاعبين المسؤولية خصوصا في الإصابات العضلية.
نستعرض في هذا التقرير رأيا طبيا متخصصا في الاصابات الرياضية، ورأياً لمتخصص في اللياقة البدنية ورأي الادارة الزرقاء.
نائب رئيس الهلال المهندس عبدالرحمن النمر يقول: “ما يمر به الفريق طبيعي جدا نتيجة الاعداد المختلف عن بقية الفرق لهذا الموسم بحكم أن الهلال بدأه بخوض منافسات دور الثمانية لبطولة دوري ابطال آسيا، ونستغرب التركيز على اصابات الهلال فقط من دون الحديث عن اصابات لاعبي الاندية الاخرى التي تعتبر مشابهة، وقال: “نمتلك جهازا طبيا على مستوى عال من الإمكانيات بقيادة دكتور متخصص وذي خبرة كبيرة في المجال الرياضي ويعمل بصورة مميزة جدا، وهو مع الفريق من مواسم عده وليس هذا الموسم فقط”.
واضاف: “في كل موسم يكون هناك إصابات عدة وغيابات وليس هذا الموسم فقط وهو أمر وارد، وأعتقد أن أي فريق يبدأ موسمه بدور الثمانية الآسيوي يكون اعداده للموسم مختلفا عن بقية الفرق لأنه إعداد أقوى من البقية، ومن الطبيعي مع بداية الدور الثاني أن تكون معرضاً للارهاق والاصابات نتيجة ضغط المباريات والاجهاد بعكس ان تبدأ بمباريات الدوري فقط بشكل تدريجي، ولذا عمد الجهاز الفني لدينا الى التدوير تفاديا لتأثير هذه الغيابات”.
وأكد أنه لا يوجد في الفريق لاعبون غابوا مدة طويلة باستثناء الثلاثي رودريغو ديغاو ونواف العابد اللذين أجريا عمليات جراحية، وكارلوس ادواردو نتيجة حاجته لبرنامج محدد يتطلب عدم الاستعجال بالعودة باكرا.
واتفق المدرب الوطني المتخصص باللياقة البدنية حمود السلوة بأن الإعداد القوي مطلع الموسم للهلال بسبب دخوله في منافسات الأدوار النهائية من بطولة دوري ابطال آسيا مما ساهم في الحمل البدني العالي للهلال نتيجة ضغط المباريات والمنافسة على جبهات عدة آسيويا ومحليا، ويعد سببا رئيسيا وقويا في الاصابات، وقال: “وراء كل مدرب ناجح مدرب لياقة بدنية ناجح، يعمل على الاعداد السليم وفرض الاحمال المناسبة، والحرص على عمل الاطالات قبل وحتى بعد المباريات، وحياة اللاعب الخاصة احيانا تكون سببا في الاصابات سواء من النوم باكرا والحرص على التغذية الجيدة والعادات السليمة، وبالنسبة لعدم العودة بسرعة يعود الى جودة التأهيل واستطاعة الجهازين الطبي واللياقي بإعادة اللاعب في اقصر وقت ممكن، واحيانا يكون هناك استعجال ايضا بالعودة للمباريات على الرغم من عدم اكتمال التأهيل نتيجة وقوع الجهاز اللياقي تحت ضغط رغبة اللاعب او اهمية المباريات”.
وأكد أن فترة علاج وتأهيل كل لاعب تختلف عن الآخر حسب استجابة اللاعب للعلاج، وقال: “في بعض الاحيان يكون نوع الاصابة واحدة للاعبين مختلفين ويعود لاعب قبل الآخر حسب استجابة كل لاعب للعلاج”.
عنف غير طبيعي
وأكد استشاري جراحة العظام والاصابات الرياضية الدكتور حمود الغاشم أنه يجب عمل دراسة لتحديد السبب الحقيقي ومعرفة سبب الاصابات في أي فريق سواء من طريقة الاعداد اللياقي او برنامج اللاعب وما يتعلق بغذائه ونومه وكمية المياه التي يشربها، وقال: “أعتقد أن قوة الالتحامات والعنف غير الطبيعي الذي نراه في ملاعبنا سبب للكثير من الاصابات في كل الأندية، وحتى لو احضرت لاعب معد بدنياً بشكل صحيح سيتعرض للإصابة متى ما واجه خشونة كبيرة في الملعب، وهناك اسباب عدة للإصابات بخلاف الخشونة تنقسم الى اجزاء عدة وهي التغذية والتروية وتقسيم ساعات النوم بالشكل الصحيح بين التدريب وتنظيم النوم والراحة، والجانب الآخر الإعداد البدني بتطبيق برامج مدروسة تحت اشراف كوادر مؤهلة ومتخصصة وتقيد اللاعب بالبرنامج، وأخيرا بيئة الملاعب خصوصا الارضيات وخشونتها”.
وشدد على ضرورة التركيز على الاطالات قبل اللعب بشكل يومي حتى تكون العضلة مرنة وتساهم في البعد عن تمزق العضلات، وعن اسباب تأخر العودة بعد العلاج قال: “ربما يكون أحد سببين إما حرصاً على عدم المخاطرة بعودته ومنحه المزيد من الوقت الذي لا يحتاجه للتأهيل او أن تكون فعلا اصابة قوية تحتاج هذه الفترة للعلاج لان الاصابات العضلية درجات مختلفة ولكل واحدة لها مدة معينة، لأنه لو عاد اللاعب واصيب ستكون سلبية للطبيب وتضر سمعته”.
وأضاف : “انا متأكد ان اللاعب السعودي لديه قصور في كمية المياه المطلوبة للمعدل الطبيعي للشرب والتي لا تصل حتى للنصف، لأنني سألت أكثر من لاعب وتأكدت من انهم يشربون كمية مياه مثلنا وهذا خطأ، يجب ان يشرب اللاعب كميات كبيرة من المياه، أقل شيء لترين يوميا، كما أن الماء المعبأ الذي نشربه لا يعمل بالشكل الذي يعمله الماء الطبيعي لأنه حمضي وخال من الاوكسجين ويجب ان تحضر الاندية ماء قلوياً للاعبين”.
وتعليقاً على كثرة إصابات لاعبي الهلال قال: “هل توجهت لأي فريق آخر وحسبت اعداد المصابين؟، اعتقد ستجد الاعداد ذاتها في الفرق الثانية، وهو أمر طبيعي في الأندية وبين اللاعبين”.