أبعاد الخفجى-رياضة:
يتهاوى الهلال نحو المغيب أمام أنظار عشاقه ويوشك ضوؤه بالهزائم أن يختفي وسط العتمة يتلمس محبوه دروباً للعودة لجادة البطولات فلا يرون معالم طريق بوجود أشباح بالكاد تساعد نفسها في البحث عن مخرج ولا مخرج فقد سدت الأبواب ولم يبق إلا مجرد وقت قليل لتوديع آسيا والدوري.
الهلال الذي نشاهده ليس إلا بقايا هلال تآمر عليه بعض أهله وطعنوه انتصاراً للذات، والثمن وعود بدعم يسيل اللعاب ويغري بالمشاركة في الحفلة بكل برودة دم وأعصاب، فذهب “الزعيم” بعدها مع الريح وتبخرت الوعود فحلم الليل يمحوه النهار وخرج القوم من الباب الخلفي بعد أن كبلوه بالديون التي قصمت ظهره وحرمته الاختيارات الأفضل لترميم صفوفه ليقف على قدميه من جديد ولولا رجال مخلصون انتشلوه في أوقاته العصيبة مادياً ونفسياً لكان في خبر كان وفي وقت توارى الكل عن المشهد، ظل الداعمون الحقيقيون معه حتى حقق ثلاثة كؤوس لكنه لم يكن قادراً على إحداث أي تغيير في عناصر الفريق على الرغم من أن الحاجة كانت ملحة لوضوح الخلل في الفريق للجماهير قبل المختصين، وظلت النتائج تتأرجح بين مد وجزر والكل يصب جام غضبه على المدرب عند الخسارة فيما يستمتع اللاعبون بلقطات السناب والانستغرام بلا مبالاة أو إحساس بمسؤولية ارتداء الشعار الأزرق تساعدهم الإدارة ممثلة بمدير الكرة السابق اللاحق بالسير على نهج سابقتها وإغلاق التدريبات بعد الخسائر حماية لنفسيات اللاعبين المرهفة وهو ما أفرز جيلاً مستهتراً بالجمهور متعالياً عليه لا يلقي بالاً لبكاء صغير ولا يقدر عناء شيخ أو تعب مريض، فإن كان للمدرب أخطاءه القاتلة وتبريراته المضحكة فإن ذلك لا يعفي الإدارة من المسؤولية فهي التي تركته يخطئ ويكرر أخطاءه ويمعن في الاستفزاز عندما يفرغ ملعبه بتغييراته السلبية لتكون مباريات الهلال ضغطاً رهيباً على جمهوره وحرقاً لأعصابهم ولو وجد فيها المختص الفني لربما ناقشه في خططه العقيمة التي يطبقها أمام جميع الأندية ويقزم بها فريقه ويجعله تحت نار مرتدات الخصم القاتلة التي أهدرت الكثير من النقاط وأفقدت الهلال جمالية أدائه.
الهلال في غرفة الإنعاش يوشك أن يخسر آسيا والدوري إما أن يمد بجرعات من الدعم والرعاية الفائقة أو يترك ليعود في دوامة الضياع التي ظلت تلازمه في الأعوام الخمسة الأخيرة، وتتحمل إدارة الهلال المسؤولية الكاملة في كل ما يجري للفريق فهي من بخلت بالتعاقدات وهي من تركت المدرب بلا نقاش وهي من فشلت في التعامل مع اللاعبين وهي من تركت جيل الخذلان يعبث بتاريخ الهلال، أما أعضاء الشرف فقد أصبحوا خارج الخدمة لا يعنيهم الكيان من قريب أو بعيد طالما أن أحداً لم يذكرهم بسوء.